تفاصيل الإصابة وتطورات الحالة البدنية
كشف موقع «فوتبول إسبانيا» نقلاً عن تصريحات الصحفي فابريزيو رومانو أن ليفاندوفسكي يعاني من شد في العضلة الضامة للفخذ الأيسر، أتلف تدريبات الجمعة والسبت، وخضع لفحوصات طبية أظهرت ضرورة منحه راحة إجبارية تمتد إلى ما بعد لقاء الذهاب، وقد تمتد فترة غيابه إلى موقعة الإياب على ملعب سان سيرو في السادس من مايو.
“روبرت ما يزال في مرحلة التعافي الأولى، وسيُنهي هذا الأسبوع في العيادة، ثم يحدد الفريق الطبي موعداً دقيقاً لعودته إلى الملاعب”، نقل رومانو عن مصادر قريبة من برشلونة.
انعكاسات غيابه على الصيغة الهجومية
منذ انتقاله صيف 2022، سجّل ليفاندوفسكي 58 هدفاً وصنع 12 لزملائه في 84 مباراة مع برشلونة، ليصبح المرجع الأول في إنهاء الهجمات داخل منطقة الجزاء. وفقدان هذا الإسهام العددي سيحتم على تشافي إعادة هيكلة الثنائي الأمامي، عبر خيارات محلية وشبابية قادرة على مجاراة إيقاع إنتر:
- أنسو فاتي: يعوّل عليه المدرب في الانطلاق خلف الخطوط، واستغلال سرعته في مفتاح الجناح الأيسر.
- فرانشيسكو ترينكاو: يمكنه التواجد كسد ثغرة عمق الملعب، والدور على الأطراف لدعم تبديل الأدوار مع فرانك كيسي أو بيدري.
- داني ألفيس: الخبرة التكتيكية قد تقوده للعب دور الوصل بين خطي الوسط والهجوم خلال فترات الضغط العالي.
رؤية تشافي للخطة البديلة

أكد هيرنانديز في المؤتمر الصحفي:
“غياب روبرت بلا شك خسارة كبيرة، لكن الفريق جاهز للتحدي. لدينا ثقة في حلولنا الهجومية ونمط الضغط الذي سننفذه في عمق الملعب. سنعول على تناغم اللاعبين منذ التدريبات الماضية لضغط دفاعات إنتر مبكراً”.
وأشار المدرّب إلى إمكانية اللجوء إلى خطة 4-3-3 مع توجيه الكرات نحو العمق، وتفعيل الأظهرة في الاندفاع أمام تشديد خطوط رقابة الوسط الإيطالي.
خواطر على المواجهة التكتيكية
إنتر ميلانو، بقيادة سيموني إنزاجي، يعتمد عادة على تنظيم دفاعي بثلاثة قلب دفاع، مع ثنائي ارتكاز يعزل منطقة الارتكاز ويمنح حرية لنجوم الأطراف للمبادرة. ويضاف إلى ذلك عمق داخل الصندوق عبر إدين دجيكو ولوتارو مارتينيز.
- الضغط في مرحلة البناء: سيسعى برشلونة لقطع تمريرات الجبهة إلى أليكسيس سانشيز وماكس أليجرّي، ومحاصرة ثنائيات الميلانيسّية التي تصدر من الخلف.
- التحولات السريعة: بعد انتزاع الكرة، سينطلق بيدري وبوسكيتس لتمرير الكرات البينية إلى أنسو فاتي أو ممفيس ديباي، مع توظيف «العرضيات الأرضية» خلف الأظهرة.
- الكرات الثابتة: تشكل ركلة الركنية فرصة لحدوث اختراق عبر رأسية كيسي أو الهجوم الجماعي من الخلف.
سجل المواجهات وتأثير الغائبين
سبق لبرشلونة وإنتر التلاقي في محطات قارية عديدة، آخرها نصف نهائي نسخة 2010، وانتهت مباراتا الذهاب والإياب بفوزين لصالح النيراتزوري. ويُضاف إلى ذلك دلالة تاريخية لغياب ليفاندوفسكي الذي شارك في دوري الأبطال مع البايرن ميونخ طوال سنوات، ما يجعله يخلو من خبرته في ممانعة دفاعات «البرسا» سابقاً.
ردود فعل الجماهير والإعلام
ارتفعت وتيرة النقاش بين جماهير المواقع الرياضية الشهيرة مثل «ماركا» و«موندو ديبورتيفو»، حيث انقسمت الآراء حول قدرة البدلاء على تعويض ما يفقده الفريق برحيل الهداف الرئيسي. واستضافت القنوات التحليلية نقاشات بين محللين أكدوا أن قوة برشلونة تتخطى فرداً بمفرده، بينما يرى آخرون أن قيمة ليفاندوفسكي النوعية يصعب تعويضها في الدقائق الحاسمة.
التركيز على الهدف الأكبر

من المنتظر أن يستغل برشلونة احتضانه المدرّجات الصاخبة لدعم لاعبيه، بعد الأداء البطولي في ربع النهائي أمام مانشستر سيتي، حيث أثبت الفريق قدرته على تجاوز عقبات الإصابات. ويعلق تشافي آماله على تحفيز اللاعبين روحياً وفنياً، لضمان نتيجة إيجابية تمكنهم من الاستعداد إلى لقاء الإياب بثقة.
سيناريوهات ما بعد الذهاب
إذا نجح «البلوغرانا» في تحقيق تعادل سلبي أو فوز ضئيل دون خسارة شباك، ستزداد فرصه في سان سيرو مع عودة ليفاندوفسكي المنتظرة. أما في حال انتهى اللقاء بنتيجة ثقيلة، فقد يضطر تشافي لإعادة حساباته التكتيكية بشكل أعمق، وتعزيز خط الوسط بحضور أوروبي أكبر من أمثال سيرجينو دست أو سيرجيو روبرتو.
خاتمة
وسط هذه الأجواء المتوترة، يشعر عشاق النادي بأنّ الاختبار القادم أكثر من مجرد مباراة؛ إنه الرسالة الحقيقية لقدرة برشلونة على الاستمرار في أدوار الحسم القارية، دون الاعتماد على نجمه الأول. ومع انطلاق صافرة الحكم، سيبدأ الكفاح الحقيقي لتأكيد أن «العقل الجماعي» قادر على تعويض أي غياب فردي.