ديمبيلي يتفوق ويحصد الجائزة الذهبية
واصل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الكشف عن أبرز إنجازات الموسم المنصرم في دوري أبطال أوروبا، حيث حظي النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي بجائزة أفضل لاعب بعدما كان صاحب بصمة واضحة في مباريات البطولة، بينما سيطر نادي باريس سان جيرمان على عدد من المقاعد في التشكيلة المثالية بفضل المستوى الكبير الذي قدّمه خلال مشواره نحو اللقب. بالنسبة لجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025 فقد تفوق عثمان ديمبيلي على جميع المرشحين بفضل تسجيله ستة أهداف خلال مرحلة المجموعات وصناعته لعدد من الفرص الحاسمة، إلى جانب تسجيله هدفاً في إياب دور الـ16 ضد ليفربول وآخر في ربع النهائي ضد آرسنال، قبل أن يتألق في النهائي الذي حقق فيه باريس سان جيرمان انتصارًا ساحقًا بنتيجة 5-0 على إنتر ميلان. ساهم ديمبيلي في صناعة العديد من الفرص ومساندة زملائه في وسط الملعب رغم أنه لم يسجل في النهائي مباشرةً من مركزه كمهاجم زائف، مما أظهر قدرته على اللعب في دور متوسط ومساندته الدفاعية والهجومية لصالح فريقه.
تشكيلة مثالية بحضور باريسي كبير
من جهة أخرى، جاء اختيار التشكيلة المثالية لدوري الأبطال طبقًا لقرارات الاتحاد الأوروبي باتفاق خبراء التدريب والتصويت عبر المنصة الرسمية للاتحاد، حيث ضمت ستة لاعبين من صفوف باريس سان جيرمان إضافة إلى النجوم الذين لمعوا في صفوف أندية أخرى. وجاء في حراسة المرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما الذي أثبت جدارته بفضل تصدياته الحاسمة طوال الأدوار الإقصائية وخصوصًا في المباريات أمام ريال مدريد وبايرن ميونخ، مما أكسبه ثقة كبيرة وجعله الخيار الأول لقفاز الموسم.
الدفاع: سرعة وصلابة ورؤية تكتيكية
في الدفاع تألّق الدولي المغربي أشرف حكيمي بفضل سرعته وقدرته على الارتداد السريع بين الدفاع والهجوم، إلى جانبه زميله البرازيلي ماركينيوس الذي كان صخرة صلبة أمام هجمات المنافسين، بينما اكتمل الخط الخلفي بوجود البرتغالي نونو مينديش الذي ساهم في بناء الهجمات القطرية وتميّز بقدرته على قطع الكرات الدقيقة. وفي قلب الملعب حجز البرتغالي فيتينيا مكانه بفضل أدائه المهاري وتمريراته المتقنة التي مكنت باريس سان جيرمان من الوصول إلى مناطق خطرة باستمرار، إلى جانب الشاب الواعد ديزيري دوي الذي توّج جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة بعد تسجيله هدفين وصناعة آخر في النهائي، ليصبح أول مراهق يسجل هدفين في نهائي دوري أبطال أوروبا إذ سبق وأن سجل الهدفين خلال مواجهات الخروج المغلوب.
خط الوسط: شباب وخبرة تحت الضوء
أتمت خط الوسط قوةً وحيويةً بوجود ثنائي برشلونة الشاب الموهوب لامين يامال ورافينيا، اللذين قدّما مستويات رائعة رغم صغر سنهما، حيث ظهر يامال بتمريراته السريعة وخياراته التهديفية، بينما كان رافينيا صانعًا للألعاب وممزقًا لخطوط المنافسين بإبداعه الفني ورؤيته المستقبلية للملعب. أما في خط الوسط الدفاعي فقد اختير الدولي الإنجليزي ديكلان رايس لاعب آرسنال الذي قدّم أداءً مميزًا في منتصف الملعب بعضلاته الجسمانية العالية وتنظيمه الرائع لعناصر الفريق، إلى جانب دوره الفعال في قطع الكرات وتوزيع اللعب بشكل متوازن مكن المدفعجية من بلوغ الدور نصف النهائي قبل أن يقصيه باريس سان جيرمان.
الدفاع والهجوم: توازن وأداء استثنائي
على الجهة اليمنى في الدفاع تواجد الإيطالي أليساندرو باستوني مدافع إنتر ميلان الذي أظهر ثباتًا تكتيكيًا وصلابة في المواجهات الفردية خلال مشوار فريقه حتى المباراة النهائية، وعزز مكانته كأحد أفضل المدافعين في البطولة رغم الخسارة الكبيرة في النهائي.
السيطرة الباريسية تُبرز التناغم والتوازن
شهدت النسخة الحالية من دوري الأبطال ظهور أفضلية واضحة لأندية صفوة أوروبا على صعيد التشكيل المثالي، وكان لبطل فرنسا الكلمة العليا بعدما ضمّ أكثر من نصف قائمة الأفضل، ما يؤكد قيمة الصفقات التي أبرمها النادي والانسجام التكتيكي الكبير تحت قيادة المدرب الفني الذي وظّف القدرات الفردية للاعبين بكفاءة عالية. في المقابل، برز حضور برشلونة بأيقونتيه اليافعين الذين فرضا نفسيهما أمام أندية عريقة، لتكون الكتيبة الكتالونية حاضرة بقوة في قائمة أفضل المواهب الشابة التي ينبئ بها المستقبل. كذلك، أخذ آرسنال نصيبه من التمثيل عبر رايس الذي أثبت وسط الملعب أنه عنصر لا غنى عنه في خطط المدرب خلال المنافسات الأوروبية.
إحصائيات تُبرز تفوّق ديمبيلي والفريق
من المهم هنا الإشارة إلى الإحصائيات التي سجّلها نجوم باريس سان جيرمان خلال تلك الحملة؛ فقد أسهم ستة لاعبين من الفريق مباشرة في أكثر من 50% من إجمالي الأهداف الحاسمة التي سجّلها النادي، ما يؤذن بعام استثنائي للأندية المشاركة في دوري الأبطال. وفيما يخص عثمان ديمبيلي، فقد أظهرت البيانات أن متوسط تمريراته الصحيحة تجاوز 85% في المباريات الحاسمة، مع مشاركته الفعلية في 40% من فرص التهديف التي صنعها زملاؤه. هذه الأرقام تؤكد تميزه وأفضليته على بقية المنافسين في اختيار أفضل لاعب في البطولة.
دمج الخبرة بالشباب يعكس روح المنافسة
ختامًا، حفلت القائمة النهائية للتشكيلة المثالية بدمج الخبرة مع الشبان الموهوبين، مما يعكس النظرة الشاملة للاتحاد الأوروبي التي تراعي الأداء الفردي والقدرة على الإسهام الجماعي في تحقيق النتائج. وبعيدًا عن التنوع الكبير للاعبين والجنسيات، فإن اختيار هؤلاء النجوم يؤكد مجددًا أن الجودة الفنية والقدرة على تقديم الإضافة في اللحظات الحاسمة هي المعيار الحقيقي لتقييم من يستحق ارتداء قميص الأفضل في دوري أبطال أوروبا.
