ناجلسمان يحذّر روديجر من عودة حوادث مؤسفة

19 days ago

ناجلسمان

تحذير شديد اللهجة من ناجلسمان

تواصل الأوساط الرياضية العالمية الحديث عن واقعة طرد أنطونيو روديجر في نهائي كأس الملك الإسباني الذي جمع ريال مدريد مع برشلونة في إبريل الماضي، والتي أثارت جدلاً واسعاً بين الجماهير والإعلاميين.

وفي خطوة وصفها الكثيرون بأنها تصعيد مباشر نحو ترميم العلاقة مع اللاعب وضبط سلوكه في المستقبل، أطلق يوليان ناجلسمان مدرب المنتخب الألماني تحذيراً شديد اللهجة خلال المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان قائمة المانشافت لمباريات دوري الأمم الأوروبية المقبلة.

وأكد المدرب الألماني على ضرورة عدم تكرار أي سلوك غير لائق من قبل اللاعب، وإلا ستتخذ الإدارة الفنية خطوات أشد صرامة في مواجهة مثل هذه التصرفات.

تفاصيل الحادثة المؤسفة

من مصادر متفرقة اتضح أن حادثة روديجر الطردية بدأت بعدما قام الأخير بإهانة الحكم وتوجيه عبارات حادة عقب إحضار مدرب ريال مدريد آنذاك راكيتيتش بدلاً منه في الفترة التي تلت طرده.

وتفيد التقارير الإعلامية بأن روديجر صوب كلمة مسيئة لرئيس الطاقم التحكيمي قبل أن يلقي قميصه في اتجاه المنصة الفنية، مما أدى إلى حصوله على البطاقة الحمراء في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الإضافي.

وبعد انتهاء المواجهة التي انتهت لمصلحة برشلونة بهدفين مقابل هدف، قدم روديجر اعتذاراً على الفور للجماهير والإدارة قبل أن يطبق الاتحاد الإسباني عقوبة الإيقاف لمدة ست مباريات في البطولات الرسمية والإفلات المؤقت من المشاركة.

تعقيدات إضافية بسبب الإصابة

ناجلسمان

ما زاد الأزمة تعقيداً هو خضوع روديجر لعملية جراحية في الركبة اليسرى بعد يومين من الحادثة، ما يعني أنه لن يتمكن من العودة إلى الملاعب قبل نهاية الموسم الكروي الحالي.

ولم تقتصر هذه الأزمة على توقفه عن الملاعب فقط، بل تحولت أيضاً إلى إشكالية في مسيرته الدولية مع المنتخب الألماني، خاصة وأن يوليان ناجلسمان رفض ضم قلب الدفاع المخضرم لقائمة لاعبي ألمانيا في المباريات القادمة على الرغم من تعافيه الجزئي.

وقال ناجلسمان في المؤتمر الصحفي إن روديجر يعلم جيداً خطورة ما حدث، وأنه أصبح أمامه فرصة أخيرة لإثبات قدرته على احترام قرارات الحكام والسياسات الموحدة التي يطبقها الاتحادات الدولية وحالات الطرد ضمن النظام الاحترافي.

علاقة سابقة بين المدرب واللاعب

رأي ناجلسمان في واقعة روديجر جاء بعد أعوام من العلاقة الاحترافية بين المدرب واللاعب حينما كان روديجر جزءاً أساسياً من تشكيلة بايرن ميونيخ الذي دربه المدرب الألماني في ذلك الوقت.

وأشار ناجلسمان إلى أن اللاعب كان مثالاً للالتزام والانضباط قبل انتقاله إلى ريال مدريد في صيف عام 2022، لكن سلوكه في النهائي كشف عن لحظة عصبية مفرطة لا تتماشى مع قيم كرة القدم واحترام قرارات الحكام.

وأضاف المدرب: “بالطبع أجرينا حوارات كثيرة مع روديجر منذ تلك الواقعة، وقد اعترف أكثر من مرة بأن تصرفه كان خطأً فادحاً وغير مقبول على الإطلاق.

ونحن ننتظر منه أن يعيد تقييم تصرفاته أمام الجماهير وفي التدريبات، لأنه في حال تكررت أي إساءة أو تجاوز للحدود فإن العواقب ستكون أشد وأكبر”.

تأخر في العودة البدنية

ناجلسمان

وفقاً لمصادر قريبة من إدارة المنتخب الألماني، فإن روديجر خضع لبرنامج إعادة تأهيل مكثف منذ عودته من إسبانيا، لكن تقييم الجهاز الطبي كشف تأخراً ملحوظاً في استعادة قدراته الحركية بسبب مشاكل في الرباط الصليبي الداخلي.

وذكر التقرير أن روديجر سيبقى بعيداً عن الملاعب حتى نهاية يوليو على الأقل، ما يعني خسارته لمرحلة مهمة من المباريات التحضيرية قبل انطلاقة الموسم الجديد.

وهذا الأمر أثار تساؤلات بشأن مشاركته مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية المقررة في شهر ديسمبر 2025، خاصة وأن النادي الملكي يضع بين أولوياته تعزيز خط الدفاع بمدة جاهزية اللاعبين قبل انطلاق أي بطولة قارية أو دولية.

غياب روديجر عن قائمة المانشافت

في السياق ذاته، كشف أحد مساعدي ناجلسمان بأن عدم استدعاء روديجر لقائمة منتخب ألمانيا لا يعود فقط إلى مسألة الطرد والإهانة التي صدرت منه أثناء نهائي الكأس، بل يرتبط أيضاً بحالة الإحباط التي عاشها اللاعب بعد خروجه المبكر من البطولات الأوروبية مع ريال مدريد.

وعلمت مصادر إعلامية أن روديجر حاول إعادة التواصل مع إداريي المنتخب عن طريق إرسال رسائل نصية على هاتف المدرب الخاص، طالباً الفرصة لاجتياز المران الفني واللياقي، لكن الناخب الألماني أبلغ اللاعب بأنه لا زيارة محتملة للمعسكر وأن الأمر مرتبط بقدرته على الالتزام بالضوابط السلوكية والتقدم الفني في الفترة القادمة.

رد فعل ريال مدريد والجمهور

أما على صعيد ريال مدريد، فقد عبّر أنشيلوتي السابق والجمهور ماركوس رودريغيز عن تعاطفهم مع روديجر بعد ما وصفوه بالظروف القاسية التي يمر بها اللاعب، إذ دعا نادي العاصمة إلى دعمه نفسياً وتقديم التسهيلات اللازمة لعودته القوية.

غير أن التقارير تشير إلى أن إدارة النادي الملكي وضعت ضوابط صارمة أمام روديجر قبل إعادة تصعيده إلى التشكيلة الأساسية، أبرزها خضوعه لبروتوكول سلوكي جديد يتضمن جلسات مع مستشار نفسي ورياضي لمدة لا تقل عن شهرين، وبرنامج تدريبي مضاعف يركز على ضبط الأعصاب أثناء المباريات الكبرى والضغط الجماهيري.

ردود الفعل العامة والمتابعين

على مستوى المُتابعين وعشاق كرة القدم، فقد تصدرت هاشتاغات #روديجر_يعيد_حاله و #ناجلسمان_يحسم_مصير منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد بعض النقاد البرتغاليين والإسبان افتقاد المدافع للخبرة الكافية للتعامل مع ضغوط نهائيات كأس الملك، بينما أشاد آخرون بإصرار المدرب الألماني على فرض قواعد الانضباط داخل صفوف المنتخب.

ورأى محللون أن هذه المواجهة المفتوحة بين ناجلسمان وروديجر ستشكل درساً لكل لاعبي دوري الأبطال والدوريات الكبرى حول ضرورة احترام قرارات الحكام وعدم الانجرار وراء عصبية الخصم أو الجماهير، لأن كرة القدم في النهاية تعتمد على الاحترام المتبادل وروح المنافسة الشريفة.

مستقبل روديجر مع المنتخب الألماني

وفي ظل استبعاد روديجر من المشاركة مع منتخب ألمانيا في المباريات المقبلة أمام البرتغال والنمسا في نصف نهائي ونهائي دوري الأمم الأوروبية، يتصاعد التساؤل حول أحقية اللاعب في استعادة مكانه دولياً مستقبلاً.

إذ يرى البعض أنه بحلول نهاية عام 2025 لن يكون أمامه بديل سوى إثبات نفسه مجدداً مع ريال مدريد في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، والمساهمة في النجاحات التي يحققها الفريق الملكي، وإلا فسيصبح روديجر خارج حسابات الجهاز الفني الألماني بصورة كاملة.

ختامًا: مفترق طرق واضح

ختاماً، تبدو العلاقة بين ناجلسمان وروديجر في مفترق طرق واضح، فإما أن يعود المدافع المخضرم إلى سكة الانضباط والعطاء الفني العالي مع ناديه ومنتخب بلاده، أو أن تتحول تلك الواقعة في نهائي كأس الملك إلى محطة سوداء في مسيرته المتألقة.

وما بين النصائح والتحذيرات الصارمة التي أطلقها المدرب الألماني والتحديات البدنية والذهنية التي أمام اللاعب، يترقب الشارع الكروي والمتابعون العالميون تطورات حاسمة ستحدد مسار قلب الدفاع الشاب في الفترة المقبلة ومدى قدرته على تجاوز إحدى أصعب اللحظات في تاريخه الاحترافي.

المزيد من المقالات