ميسي والنجاح المدوي يطيح بصفقة أوسيمين مع الهلال

تفاصيل الاتفاق الأولي مع أوسيمين

شهدت الأشهر الماضية اهتمامًا لافتًا من إدارة الهلال بضم فيكتور أوسيمين هداف منتخب نيجيريا وهداف نادي نابولي السابق في الكالتشيو.

وانطلق التفاوض بين الطرفين بدايةً بعد تتويج نابولي بلقب الدوري الإيطالي موسم 2022–2023 وارتفاع منسوب رغبة النادي السعودي في تعزيز خط هجومه بلاعب عالمي قادر على تسجيل 20 هدفًا في الموسم الواحد.

وتوصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي يشمل راتبًا سنويًا كبيرًا وحوافز مغرية، إضافة إلى امتيازات شخصية خاصة بالسفر والإقامة، في ظل رغبة الهلال في بناء مشروع هجومي جديد يقوده المدرب الأرجنتيني المخضرم.

العراقيل المالية والشرط الجزائي

رغم أن الإدارة الهلالية حاولت إتمام الصفقة بشكل سريع، إلا أن الطرفين اصطدما بصعوبة في إتمام الإجراءات الإدارية والمالية المتعلقة بشرط الجزائي المقدم من نادي نابولي والذي يصل إلى نحو خمسين مليون يورو.

هذا الرقم الضخم الذي وُصف بأنه يمثل عبئًا كبيرًا على خزينة الأندية السعودية، دفع الهلال إلى محاولة التفاوض لخفض القيمة أو تقسيط الدفعة الأولى، لكن نابولي رفض التقليل من قيمة الشرط الجزائي، معتبرًا أن أوسيمين يعد من الركائز الأساسية ضمن فريقه بعد قيادته للتتويج بلقب الكالتشيو وتسجيله أكثر من 25 هدفًا في الموسم الماضي.

تأثير خبر دخول ميسي الفترة الحرة

جاء الإعلان عن دخول ليونيل ميسي المرحلة الحرة من عقده مع إنتر ميامي ليشكل عامل جذب إضافي للمواهب الكروية نحو الأندية السعودية، وأثار على الفور تفاعلاً واسعًا بين الجماهير والإعلام المحلي والإقليمي.

وانتشرت أنباء قوية داخل أسوار رئيس الهلال حول إمكانية المغامرة بخدمات النجم الأرجنتيني في مباراة حيوية بالنادي، ما جعل التركيز ينصبّ على الصفقة الكبيرة التي قد يبرمها الزعيم في حال نجح في إقناع ميسي بالانتقال إلى مكة والعاصمة في واحد من أكبر انتقالات القرن الحالي في المنطقة.

وهذه التكهنات وحالة الترقب التي رافقت ملف ميسي أدت بالتالي إلى تجميد سريع لمفاوضات أوسيمين، خصوصًا بعدما أعادت الإدارة ترتيب أولوياتها وتوجيه جزء من الميزانية الانتقالية لتحضير صفقة أكبر تستهوى قلوب الجماهير السعودية وترفع من سقف المدخول الإعلاني للرعاة الشركاء.

موقف الإعلامي عساف الخليفي ورؤيته

خرج الإعلامي الرياضي السعودي عساف الخليفي عبر حسابه على منصة إكس ليوضح مقاطعة صفقة أوسيمين، وأكد أن مشهد الموافقة المبدئية ثم الرفض في صفقة أوسيمين يعيد إلى الأذهان سيناريو مفاوضات ميسي.

ونقل الخليفي عن بعض المطلعين داخل النادي أن الهدف الرئيسي في الفترة الحالية هو إتمام صفقة ميسي بأي ثمن يعزز من قيمة الهلال على المستويات التسويقية والاقتصادية قبل الاهتمام بالبدائل الأخرى.

وأضاف الخليفي في تغريداته: "وكأنني أرى ما حدث بالأمس يحدث اليوم.. سيناريو ميسي: الموافقة ثم الرفض يتكرر الآن مع أوسيمين للأسف"، مما يعكس طبيعة تعامل الإدارة مع السوق في ظل الإغراءات المطروحة حول اللاعب الأرجنتيني، فانقضّت على أوسيمين قبل أن تطير الطيور.

انعكاسات القرار على مسيرة الهلال

يُعد خروج أوسيمين من حسابات الزعيم ضربة موجعة للجناحين الذين كانوا ينتظرون وصول هداف لديه خبرة الكالتشيو لتعويض النقص في المهاجمين الدوليين.

لكن دراماتيكية قرار الإدارة الهلالية توضح وضوح الرغبة في التأثير إعلاميًا من خلال حسم صفقات كبرى.

ومن المنتظر أن تشهد الفترة القادمة ضغطًا جماهيريًا واسعًا على إدارة النادي لتوضيح رؤيتها فيما يخص مصير الصفقة، وهل يمكن إعادة التفاوض مع نادي نابولي في وقت لاحق أو اللجوء إلى بدائل فنية أخرى في الموسم المقبل.

وبغض النظر عن هذا التراجع، يستمر الهلال في متابعة الوضع القانوني والوضع المالي المرتبط بصفقة ميسي وقدرته على التطبيع مع الراتب السنوي الكبير قبل نهاية شهر يونيو 2025 الذي يوافق بداية فترة الانتقالات الصيفية في الشرق الأوسط.

هل هناك بدائل قريبة؟

بعد تجميد صفقة أوسيمين سيلجأ الهلال إلى البحث عن مهاجم بديل ضمن بنود قائمة الانتدابات الخارجية، وسط وجود أسماء أخرى لنجوم سابقين مثل ألكسندر ميتروفانوف ونور الدين أمرابط الذين تم ربطهم سابقًا بالفريق.

كما قد تتجه الإدارة إلى البحث عن مهاجم محلي صاعد بإمكانه سد الفراغ لدقائق تجريبية قبل حسم صفقة ميسي أو غيره من نجوم الصف الأول.

بين إعادة تقييم الإدارة لميزانية الانتقالات والتكلفة الكبيرة المحتملة لضم أي مهاجم خارجي، صنعت المفاضلة بين أوسيمين وميسي نقطة تحول دراماتيكية في استراتيجية النادي على مستوى سوق الانتقالات.

وما يبقى أمام جماهير الهلال هو متابعة تطورات الأمر بترقب وانتظار الإعلان الرسمي عن مستقبل الروحية الهجومية للفريق في الموسم المقبل.

خلاصة القول

ينهي مشهد ميسي المرتقب في الدوري السعودي بشكل غير مباشر الفرصة الذهبية أمام فيكتور أوسيمين للانتقال إلى صفوف الهلال في سوق الانتقالات الحالي.

وتجسد تعثر صفقة النجم النيجيري تداعيات الاهتمام المفرط بالحصول على توقيع الأرجنتيني في الوقت الراهن، مما يؤكد أن كل سيناريو مفاوضات ضخمة تمر عبر حسابات البند الجزائي والميزانيات المالية ليس بعيدًا عن رغبة الأندية في رفع مكانتها محليًا وإقليميًا.

وظل ما كتبه عساف الخليفي عبر إكس محوريًا في رسم صورة ملف انتقالات الهلال المعقدة، ليبقى السؤال الكبير حول من سيكون الجناح الهجومي القادم الذي يحلّ محل أوسيمين في قائمة الطموحات بعد أن توارت آماله في سباق الانتقالات السعودية لهذا الصيف.