
مبابي المرشح الذي يحمل “رقم” التاريخ
لم يعد مبابي مجرد مهاجمٍ صاعد؛ فقد أصبح ظاهرةً كرويةً جعلته يتقاسم عبء الرقم 10 مع نجوم أمثال ديميتري باييه في منتخب فرنسا، قبل انتقاله الصيف الماضي إلى مدريد مرتديًا الرقم 9. ورغم أنه لم يحظَ حتى الآن بفرصة ارتداء “قميص الإبداع”، إلا أن مصادر “ماركا” الإسبانية تؤكد أن مبابي يستعد لتكرار سيناريو كريستيانو رونالدو، الذي بدأ بـ9 قبل أن يتسلم الأسطورة 7 في عز فورة إنجازاته. ورغم أن النجم الفرنسي وعد الجماهير بأنه سيحتفظ برقم 9 هذا الموسم، إلا أن إدارة ريال مدريد ترى في حمله الرقم 10 رسالةً قويةً للعالم مفادها: “المجد الأوروبي قادم برفقة مبابي”.
تكتيكيًا، يملك مبابي القدرة على قيادة خط الهجوم والانطلاق من العمق نحو الأطراف، تمامًا كما اعتاد مودريتش كصانع ألعابٍ ثانٍ في بعض الأحيان. وإحصائيًا، سجّل الفرنسي أكثر من 20 هدفًا وصنع نحو 10 آخرين في أول موسمٍ له في الليغا، مما يؤكد جدارته بحمل ثقل “10” الذي لطالما ارتبط بالإبداع وصناعة الفارق.
بيلينجهام: البديل الشرس والقيادي
في حال أصرّ مبابي على “الرقم التاريخي” الخاص به مع منتخب بلاده، يبرز الإنجليزي جود بيلينجهام كخيارٍ ثانٍ قوي. يحترم بيلينجهام الرقم 5 الذي ورثه عن زين الدين زيدان في ريال مدريد، لكن شخصيته الطموحة – التي قادته لفرض سيطرة ملحوظة في وسط الملعب منذ انتقاله قادمًا من دورتموند – تجعل منه مرشحًا مثاليًا للقتال على “الرقم الماسي”. ويتمتع صاحب الـ21 عامًا بقدرةٍ مذهلةٍ على اقتحام مناطق المنافسين وصناعة اللعب من العمق، فضلاً عن طوله الفارع الذي يمنحه أفضلية في الكرات الثابتة ومهارة استثنائية في التسديد من خارج الصندوق.
مواهب “لا فابريكا” تطرق باب الأرقام
بعيدًا عن ثقافة الأسماء اللامعة، قد تكشف الأيام القادمة عن مفاجأة كبرى من أكاديمية “لا فابريكا”، حيث يلمع اسم التركي أردا جولر الذي أظهر موهبةً فائقةً في توليد الهجمات وبناء اللعب. كما دخل اسم النجم الشاب نيكو باز دائرة الاهتمام، لا سيما بعد اعتماده في عدة مباريات أساسية وبلوغه مراتبٍ متقدمةٍ في تطوير المراوغات وتمريرات الاختراق. ومنطقياً، فإن منح القميص رقم 10 لأحد هذين الثنائيين سيكون رسالة لإظهار الثقة في خطة ريال مدريد طويلة الأمد التي تُعلي من شأن العناصر الصاعدة.
اقتراح “جلاكتيكوس” جديد

ولا تُستبعد إمكانية إبقاء “الرقم الذهبي” احتياطيًا لصفقة فلكيةٍ مُقبلةٍ من طراز “جلاكتيكوس”، في حال نجح النادي في ضم نجمٍ عالميٍ يملك شعبيةً جارفةً على الساحة الأوروبية. فهذا الأسلوب سبق أن اتبعته الإدارة الملكية مع مواهبٍ مثل كاكا ورودريغو وغاريث بيل، ليخلق لحظاتٍ إعلاميةً ضخمةً ترفع أسهم النادي في سوق الانتقالات والتسويق التجاري. ويشير بعض المقربون من غرفة خلع الملابس إلى أن النادي يراقب تطورات مفاوضات مبابي مع باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ، اقتناعًا بأن الصفقات الكبرى لا تُحتكر للأسماء الحالية فحسب، بل تأتي مع “رقم” مصحوبٍ بمتعةٍ كرويةٍ فوق العادة.
قراءة في كواليس الملكي: لماذا “10” فوق “9”؟
في ريال مدريد، لم يُختزل الرقم 9 في مجرد “مهاجمٍ” بل كان حكرًا على صناع الفتنة فوق الخطوط الدفاعية وفي قلب الهجمة. بيد أن رقم 10 يحمل رمزيةً تفوق مجرد الدور: إنه شعار القائد الإبداعي وصانع القرار أمام منافسيه، ما يبرر حرص إدارة النادي على وضعه في يدي من يملكون القدرة على “تغيير مصير المباريات” بإلمامهم التكتيكي ومهاراتهم الفردية. ومردّ ذلك إلى أن ريال مدريد يرى في قلّة الأسماء القادرة على حمل “ال10” عبر مر العصور معيارًا لقلّة الأبطال.
ختام المسلسل: المسرحية الكروية أمام أعين العالم

يبقى أن الزمن وحده من سيكشف أي الأسماء سيقع عليه الاختيار، لكن المؤكد أن الحدث لن يقتصر على مجرد تبديل أرقامٍ داخل غرفة خلع الملابس، بل سيمثل بدايةً لحقبةٍ جديدةٍ في مدريد، حيث يحمل اللاعب رقم 10 شارة القيادة الفنية بامتيازٍ أكبر من أي لوحة فنية. وفي حال حالف مبابي الحظ، فسنشهد تكرار سيناريو كريستيانو رونالدو مع رونق الرقم 7، لكن هذه المرة مع الرقم الذهبي الذي لطالما ارتبط بالأساطير، ويمتد شغفه ب “الأبيض الملكي” إلى ما بعد الملعب ليصبح أيقونةً تسوقيةً وتاريخيةً لا تُنسى.