
تفاصيل مواجهة يطبعها التوتر
لم تمر سوى أيام قليلة على تعادل نادي نوتنجهام فورست مع ضيفه ليستر سيتي (2-2) في الجولة الـ37 من الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى عاد مالك النادي إيفانجيلوس ماريناكيس إلى الصدارة بإثارة جدلٍ واسعٍ داخل أروقة “سيتي جراوند”.
فقد فقد أعصابه مجددًا في نفق ملعب فيرد هاوث، خلال مشادةٍ كلاميةٍ حادةٍ مع المدير الفني نونو إسبيريتو سانتو، بعد خلافٍ حول مشاركة المهاجم النيجيري تايو أونيي رغم إصابته، مما أشعل غضبَ مالك النادي وحوّله إلى مواجهةٍ علنيةٍ غير مسبوقة.
جاءت الشرارة الأخيرة إثر حادثة مشاركة تايو أونيي في الدقيقة 75، علماً بأن الفحص الطبي قبل المباراة أشار إلى وجود شكوك حول جاهزيته الكاملة إثر تعرضه لكدمة في مباراة سابقة.
ووفق ما تناقلته صحيفة Sun Sport، شعر ماريناكيس بأن الطاقم الطبي للنادي ضيع فرصة تبديل مبكرٍ كان سيقيّد الفريق بعد طرد أحد اللاعبين، وبقي المدرب نونو سانتو متمسكًا بإبقائه في الملعب.
هذا التناقض الفني أدى إلى بقاء فورست بعشرة لاعبين عند احتساب الطرد، في حين استثمر ليستر وضعه الصعب وتمكن من تعادل ثمين أودى به إلى الهبوط رسميًا إلى الدرجة الثانية لأول مرة منذ موسم 2016–17.
البيان التوضيحي: مزيجٌ من التبرير والتحفيز

وبعد صافرة النهاية التي أبقت النتيجة على حالها، التقى ماريناكيس بنونو سانتو في نفق الخروج حيث اندلعت المناقشة الحامية. وصفت الصحيفة الواقعة بأنها “تجاوزت بكثير ما شاهده الجمهور خلال المباراة”، حيث سمع البعض سبابًا حادًا وصراخًا من مالك النادي اليوناني قبل أن يوجّه غضبه باتجاه اللاعب المصاب والطاقم الطبي المرافق.
في تصريحاتٍ لاحقةٍ أعقبت الحادثة، أصدر ماريناكيس بيانًا علنيًا عبر حسابات النادي رسميًا، قال فيه:
“الجميع—الجهاز الفني واللاعبون والجماهير وأنا شخصيًا—شعرنا بالإحباط الشديد إزاء قرار الإبقاء على تايو في المباراة رغم عدم وجود جاهزية 100%. هذا الانفعال طبيعي ويعكس مدى شغفنا وحرصنا على مصلحة نوتنجهام فورست. فلنستفد من هذا الدرس ولنواصل الحلم سويًا!”
ملف ماريناكيس: سيرةٌ من الجدل

وعبّر الرجل الأول في النادي عن ثقته بأن “الخطأ وارد في كرة القدم، لكن يجب أن نتعلم منه سريعًا وأن نبقى موحّدين في دعم الفريق وتجاوز إخفاقاته”.
ليست هذه المرة الأولى التي يتورط فيها ماريناكيس في أحداثٍ مثيرةٍ ضمن الملاعب الإنجليزية. ففي مارس 2024، تم إيقافه خمس مبارياتٍ من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بعد أن بصق على أحد الحكام في نفق ملعب منافس.
إضافة إلى ذلك، يخضع ماريناكيس لتحقيقاتٍ في اليونان بشأن اتهاماتٍ بنشر العنف واستغلال مواقع المسؤولية لفرض نفوذٍ على مؤسساتٍ رياضيةٍ.
ورغم ذلك، يظل ماريناكيس من أبرز المستثمرين الأجانب في إنجلترا منذ استحواذه على حصة الأغلبية في نوتنجهام فورست عام 2017، وأعاد الفريق إلى الدوري الممتاز بعد غيابٍ 23 عامًا في 2022.
نونو سانتو: الاختبار الأخير في إنجلترا
قد ضخت استثماراته المباشرة وغير المباشرة نحو تطوير أكاديمية النادي، ورفع قيمة إنفاقه في سوق الانتقالات الصيفية الماضية إلى نحو 80 مليون جنيه إسترليني.
يخوض المدرب البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو اختبارًا صعبًا قبل نهاية الموسم، إذ يقود فريقًا جمع 39 نقطة حتى الآن ويكافح للهروب من منطقة الخطر في مباراتين أخريين.
وقد شهدت علاقة سانتو بمالك النادي توترًا متصاعدًا بعد تكرار الاعتراضات على أسلوب إخراج التشكيلة وطريقة التعامل مع الإصابات في الفريق.
وفي تعليقٍ مقتضبٍ على الواقعة، قال سانتو أمام وسائل الإعلام:
“أحترم شغف ماريناكيس، لكن علينا التركيز على ملعب التدريب والسعي لتحقيق الاستقرار الفني. الآن ليس الوقت للجدل، بل للعمل الجاد والنتائج التي تحفظ مكانة نوتنجهام في الدوري الممتاز.”
الطريق إلى الأمام: دروس تحتاج التطبيق
تبقى المواجهات المقبلة أمام توتنهام وبرايتون حاسمةً لفريقٍ عاش موسمين متذبذبين بين الأمل والبقاء.
وتحتاج إدارة النادي إلى:
- تعزيز آليات التواصل بين الإدارة والجهاز الفني لتجنب التصادم العلني.
- إعادة تقييم البروتوكولات الطبية والقرارات الفنية بشأن جاهزية اللاعبين.
- تعزيز وحدة الصف بين مالك النادي والجهاز الفني والمدرب والنجوم لتخفيف الضغط النفسي على الجميع.
في الختام… مستقبل يحتاج إعادة بناء
في نهاية المطاف، يكمن نجاح نوتنجهام فورست في استمرار رأس المال الاستثماري وحزم الدعم المهني والتقني؛ إذ يستطيع النادي—بقيادة ماريناكيس وسانتو—تجاوز الأزمات والسير نحو تحقيق أهدافٍ أكبر، والاستعداد مُبكرًا لموسمٍ جديدٍ أكثر استقرارًا وإنجازًا.