
تعاود إدارة ريال مدريد إحياء تقليد خاص يرتبط باللاعبين الكبار عبر تقديم القميص العاشر إلى صخرة هجومية جديدة تليق بعبق التاريخ الملكي.
ورصدت وسائل الإعلام الرياضية عرضًا مقدمًا للنجم الفرنسي كيليان مبابي لارتداء هذا الرقم الأسطوري بدءًا من موسم 2025–2026، بعد رحيل القائد الكرواتي لوكا مودريتش الذي حمله طوال السنوات الماضية.
رمزية الرقم وحقبته الذهبية
يمثل القميص الذي ارتداه مودريتش منذ انضمامه إلى سانتياجو برنابيو عام 2012 علامة فارقة في تاريخ ريال مدريد، إذ شهد مشوارًا من النجاحات القارية والمحلية:
- بطولات دوري أبطال أوروبا: 4 مرات.
- الدوري الإسباني: توّج به أكثر من مرة.
- كأس العالم للأندية: كان أحد أركانها الأساسية.
وكان مودريتش رمزًا للرؤية التكتيكية واللعب الذكي، ليترك القميص الآن لمن يحمل الموهبة والسرعة ويملك القدرة على إعادة تعريف الدور الهجومي تحت ضغط المنافسة العالمية.
أيقونات الرقم 10 قبل مودريتش
وبالعودة إلى عقود خلت، تبرز أسماء أيقونية مثل:
- لويس فيغو: أسطورة بناء اللعب من العمق.
- مسعود أوزيل: اللاعب الذي قدّم لمسات فنية لا تُنسى.
- أنخل دي ماريا: صانع الفارق في النهائيات الكبرى.
كل هؤلاء شكّلوا مرحلة في تطور الرقم داخل المرينغي، حتى أصبح مودريتش هو الممثل الأبرز لفكرة “اللاعب العميق”، وهو الدور الذي يبدو أن مبابي سيستعيد له زخمه من بوابة التمرير والتسديد السريع.
عروض مبابي وفرصة التتويج
أورد برنامج "إل شيرينجيتو" الإسباني أن مبابي بات أقرب من أي وقت مضى لخوض تجربة جديدة تتجاوز الرقم 9 الذي ارتداه الموسم الماضي مع الفريق الملكي.
وسجّل الفرنسي خلال موسمه الأول:
- الأهداف: 43 هدفًا في جميع المسابقات.
- التمريرات الحاسمة: 17 تمريرة أدّت مباشرة إلى تسجيل.
- الإنجازات الفردية: الحذاء الذهبي الأوروبي وحذاء الليجا.
ورغم افتقاده للأمجاد الجماعية، إلا أن اختياره لحمل الرقم 10 يعكس الرسالة التي توجّه بها الإدارة لإعادة تصميم خط الوسط الهجومي حول شخصيته، كجزء من مشروع طويل الأمد نحو العودة إلى منصات التتويج.
القميص رقم 10… بين الماضي والحاضر
في ريال مدريد، الرقم 10 ليس مجرد عدد على ظهر القميص، بل يحمل رسالة تكتيكية وروحية:
- اللاعب العميق: قادر على بناء الهجمات وصناعة الفرص.
- العلامة التجارية: يرفع من قيمة اللاعب أمام الرعاة والإعلام.
- القيادية: يضع مبابي في موقع الصدارة الفنية والتسويقية.
وسبق أن اعتمد زين الدين زيدان على مودريتش في المركز 10 ليثبت وجود تأثيره في بناء اللعب الهجومي،而现在 تنتقل هذه الرسالة إلى جناحٍ جديد يمتلك القدرة على التحوّل من الجناح إلى مركز الوسط الهجومي.
توقعات تتعلق بالموسم المقبل
مع استعداد الفريق الملكي لخوض منافسات الليجا ودوري الأبطال في الموسم القادم، يتوقع أن يرتقي مبابي إلى مكانة قيادية جديدة داخل الملعب وخارجه.
صرّح كارلو أنشيلوتي مؤخراً:
“مبابي يملك الحرية التكتيكية للاختيار بين الجناح والوسط، لكنه سيكون الأساس في بناء الهجوم الجديد.”
ويتميّز الفرنسي بسرعته الفائقة ومهارته في إنهاء الهجمات بلمسة واحدة، وهو ما يتوافق مع فلسفة الضغط العالي والتحولات السريعة التي يعتمدها المدربون في المرينغي.
آراء وسائل الإعلام والجماهير

دشن مشجعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجات تطالب بمنح مبابي الرقم 10، باعتباره الوجه المناسب لإعادة تعريف دوره الفني وتكريس مكانته بعد موسم أول مميز.
أما الصحافة، فقد عبّر صحفيون عن رأيهم بأن:
“هذه الخطوة ستعزز من استمرارية رسالة الإبداع داخل الملعب، وترابط بين جاذبية المباريات وشخصية حامل القميص.”
ويرى الخبراء أن انتقال الرقم من مودريتش إلى مبابي يُعدّ دليلاً على تطور مفهوم اللعب الحديث، حيث تصبح مهارة صناعة اللعب متداخلة مع القدرة على إنهاء الهجمات.
موازنة التاريخ والطموح الحديث
يبقى السؤال حول مدى قدرة مبابي على مواصلة نهج صانعي الألعاب السابقين، وحمل الثقافة التكتيكية المرتبطة بالرقم العاشر منذ عقود.
ورغم أنه لم يكن تقليديًا في موقع الوسط، فإن خلفيته الفنية ومهاراته في التمرير من العمق تُظهر إمكانية التكيّف مع:
- البناء الهجومي من العمق.
- التحكم في إيقاع المباراة.
- الحضور في اللحظات الحاسمة.
إذا تم توظيفه بشكل صحيح، فإن القميص رقم 10 لن يكون مجرد تغييرٍ في العدد، بل سيكون بداية عهد جديد في أسلوب اللعب تحت سماء برنابيو.
نظرة مستقبلية لعصر القميص العاشر
مع إطلاق موسم 2025–2026، ستتجه أنظار العالم إلى المرينغي لمتابعة كيف سيتعامل مبابي مع إرث الرقم العاشر.
هل سيرسخ نفسه كرأس حربة مزدوجة – صانع فرص ومُنهي هجومي؟ أم أن الرقم سيظل رمزًا لمرحلة انتقالية؟
قد تصبح القميص العاشر علامةً جديدة على الجيل الذهبي المقبل في تاريخ النادي، بعد أن انتقلت من المخضرمين إلى من هم في ذروة الانطلاق، مستعدين لمواصلة السجل الذهبي وإضافة فصول جديدة من الإثارة والإنجاز.
خاتمة: مبابي… من الجناح إلى العمق
بهذا التشابه بين الماضي والحاضر، يبقى القميص رقم 10 في ريال مدريد أكثر من عدد؛ إنه رمز، ورسالة، وفلسفة.
وحامل الرقم في الأعياد القادمة لن يكون مجرد لاعب، بل سيكون راية الإبداع والهجوم المباغت وروح المنافسة المطلقة على أعلى المستويات.