خلفية سريعة… نجم برشلونة الصاعد
لامين يامال الذي صنع الحدث منذ انضمامه إلى أكاديمية برشلونة الشهيرة، ظل محل ترقب إعلامي بعد اختياره النهائي لتمثيل إسبانيا على حساب عروض المغرب. سريعًا ما حجز مكانه في تشكيلة "البلوجرانا" وأسهم في تتويج الفريق بثلاثية محلية خلال موسم 2024-25، قبل أن ينتقل إلى الصف الأول في ملعب "لاروخا" ويشارك في تتويج إسبانيا بلقب أمم أوروبا 2024 بأداء مبهر.
ماذا حدث في معسكر الشباب قبل عامين؟
في تصريحات مثيرة لبرنامج "إل كافيليتو" مع الإعلامي جوسيب بيدريرول، روى جولين جيريرو وقائع استبعاد ثلاثة لاعبين من منتخب إسبانيا تحت 17 عامًا، من بينهم يامال، عقب "انتهاك قواعد التباعد الاجتماعي" خلال فترة الإعداد للجولة التأهيلية لبطولة أوروبا للشباب.
“كان هناك سلوك من عدة أطفال اعتبرناه في الاتحاد غير لائق، وهذا كل شيء. تحدثتُ إلى لامين يامال، ولم يكن هناك حاجة لأكثر من ذلك”، هكذا لخص جيريرو الأمر في لقاءه مع “بي دابليو بي سبورت” (BBC Sport).
برغم أن التفاصيل الدقيقة للسلوك المرفوض لم تُكشف بالكامل، إلا أن المصدر الرئيسي أكد أن اللاعبين خالفوا تعليمات السلامة والتباعد برفقة الطاقم الفني والطبي.
تبعات الاستبعاد: درس في الانضباط
استبعاد لاعبين موهوبين مثل يامال وغيره كان رسالة قوية من الاتحاد الإسباني: لا استثناءات في تطبيق قواعد الأخلاق والانضباط، حتى مع أصغر المواهب. جاءت الخطوة كرد صارم على أي تداعٍ قد يضر بسمعة "لاروخا" العالمية أو يخل بسلامة المعسكر واستمراريته، خصوصًا أنها جاءت في فترة ما زالت فيها مخاوف صحية وعالمية بسبب "كوفيد-19".
كيف تجاوزه يامال وطار به إلى القمة؟
بعد الحادثة، طوَّر يامال وعيه المهني بشكل ملحوظ، فأنجز البرامج التربوية والسلوكية التي فرضها عليه الاتحاد، ثم عاد ليثبت أحقيته في الانضمام للفريق الأول لبرشلونة، حيث خاض موسمًا استثنائيًا معترفًا به من الجميع:
• أهداف وتمريرات: سجل 18 هدفًا وصنع 25 تمريرة حاسمة في 54 مباراة (مختلف المسابقات).
• إنجازات جماعية: مساهمة رئيسية في الفوز بلقب الدوري الإسباني، كأس الملك، والسوبر الإسباني.
• احترافية متزايدة: تغيُّر في سلوكه الإعلامي والاحترافي، مع تجنُّبه للتصريحات المثيرة للجدل.
كذلك، عندما وصل إلى منتخب إسبانيا الأول، لم يتردد في تقديم أفضل ما لديه، فكان من بين الركائز التي ساعدت "لاروخا" على اقتناص لقب أمم أوروبا 2024 في ألمانيا.
دروس مستفادة من الواقعة
1. التنشئة الاحترافية: لا بد أن يبدأ بناء المواهب الفذة منذ الصغر على الانضباط واحترام التعليمات، حتى لا تفسد لحظة نجومية مستقبلية.
2. توازن بين الموهبة والأخلاق: كرة القدم اليوم تتطلب أكثر من مهارة فنية، إذ يبحث الأندية عن لاعبين يُمثلون قيم المؤسسة داخل وخارج الملعب.
3. التعامل مع الأزمات: حالة يامال تثبت أن الاجتهاد بعد الخطأ وتصحيح المسار يمكن أن يقود إلى مسيرة أقوى وأطول.
تأثير الحكاية على الساحة الرياضية
انتشار التفاصيل في الإعلام العالمي، خصوصًا عبر "بي بي سي سبورت" وبرنامج "إل كافيليتو"، أجبر العديد من النجوم الشباب على مراجعة سلوكهم العام. وأصبح اسم لامين يامال مثالًا للشجاعة في الاعتراف بالخطأ والتعلّم منه، ما عزز من مكانته في برشلونة ومنتخب إسبانيا.
نظرة نحو المستقبل
بعد تجاوز هذه الأزمة طفوليّة الشكل وجديّة المضمون، يواصل يامال حصد الأرقام القياسية مع الفريق الكتالوني والمنتخب. ومع اقتراب البطولات الكبرى – كأس الأمم الأوروبية القادمة وتصفيات كأس العالم 2026 – يُنتظر منه أن يكون واحدًا من أبرز نجوم الجيل الذهبي الجديد لإسبانيا، الذي يضع الدرس المستفاد في جعبة انضباطه ومهارته كقوة دفع نحو القمم.
في النهاية
تحوَّلت واقعة الإقصاء المبكر ـــ التي كادت تُسدل الستار قبل بدأ عرض المواهب ـــ إلى منصة انطلاق لامين يامال، لتصبح جزءًا أساسيًا من قصته الاستثنائية التي باتت تُروى في كل زاوية من زوايا عالم كرة القدم.
