
لقاء “الكبار” في مطعم برشلونة
التقى مينديش يوم الخميس الماضي عددًا من مسؤولي برشلونة في أحد مطاعم المدينة، حسبما نقلت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، حيث جرت مناقشات معمقة حول تمديد عقد يامال وشروطه المالية والفنية. وبعد انتهاء الاجتماع، اعترف الوكيل الشهير للصحافة: “الأتفاق قريب جدًا، لا توجد أي عقبات في طريقنا، كل شيء يسير وفق المخطط”. وأضاف متفائلًا: “يامال سيوقع قريبًا، لا تقلقوا”، في رسالة واضحة إلى الجماهير التي تراقب أرقام الراتب الجديد بشغفٍ كبير.
“الأعلى أجرًا”.. شائعة أم هدف بعيد؟
انتشرت أنباء تفيد بأن يامال يطمح لأن يصبح صاحب أعلى راتب في تاريخ برشلونة، متجاوزًا رواتب نجومٍ بحجم ليونيل ميسي – إن عاد – وأنطوان غريزمان وسيرجيو بوسكيتس. وعند سؤاله عن هذه التغطية الإعلامية، رد مينديش بحزم: “يامال أفضلُ لاعب في العالم، وكرةُ الذهب ستكون من نصيبه مستقبلًا، لذا من البديهي أن ينال أجره حقّه”. لم يؤكد الوكيل رقمًا محددًا، لكنه أشار إلى أن برشلونة “أدرك قيمة يامال جيدًا”، ما يعني استعداد النادي للتضحية بميزانيات الرواتب التقليدية لضمه على المدى البعيد.
لماذا يامال هو الأهم للنادي الآن؟

لم تعطِ الأرقام لوحدها الدافع لإسراع برشلونة في تجديد عقد يامال، بل الأداء المتفجر الذي قدمه صاحب الـ17 عامًا هذا الموسم. فالنجم الشاب كان ركيزة أساسية في تتويج الفريق بالثلاثية المحلية (الدوري والكأس والسوبر)، إذ سجل 18 هدفًا وصنع 25 آخرين في 54 مباراة بجميع المسابقات. وقد أثبت يامال قدرته على التألق في الكلاسيكو ضد ريال مدريد، حيث كان أكثر اللاعبين مساندًة لخط الهجوم بتمريراته الحاسمة ومبادراته الفردية.
الأبعاد المالية والرياضية لصفقة العمر
لا يخفى على أحد أن برشلونة يعاني ماليًا بعد سنوات من الإنفاق الضخم والسقف المالي المفروض من رابطة الدوري الإسباني. ومع ذلك، يبدو أن يامال سيكون صفقة استثنائية يوافق عليها الجميع، كونه يمثل نموذجًا ناجحًا لأكاديمية “لاماسيا” التي عادت لتنتج مواهبٍ قادرة على قيادة الفريق مستقبلًا. ومن الناحية الرياضية، يضمن النادي استمرار نجمه في الخطة طويلة الأمد التي تعتمد على الشبان، بدلاً من اللجوء إلى صفقات خارجية باهظة الثمن.
كيف ستبدو بنود العقد الجديد؟
بحسب تقديرات محللين ومستندات نقلتها “موندو ديبورتيفو”، سيحصل يامال على راتبٍ يبدأ من 10 ملايين يورو سنويًا ثابتة، مع حوافز إضافية ترتبط بالألقاب وعدد الأهداف والظهور كأساسي. كما يتوقع أن يتضمن العقد بندًا جزائيًا فلكيًا يتجاوز 1 مليار يورو؛ لحماية النادي من عروض “النصيحة الذهبية” التي طالت نجومه في السنوات الأخيرة. ويُرجّح أن يمتد العقد حتى 2031، ليغلق ملف تجديد الشبان في برشلونة حتى نهاية عقدهم المهني.
ردة فعل الجماهير والإدارة
شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً هائلًا مع أنباء التجديد، حيث عبّر العديد من المشجعين عن سعادتهم بتمسك النادي بواحدٍ من أعظم مواهبه منذ جيل بيدري وجافي. وفي المقابل، دعا بعض المحللين الإدارة إلى الحذر من دفع “أجورٍ فوق المعقول”، مشيرين إلى ضرورة مراجعة بنود الموازنة قبل الموافقة النهائية على أي راتب قد يثقل كاهل خزينة النادي.
هل يواكب يامال تطلعات “الأسطورة”؟

منذ اعتزال الظهير الأيمن دانيلو في 2017، لم يعرف برشلونة لاعبًا شابًا يجمع بين المراوغة والتمرير الحاسم والرؤية الثاقبة مثل يامال. ويعلق عاشقو النادي آمالًا كبيرة عليه لملء الفراغ الفني بعد انتهاء عصر ميسي وإنريكي بوسكيتس، وحتى في تحقيق حلم التتويج بدوري أبطال أوروبا الذي يطارده الفريق منذ 2015. ويُعد هذا التجديد رسالةً قويةً إلى بقية الأندية الأوروبية: “برشلونة لا يتنازل عن نجومه الصغار”.
خلاصة القول
بينما يتحرك مينديش خلف الكواليس لتثبيت مبادئ العقد الجديد، يترقب الجميع توقيع يامال على ورقة التاريخ الشخصي والاجتماعي في كامب نو. فإما أن يصبح العقد الأسطوري شهادة ولاء من اللاعب لنادي أحلامه، أو أن تتفاجأ السوق بصفقة قد تُحوّل وجه كرة القدم الأوروبية رأسًا على عقب. وفي كل الأحوال، يثبت برشلونة من جديد أنه لا يخشى المخاطرة لصالح بناء فريق المستقبل، مهما غالى الثمن أو زادت التوقعات.