أشعل لاعب وسط ليفربول كورتس جونز أجواءً ساخنة بين جماهير “الريدز”
بعدما أدلى بتصريحات تلميحية حول رحيل زميله السابق ترينت ألكسندر-أرنولد إلى ريال مدريد. فقد عبّر جونز عن فخره بجذوره في مدينة ليفربول ولسان حاله يوحي بالحنين لمرحلة صنع خلالها أسماء عدة في استاد أنفيلد. وأطلق اللاعب حديثًا ضمن مقابلة مع مجلة “GQ” قال فيها إنه شاب متواضع يعيش حلم الانضمام إلى صفوف الحمر ويحمل في قلبه عشق المدينة التي ربت نجومًا كبارًا مثل ستيفن جيرارد وجيمي كاراجر. إلا أن بعض متابعي “الريدز” وجدوا في ألفاظه تلميحًا غير مباشر للانتقال الذي أقدم عليه ألكسندر-أرنولد بعد أزيد من عشر سنوات في النادي.
خلال المقابلة، أكد كورتس جونز أنه لا ينسى أصله ولا يتخلى عن هويته مهما تفاوتت الظروف
قائلًا: “أنا مجرد شاب من ليفربول وأحرص على الحفاظ على التواصل مع المدينة وكل من ساندني في بداياتي. الحياة هنا تفرض عليك أن تعيش بتواضع وتظهر احترامك لكل من شارك في رحلتك. لذلك أحافظ على صلاتي الاجتماعية ودائمًا أذكر أنني ولدت وترعرعت في هذا المكان”. وقد لامس جمهور “الريدز” في كلام لاعب الوسط الإشادة بكرم الجماهير المحلية وروح الاتحاد التي ينطوي عليها ملعب أنفيلد، واعتبر كثيرون أن جونز أراد بهذا التأكيد طمأنةهم بعد رحيل نجم الدفاع عن صفوفهم قبل أيام.
يُذكر أن ألكسندر-أرنولد أنهى مسيرته مع الفريق في نهاية الموسم الماضي
بعد أن رفض كل محاولات الإدارة لتجديد العقد وباشر رحلة جديدة في العاصمة الإسبانية بداية من يونيو 2025. وخاض المدافع صاحب الأصول المحلية أكثر من 400 مباراة مع النادي منذ ظهوره الأول قبل موسم 2016–2017، ونجح في حصد ألقاب الدوري وكأس الرابطة ودوري أبطال أوروبا. لكن الطموح الشخصي دفعه إلى خوض تجربة جديدة مع ريال مدريد، التي تستهل بمشاركته في كأس العالم للأندية قبل العودة إلى الملاعب الأوروبية في الموسم المقبل.
وعقب الإعلان الرسمي عن انتقال أرنولد إلى سانتياغو برنابيو

انقسمت آراء جماهير ليفربول بين من يرى أن النادي لم يقدّم عرضًا يليق بإمكاناته، ومن يعتبر أن المدافع الإنجليزي استغل سوق الانتقالات ليفتح لنفسه أبواب المشاركة في أكبر المسابقات القارية. وفي ظل هذه الاجتهادات والتوقعات المختلفة، جاءت كلمات كورتس جونز لتعكس في أعماقها مشاعر مختلطة بين الفخر بالمدينة والأسف على رحيل زميل صنع معه ذكريات كثيرة بين المدرجات والملعب نفسه.
وما زاد الجدل اشتعالًا هو توقيت تصريحات جونز
فقد جاءت في الأسبوع ذاته الذي سجّل فيه ألكسندر-أرنولد صورته الأولى بقميص الفريق الملكي برفقة النجمين جود بيلينجهام وفينيسيوس جونيور. ومع اتساع دائرة الشائعات حول إمكانية انتقالات أخرى محتملة من ليفربول، بدا أن توجيه عبارات الحنين والمحبة إلى المدينة قد يحمل دلالة بأن اللاعب الشاب يجد نفسه في موقع المسؤولية الأكثر توغلًا داخل “الرتل” الأحمر بعد رحيل قادة الصفوف.
على الرغم من أن كورتس جونز لم يذكر اسم أرنولد بشكل مباشر
فإن صياغة عبارته عن “حبي لمدينتي وعدم نسيان أصلي” جعلت الكثيرين يفسّرونها أنها رسالة ضمنية موجهة للمدافع السابق الذي انبرى لتشكيل دفاع ريال مدريد بدايةً من كأس العالم للأندية. ولم يتوقف الجدل عند هذا الحد، بل سرعان ما ظهر نوابغ أخرى في الصحافة المحلية والعالمية يؤكدون أن هذه الأنواع من التصريحات تندرج في إطار حُسن النية ولا تهدف إلى التقليل من شأن أي لاعب رحل بكرامة.
بيد أن قطاعًا من الجمهور ظل يؤكد أن كافة الألفاظ التي يدلي بها لاعب متوسط الميدان

تحمل في طياتها أبعادًا تكتيكية وإعلامية لا يمكن تجاهلها، فالتلميح إلى الوفاء للمدينة والتذكير بالهوية يؤسس للمقارنة مع زميل سابق انتقل إلى نادٍ أوروبي آخر. وهذا بدوره فرض على كورتس جونز ضرورة إطلاق رسالة توضيحية في القريب العاجل لتفكيك أية تأويلات مضرة، وفق ما طالب بعض المحللين.
وحاليًا، يتركز اهتمام “الريدز” على الهيكلة الفنية للموسم المقبل
وخاصة أن المدرب يورجن كلوب سيعتمد على الأسماء الشابة لتعويض النقلة التي أحدثها افتقاد كريستيان بينتيكي، وجو هاريسون وغيرهما من العناصر الراحلة. ويشير مراقبون إلى أن كورتس جونز سيلعب دورًا محوريًا في خط الوسط، وبخاصة في ظل توجه إدارة النادي في الصيف الحالي إلى جلب لاعبين بمواصفات توازن بين الجانب الهجومي والقدرة على الاستحواذ.
أما بالنسبة لترينت ألكسندر-أرنولد
فهو يقضي حاليًا معسكرًا تحضيريًا مع ريال مدريد استعدادًا لبطولة كأس العالم للأندية، حيث سيواجه الفريق الملكي نظيره الهلال السعودي في أولى مشواره. ويأمل المدافع الإنجليزي أن ينجح في حجز مكان أساسي ضمن تشكيلة المدرب كارو أنشيلوتي أو المدرب الجديد الذي سيظهر معه في الموسم المقبل. ومن المتوقع أن يلعب إليه الضغط الإعلامي أثناء ابتعاده عن ليفربول دورًا إضافيًا في صقل شخصيته الاحترافية، حيث خلّد مسيرةً حافلة بالشهادات التي نالها من جماهير “آنفيلد” قبل الوداع بالغناء والزغاريد.
ختامًا، تبقى كلمات كورتس جونز جزءًا من مسلسل طويل
يعكس مدى تشابك العلاقات بين اللاعبين والجماهير في عالم كرة القدم، وفي هذا الإطار يُطرح سؤال جوهري: هل يمكن للاعبين التعبير عن ولائهم لأندية وأوطانهم دون أن تُقرأ كلماتهم عبر منظار الأبعاد السياسية والإعلامية؟ ما لا شك فيه أن الردود المتباينة على تصريحات جونز جاءت لتؤكد قوة تأثير الإعلام الاجتماعي في صناعة الحدث والإثارة قبل بداية الموسم الجديد لآخر نسخة في أنفيلد أفقاها رحيل النجمين أرنولد محمد صلاح.