امنحوا رودري الكرة الذهببية المطلقة واستعيدوا الهيمنة السماوية

حسم شاي جيفن حارس مرمى مانشستر سيتي السابق الجدل حول مستوى كتيبة المدرب بيب جوارديولا في ظل غياب النجم الإسباني رودري مؤكدًا أن سقوط الفريق لم يكن منحدرًا دراماتيكيًا وإنما مجرد توقف مؤقت عن الوهج قبل أن يعود رامياً نفسه في قلب المنافسة العالمية بحضوره المنتظر في كأس العالم للأندية

على مدار موسم 2024–2025 واجه مانشستر سيتي أزمة نقص في الفعالية بمجرد ابتعاد رودري عن الملاعب بسبب الإصابة الخاطفة التي ألمت بأربطة ركبته وأجبرته على إجراء عملية جراحية تأهيلية أسهمت في مغادرة اللاعب فضاء التنافس لمدة تجاوزت الأشهر الخمسة فقد اكتفى بمحاولة العودة في أربع مباريات فقط قبل نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز ومع ذلك فإن حجم الغياب بدا كما لو أن الفريق فقد مديره التكتيكي والمنظم الأول لخط الوسط الذي يُعتمد عليه في الابتكار وصناعة اللعب من العمق

في حوار خاص مع موقع Goal بالتعاون مع DAZN أشار شاي جيفن إلى أن قيمة رودري الحقيقية لا تقتصر على دوره الدفاعي أو التغطية على المساحات فقط بل تمتد إلى تقييم اللاعبين الأخرين وتشغيلهم ضمن منظومة تكاملية أدت إلى تقلّص مساحة الخطأ لدى لاعبي السيتي خصيصًا في المباريات الحاسمة أضاف جيفن بأنه يمزح دائمًا حينما يقول إن رودري يستحق الفوز بالكرة الذهبية مرة ثانية بل ويجب منحه لقب أفضل لاعب في العالم عن جدارة لأن غيابه كشف هشاشة الفريق ودون نجم الوسط أصبح المناورات التكتيكية المذهلة عُرضة للتفكك أمام ضغط الخصوم

لم يعف جيفن من الإشادة بالأرقام التي سجلها الإسباني لتبرير جدارته بل أكد أنه إذا ما تم احتساب نسبة الاستحواذ الاستراتيجي والفوز بالمباريات الصعبة دون الحاجة للدفع بنجوم الصف الأول كالعادة لكانت الجائزة قد ذهبت إلى رودري بلا منافس فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم قبل الماضي وبطولة أوروبا مع منتخب إسبانيا ليستحق عن استحقاق حمل الكرة الذهبية 2024 قبل الإصابة التي حالت دون ظهوره في أغلب جولات الموسم الماضي

جلس رودري منذ أيام قليلة في الملعب الذي احتضن أول تدريباته بعد إغلاق ملف الإصابة الطويل حيث يخوض الآن برنامجه المكثف تحت إشراف الطاقم الطبي والفني لمانشستر سيتي ووفقًا لتقارير صحفية فإن اللاعب يهدف للمشاركة بكامل لياقته العقلية والبدنية عندما تنطلق أولى مباريات السيتي في كأس العالم للأندية أمام فريق الوداد البيضاوي يوم 18 يونيو الجاري في المرحلة الأولى من البطولة الموسعة التي ستشهد استضافة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى

ومع اقتراب الموعد المرتقب يستعد الفريق السماوي لإدخال دماء جديدة في التشكيلة بعد صرف نحو 100 مليون جنيه استرليني في سوق الانتقالات استعدادًا لتعويض غياب رودري وبقية العناصر التي ارتبطت أسماؤها بالرحيل مثل كيفين دي بروين وجاك غريليش وبرناردو سيلفا وإلكاي جوندوجان وكايل ووكر وقد أقر جيفن بأن التراجع النسبي في النتائج والخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا العام الماضي والحصول على المركز الثالث في البريميرليغ ينبع جزئيًا من افتقاد السيتي لروح الإدارة الوسطية الذي جسده رودري في كل كرة وتحولاته بين الدفاع والهجوم

صاغ سيتي عرضه المقبل للفوز بلقب كأس العالم للأندية على اعتبارها بوابة استعادة الهيبة الكروية القارية والعالمية بين الأندية العظمى حيث تربطه جولات دور المجموعات بمواجهة خصوم أكسبتهم البطولات القارية كأبطال دوري أبطال أوروبا لأمريكا الجنوبية وحامل لقب دوري الأبطال الآسيوي بالإضافة لأبطال الكونمبول إضافة إلى ممثل أوروبا الأبرز مانشستر سيتي ومن بين هؤلاء الخصوم سيكتشف المدرب بيب حاجاته الفعلية أمام ندية الفرق العالمية وإمكانية الاعتماد على رودري في وضعية المايسترو التكتيكي من جديد

من جانبه حرص جيفن على التأكيد أن السيتي لا يحتاج لإعادة بناء كاملة بقدر ما يتطلب تجديد أجزاء بسيطة في منظومته خاصة بوسط الملعب لأنه بدون رودري يتحول الفريق إلى كتلة من المهاجمين أحيانًا وحشود دفاعية أحيانًا أخرى دون الانضباط التكتيكي الذي يكفل الربط بين الخطوط وبناء الهجمات المنظمة مما يبرر ضخ السيتي لأموال ضخمة في يناير الماضي ومحاولة تدعيم خط الوسط بلاعبين متمرسين ومن المتوقع أن يستكمل جوارديولا استراتيجية تعزيز الثقل التكتيكي بضم عنصرٍ أو عنصرين قبل انطلاقة نافذة الصيف الرسمية في 16 يونيو المقبل

يغذي خبر العودة القوية لرودري الشعور بالاطمئنان لدى أنصار السيتي الذين سعدوا بعودته التدريجية للمشاركة في التدريبات الجماعية واختبارات السرعة والمراوغة والتمرير بالرؤية المتقدمة التي يرتبط بها اسمه وعُرف بها منذ قدومه إلى ملعب الاتحاد قادمًا من أتليتيكو مدريد في 2019 ومن ثم أصبح ركيزة أساسية في منصة الانطلاق الهجومية للسيتي خاصة في المباريات أمام الفرق التي تغلق المساحات وتنسف أسلوب الضغط العالي المعتاد على أيدي لاعبي جوارديولا

بعد أن فاز رودري بخمس بطولات للدوري المحلي وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي يبدو أن المشهد المشتعل بالحديث عن الكرة الذهبية لن يهدأ حتى يثبت اللاعب إمكاناته من خلال تحقيق لقب مونديال الأندية 2025 وسيكون ذلك بمثابة رسالة قوية إلى المنظمين أن جائزة أفضل لاعب في العالم يمكن أن تعود له مجددًا إذا ما اكتملت حلقات الموسم المقبل بوجوده ضمن تشكيلة السيتي الأساسية وقدرة عظيمة على التحكم في مفاصل اللقاءات الكبرى مجددًا.