بات مستقبل البلجيكي كيفن دي بروينه، نجم مانشستر سيتي، محور اهتمامٍ واسعٍ في الساعات الأخيرة بعد إعلان رحيله عن ملعب الاتحاد بنهاية الموسم، وسط تكهناتٍ قويةٍ بانتقاله إلى نابولي الإيطالي. فقد أفادت شبكة سكاي سبورتس ببدء محادثات جادة بين إدارة نابولي وممثلي اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا، بينما يبدو أن رغبة بلدية الجنوب الإيطالي – المدعومة بزيارة زوجته ميشيل إلى المنطقة – تلعب دورًا حاسمًا في قراره الأخير.
عرض نابولي: راتب مغرٍ رغم الفارق
وفقًا للتقرير، سيعرض نابولي على دي بروينه عقدًا أوليًا يمتد لعامي 2025–2027، مع خيار التمديد لموسمٍ ثالثٍ بناءً على الأداء، براتبٍ صافٍ يقدّر بحوالي 7 ملايين يورو سنويًا. ورغم أن هذا العرض يقلّ عن ما يتقاضاه اللاعب في مانشستر سيتي، يلفت الانتباه أن الضرائب في إيطاليا أقل نسبيًا، مما يجعل العائد الصافي للاعب قريبًا من راتبه الحالي. كما يتضمّن العقد مكافأة توقيع كبيرة تتراوح بين 3 و5 ملايين يورو تُصرف على دفعةٍ واحدة.
تعتبر هذه الحزمة بمثابة مؤشرٍ لرغبة نابولي في الاعتماد على الخبرة الفنية لـدي بروينه في معقل الجنوب، مستفيدًا من خبرته الطويلة في دوري الأبطال ومهاراته الفريدة في بناء اللعب.
العائلة تختار نابولي: رحلة ميشيل مؤشرًا واضحًا
ويُضاف إلى ما سبق عاملٌ شخصيٌ بالغ الأهمية؛ إذ ذكرت صحيفة جازيتا ديلو سبورت أن زوجته ميشيل بدأت بالفعل بالبحث عن عقارات في نابولي وحومتها، ما يؤكد استعداد العائلة للانتقال والاستقرار في المدينة التي زاروها مرارًا خلال الأعطال. دي بروينه نفسه شارك عبر حساباته في مواقع التواصل صورًا من رحلاته العائلية إلى ساحل أمالفي وجبال ماتيرّا، معبّرًا عن سعادته بالتجول في شوارع بوكيتينو ونافذة فيرميلي.
“نابولي مكانٌ مدهش، والطعام والثقافة جنوبية الأصالة”، هكذا علقت ميشيل على إحدى صورها من “بوزيتانو”، ما جعل جماهير نابولي ترحب بمقدم دي بروينه ليس كلاعبٍ فحسب، بل كعائلةٍ كاملةٍ تسعى للعيش في قلب المدينة.
خيارات أخرى: مساعي أمريكية وترشيحات أوروبية

لم تقتصر العروض على الجنوب الإيطالي، فقد تناولت تقاريرٌ صحفيةٌ تطوراتٍ مع أنديةٍ في MLS الأمريكية، بدأت تتواصل مع ممثلي دي بروينه لضمه في صفقةٍ مربحة ماليًا، مستغلّةً جاذبية الدوري الأميركي المتنامي. لكن هذا الخيار يبدو أقل جاذبيةً للاعب الذي يطمح لإنهاء مسيرته في أوروبا بعطاءٍ فنيٍّ عالٍ، مع مواصلة اللعب على طموحات دوري أبطال أوروبا.
من جهةٍ ثانية، سُرّبت أنباءٌ عن استفساراتٍ من أنديةٍ فرنسيةٍ رفيعةٍ (باريس سان جيرمان وليون) لكن دون خطوطٍ رسميةٍ جادةٍ حتى الآن، مما يضع نابولي في موقع الصدارة بين المتنافسين على توقيع دي بروينه.
دي بروينه يختار التحدي التكتيكي
على الصعيد الرياضي، سيجد دي بروينه في نابولي مشروعًا طموحًا تحت قيادة فالنتينو إنزاغي الذي يملك فلسفة لعب هجومية تعتمد على التمرير القصير والبناء من الخلف، مما ينسجم مع أسلوب البلجيكي المبدع. وسيكون عليه فرصة للعب بانتظامٍ كلاعبٍ أساسيٍّ في وسط الملعب، ما قد يضمن له الاستمتاع بآخر سنوات عطائه قبل التوجه المحتمل نحو وظيفةٍ تدريبيةٍ أو تحليليةٍ بعد الاعتزال.
تشير التحليلات في مانشيت الإيطالية إلى أن انضمام دي بروينه سيعزز خط وسط نابولي بشكلٍ كبيرٍ، ويمنح الفريق قدرةً على منافسة كل من ميلان وإنتر ويوفنتوس على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
الموسم الحالي والخاتمة المثالية

حالما تنتهي مهامه مع السيتيزنز في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد كريستال بالاس يوم السبت في ويمبلي، ستتوجه أنظار دي بروينه إلى خياراته المستقبلية بوضوح. فهو في موسمٍ رائعٍ على المستوى الفردي، ونجح في قيادة مانشستر سيتي لاستعادة لقب الدوري الممتاز، بجانب مشاركته القوية في دوري الأبطال.
“أريد إنهاء مشواري بألقابٍ كبرىٍ وأنا أرتدي قميصًاٍ يجعلني سعيدًا قبل الدخول لمنزلٍ جديدٍ في حياتي”، هكذا عبّر دي بروينه مؤخرًا عن عدم استعجاله لاتخاذ القرار النهائي، متحدّثًا عن أهمية “الشعور بالراحة” والتركيز العائلي.
الخاتمة
في الختام، يبدو أن نابولي يمتلك الأوراق الأقوى: عرضٌ ماليٌّ مقنعٌ يوازي تأمين الضرائب، مشروع فنيٌّ واعدٌ مع مدربٍ خبيرٍ، استقطابٌ عائليٌّ من جنوب إيطاليا، واستقبالٌ حارٌ من جماهير المدينة التي تنتظر ترنيمة “كي دي بروينه قادنا” في ملعب دييجو أرماندو مارادونا، حيث ينتظر البلجيكي الفرصة للابتسام مجددًا بعد سنواتٍ من الإنجازات في إنجلترا.