بداية صعبة في القلعة البيضاء
اعتبر إيفان هيليجيرا مدافع ريال مدريد وفالنسيا الأسبق أن تجربته مع النادي الملكي لم تكن سهلة كما يتصور الجميع، مؤكداً أن الرئيس السابق للنادي كان السبب الرئيسي في بؤس حياته داخل قلعة سانتياجوبرنابيو، ورأى أن بعض اللاعبين الذين يُعتبرون أساطيراً لا يستحقون أن يكونوا قدوة للشباب كما يعتقد الكثيرون.
الانتقال من إسبانيول إلى ريال مدريد
مسيرة هيليجيرا في القلعة البيضاء بدأت في صيف عام 1999، حين انتقل من إسبانيول إلى ريال مقابل 7.20 مليون يورو. وخلال الفترة التي قضاها مع الفريق الملكي، تطور بصفته لاعب وسط ثم قلب دفاع وشارك في أكثر من 250 مباراة رسمية، قبل أن يرحل في 2007 إلى فالنسيا بعقد انتقال حر.
الخجل والصراعات داخل الفريق
لم يكن اندماج المدافع الإسباني الشاب في العاصمة الإسبانية سهلاً، فبحسب تصريحاته كان يعاني من الخجل المفرط في بداياته داخل وخارج الملعب، وهو ما جعل بعض اللاعبين يتصرفون بشكل سلبي معه. وقال إن البداية كانت صعبة حقاً، وتمكن من تجاوزها تدريجياً بعدما تعلم أن يكون أكثر انفتاحاً وشجاعة، وإلا لكان مصيره الضياع بين جدران القصر الأبيض.
دعم هييرو وأنفاس جديدة
وأعرب عن تقديره للدعم الذي قدّمه له فرناندو هييرو في اللحظة الأولى لانتقاله، مشيراً إلى أن الأخير كان قدوة له قبل الانضمام، واتصل به شخصياً ليحثه على الالتحاق برويال، وهو ما أسهم في إنقاذه من التردد والقلق.
ذروة الأداء.. وثم التهميش

خلال موسم 2001 تميّز هيليجيرا بأفضل فترات حياته الكروية مع ريال مدريد، وشارك في مركز لاعب وسط دفاعي مساند وانطلق في التسجيل في دوري أبطال أوروبا حتى أصبح ثاني أفضل هداف للنادي في المسابقة آنذاك.
التغييرات تطيح بالدور
وأوضح أن قدوم كلود ماكيليلي وضخ دماء جديدة جعله يحظى بحرية أكبر على أرض الملعب، فكان يساهم في بناء الهجمة والهجوم المتأخر، وأظهر إمكانات كبيرة على صعيد التسديدات بعيدة المدى. لكن هذا التوازن الفني لم يدم طويلاً بعد الإعلان عن تشكيلة جالاكتيكوس عام 2002، حين ضم فلورنتينو بيريز وأبناء النادي المنتخبين مثل زين الدين زيدان ورونالدو وروي كوستا وديفيد بيكهام، وهو ما قزّم دور هيليجيرا تدريجياً.
أزمة الجالاكتيكوس وتهميش المحليين
برأيه، أدى وصول تلك النجوم إلى تهميش بعض اللاعبين الموظفين الذين اعتادوا العمل بهدوء بعيداً عن وسائل الإعلام، وفقدوا ثقة الإدارة تدريجياً. وأشار إلى أن الموسم الأول لزين الدين زيدان لم يكن واعداً بالدرجة نفسها التي بدا عليها الجميع، وقال ساخراً إنه لو كان في مكان زيدان لقدم أداءً أفضل منه بمرتين وفقاً لشعوره بثقته المعنوية حينها.
التحول المفاجئ.. وخيبة الأمل
وأضاف أنه كان يحب أن يلعب في وسط الملعب بحرية أكبر، ولكنه وجد نفسه بالصدفة يجلس كقلب دفاع ولاعب وسط مدافع، وهذا التغيير المفاجئ أربكه وفقد معه فرصته الحقيقية في التواجد بشكل أساسي طوال الموسم.
مغادرة ريال مدريد.. خطوة مريرة

أما عن مغادرة النادي، فقد وصفها بالخطوة الأصعب في مسيرته الاحترافية، حيث تعرّض لمعاملة قاسية قادها المدير الرياضي ومجتمع من اللاعبين السابقين، وأكد أن الرئيس آنذاك لم يتردد في إبعاده عن التشكيلة دون مبرر منطقي، واكتفى بإبلاغه أنه لم يعد ضمن خطط المدرب فابيو كابيلو بالرغم من فوزه حديثاً بلقب الدوري الإسباني.
الإقصاء العنيف وانهيار المعنويات
وقال إنهم سحبوا قميصه الرسمي، وأحسّ بأن حياته المهنية ومكانته المعنوية في أوجها قد ذهبت أدراج الرياح في لحظة واحدة على يد أشخاص لم يتوقع أن يخونوه بهذه الطريقة.
من مدريد إلى فالنسيا.. استعادة الثقة
انتقل بعدها إلى فالنسيا حيث قضى موسمين محترمين، لكنه لم يخفِ أسفه لعدم حصوله على التقدير الكافي في ريال مدريد رغم ما قدمه من جهود، كما أشار إلى أن بعض أساطير النادي لم يكن لديهم قيمة قدوة كما يتخيل جمهور الميرينغي.
مورينتس.. والاستثناء المجهض
واستشهد باللاعب الدولي فرناندو مورينتس قائلاً إنه كان أحد أفضل المهاجمين الذين لعب إلى جواره في مردات التدريب والمباريات، ورغم ذلك لم يُعطَ فرصة حقيقية لإظهار إمكانياته داخل سانتياجوبرنابيو، في حين احتل رونالدو القمة في الاهتمام الإعلامي رغم عدم مساهمته بنفس الثبات الفني للمورينتس على حد قوله.
صراع الشخصية في غرفة الملابس
وعن الشجار الذي أخفق بينه وبين بعض زملائه في الفريق، ذكر حادثة شهيرة مع لاعبين برازيليين أدوا رقصة الصرصور داخل غرفة الملابس، مشيراً إلى أنه رفض هذه التصرفات واعتبرها هراءً، فتطور النقاش إلى شجارات قائمة على شيخ المواقع واندفاعاته التي لا يحبها.
نصيحة للاعبين الجدد
وأكد أن أي لاعب إذا كان خجولاً للغاية في ريال مدريد فسيقع فريسة لضغط زملاء أقوى شخصياً وإعلامياً، وبالتالي حاول من البداية دفن الخجل وتطوير شخصيته حتى لا يزال هشاً أمام أي نقد أو استفزاز.
تشواميني.. والإرث المتجدد
على الجانب التكتيكي، أشاد هيليجيرا بأوريليان تشواميني لاعب ريال الحالي، وبيّن أن اللاعب الفرنسي يتمتع بحضور قوي على أرض الملعب رغم قلة ما يراه فيه الجمهور العادي، وهو يشبهه في مجهودات الدفاع وبناء اللعب.
القيمة الحقيقية للاعب
وأكد أن تشواميني يفعل أشياء لا تُرى في البطولات المحلية إضافةً إلى الدور الذي يؤديه في الشقين الهجومي والدفاعي.
في الختام.. رسالة للشباب
في الختام، اعتبر هيليجيرا أن تجربته مع ريال مدريد تعد أكثر من مجرد سيرة ذاتية مليئة بالخسارات والنجاحات، بل هي رسالة إلى الأجيال الشابة حول أهمية التواضع والتحلي بالصبر والقتال من أجل إثبات الذات.
نصائح من تجربة حقيقية
وأضاف أن على لاعبي اليوم النظر خلف الكواليس وعدم الانبهار بأي اسم لمجرد الشهرة الإعلامية، وأن يبحثوا عن القدوة الحقيقية في اللاعبين الذين يلتزمون بروح العمل الجماعي والاحترام داخل وخارج المستطيل الأخضر.
الخلاصة: البريق لا يعني الدائمة
بهذه التصريحات الصريحة والخبرات التي مرّ بها، أوضح إيفان هيليجيرا أن الحياة في سانتياجوبرنابيو قد تبدو براقة للوهلة الأولى، لكنها تخبئ معارك نفسية وتكتيكية لا يعلمها إلا من عاشها.