
شهدت المنتخب الإيطالي هزيمة ثقيلة أمام فرنسا في المباراة الأخيرة التي جمعت بين الفريقين ضمن تصفيات يورو 2024، لتضاف إلى سلسلة من النتائج السلبية التي عصفت بالأزوري في الآونة الأخيرة. الهزيمة التي انتهت بفوز الديوك 3-1 على إيطاليا ألقت الضوء على العديد من الأرقام والإحصائيات التي قد تكون مؤشراً على التحديات الكبيرة التي تواجه المنتخب الإيطالي في هذه الفترة الانتقالية.
بداية مؤلمة
منذ انطلاق المباراة، بدا أن إيطاليا ليست في يومها، حيث سيطر المنتخب الفرنسي على مجريات اللعب بشكل كامل، ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف مبكرة في شوط المباراة الأول. هذا الأداء كان بمثابة صدمة لجماهير الكرة الإيطالية، التي كانت تأمل في تعافي منتخبها بعد الأداء المتذبذب في المباريات الماضية.
على الرغم من المحاولات المستميتة من لاعبي إيطاليا لتعديل النتيجة، إلا أن فرنسا بدت أكثر تنظيمًا وفعالية، مما جعل فرص الأزوري في العودة ضئيلة جدًا. هذه الهزيمة عززت من الحديث عن ضعف أداء إيطاليا على الصعيدين الدفاعي والهجومي في الآونة الأخيرة.
الأرقام التي تبرز
1. التفوق الفرنسي
كانت النتيجة النهائية (3-1) تعبيرًا قاسيًا عن تفوق فرنسا في المباراة. بعد هذه الهزيمة، تبين أن إيطاليا لم تتمكن من تحقيق أي فوز في آخر ثلاث مباريات رسمية لها ضد المنتخبات الكبرى، وهو ما يثير القلق حول استعداد الفريق للتصفيات القادمة.
2. فشل دفاعي واضح
سمحت إيطاليا بتسجيل ثلاثة أهداف في شباكها، وهو ما يضع تساؤلات حول مستوى الدفاع الذي يقوده جانلويجي دوناروما، والذي بدا غير قادر على التصدي للكرات التي تعرضت لها شباكه. لم تكن هذه المرة الأولى التي تتلقى فيها إيطاليا أهدافًا سريعة في مباريات كبيرة، وهو ما يشير إلى وجود مشكلة في خط الدفاع.
3. الهيمنة على الاستحواذ

رغم الهزيمة، فقد كانت إيطاليا صاحبة الاستحواذ الأكبر بنسبة 58%، إلا أن هذه السيطرة لم تُترجم إلى فعالية هجومية. تمكن المنتخب الفرنسي من تقليص المسافات بين اللاعبين بشكل سريع، مما أفقد إيطاليا القدرة على الاستفادة من استحواذها.
4. المعدل التهديفي
سجلت إيطاليا هدفًا واحدًا فقط، وهو رقم ضعيف بالنظر إلى الخط الهجومي القوي الذي يمتلكه الفريق. قلة الفعالية الهجومية كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء الهزيمة، إذ فشل اللاعبون في استغلال الفرص التي سنحت لهم.
ملامح المستقبل
بعد هذه الهزيمة، يواجه منتخب إيطاليا تحديات كبيرة في تصفيات يورو 2024. فقد تبين أن الفريق بحاجة إلى تحسين العديد من الجوانب، سواء على مستوى الخطوط الدفاعية أو الهجومية، ليتمكن من التنافس مع المنتخبات الكبيرة مثل فرنسا. وعلى الرغم من وجود أسماء بارزة في التشكيلة الإيطالية مثل لورنزو إنسيني وماتيو بيسينا، إلا أن الفريق يبدو في حاجة إلى إعادة تنظيم شامل تحت إشراف مدربه مانشيني.
من جهة أخرى، سيكون على إيطاليا أن تجد توازنًا بين الشباب والخبرة في الفريق، حيث يتعين على اللاعبين الأصغر سنًا مثل جيوفاني دي لورينزو ونيكولو باريلا أن يكونوا في قلب مشروع الفريق المستقبلي، بينما تحتاج القيادة الكبيرة مثل ليوناردو بونوتشي وجورجينيو إلى تقديم المزيد من الدعم الفني والقيادي في هذه الفترة الصعبة.
الختام
على الرغم من الهزيمة الثقيلة، تظل إيطاليا واحدة من أكبر القوى في الكرة الأوروبية، ويمكن أن تتعافى سريعًا من هذه الصدمة. ومع التركيز على إصلاح الأخطاء في الخطوط الدفاعية والهجومية، يبقى الأمل معقودًا على قدرة المنتخب الإيطالي على العودة إلى الطريق الصحيح والتعافي قبل بداية يورو 2024.