خلفية عن نظام “فاينل فور” وإيراداته
أعادت رابطة الدرجة الأولى الإيطالية الاتفاق مع الهيئة السعودية لتنظيم البطولة، التي تُلعب بين أربعة فرق في مواجهة نصف نهائي ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، إضافة إلى النهائي. وتعود هذه الصيغة على الرابطة بعائد ثابت يبلغ 23 مليون يورو عن كل نسخة، ما يجعلها من أكثر الأحداث جذبًا للانتباه والمردود المالي.
أماكن المشاركة والتوزيع حتى الآن
- ميلان: بتأهله المبكر
- بولونيا: بتأهله المبكر
- نابولي: المنتظر وفق ترتيبه في الدوري
- إنتر: المرشح الرابع حال فوزه بلقب الدوري أو ضمن المراكز الأولى
ويبقى إنتر المرشح الرابع حال فوزه بلقب الدوري الحالي أو صاحب المراكز الأولى. غير أن حضور "النيراتزوري" في السعودية يبدو مهددًا بخلاف طال أمده داخل غرف اجتماعات الرابطة.
اعتراض إنتر على جدول المباريات
أثارت إدارة إنتر أكثر من قلق حول ضغط اللقاءات الملقاة على عاتق الفريق في الأشهر المقبلة، إذ يتوقع أن يخوض:
- مباريات الموسم المنتظمة في "السيري آ"
- كأس السوبر الإيطالي في الشتاء المقبل
- كأس العالم للأندية الصيف القادم
- كأس الفيفا القارية في حال إحراز لقب الأبطال في مايو 2025
وبحسب ما نقلته صحيفة Il Corriere della Sera، شدد محامي النادي أنجيلو كابيليني خلال اجتماعات الرابطة على أن ضغط السفر إلى الشرق الأوسط وما يصاحبه من فترة حجر صحي وإجراءات طبية ضمن بروتوكول كورونا، سيسبب إرهاقًا إضافيًا قد يؤثر على أداء الفريق في المنافسات الرسمية.
رابطة الأندية تتمسك بالاتفاقيات

على الرغم من تحفظات إنتر، أكدت رابطة الدوري في بيان رسمي تمسكها بالعقد المبرم مع الاتحاد السعودي، ومضيها قدمًا بإقامة البطولة بصيغتها الحالية. وأوضحت أن أي انسحاب سيعني انتهاكًا للعقود، ما قد يترتب عليه فرض عقوبات على النادي الممتنع عن المشاركة. وأضافت الرابطة أنها تملك حق اختيار بديل "في أسرع وقت" لضمان نسق "فاينل فور" دون تعطيل الجدول الزمني للبطولة.
العقوبات المحتملة عقب الانسحاب
بحسب اللوائح التنظيمية، يتعرض النادي الذي يرفض الالتزام بجدول كأس السوبر إلى:
- غرامة مالية قد تصل إلى مئات الآلاف من اليوروهات
- خصم نقاط في الدوري المحلي
- حرمان من المشاركة في منافسات قارية مستقبلية
وتعمل الرابطة حاليًا على دراسة البدائل الإجرائية والقانونية بعد تلميحات إنتر المقترنة بتوجه للانسحاب، لاسيما وأنها لا ترغب في المساس بالعائدات المضمونة من السعودية أو بجدول المسابقات الدولية.
خيارات “النيرازوري” للتخفيف من الضغط
في المداولات ذاتها، اقترحت إدارة إنتر صيغة بديلة لمشاركته: إقامة مباراة واحدة بدلاً من أربع لقاءات، على أن يتحدد الخصم عبر مواجهة نهائية أو مباراة فاصلة. هذا الاقتراح لقي قبولًا نسبيًا من بعض الأندية المشاركة، لكنه لم يلقَ قبول الرابطة التي ترى في الصيغة الرباعية دعامة أساسية لقيمة النسخة القادمة.
آثار بعيدة المدى على العلاقات بين الأندية والاتحاد

تُعد هذه الأزمة اختبارًا للعلاقات بين كبريات أندية "السيري آ" والهيئات المنظمة، في وقت يحرص فيه الاتحاد الإيطالي على المحافظة على الشراكات الخارجية. فالتوتر المستجد بين إنتر والرابطة قد يمتد إلى ملف المفاوضات بشأن استضافة بعض مباريات الدوري في الملاعب الخارجية أثناء انشغال ملعب "سان سيرو" بأعمال التجديد استعدادًا للأولمبياد الشتوي، وهو ملف آخر لا يزال يثير الجدل.
نظرة على موقف جماهير إنتر
على صعيد القاعدة الجماهيرية، انقسمت الآراء بين من يرى الانسحاب دفاعًا عن الصحة البدنية للاعبين وضمان الاستمرارية المحلية، وبين من يخشى أن يفقد الفريق فرصة الظهور على الساحة الدولية في بداية الموسم. وتبقى منابر التواصل الاجتماعي منصة لتبادل الآراء والدعم، حيث يطالب البعض بتسليط الضوء على مصير البطولة والتزام الأندية باتفاقات الرابطة.
ما الذي ينتظر كأس السوبر الإيطالي؟
مع اقتراب الحسم الرسمي لجدول المباريات والإعلان عن المواعيد النهائية، يترقب الوسط الإعلامي والرياضي ما إذا كان إنتر سيُعلن الانسحاب فعلًا، أم سيصل إلى تسوية تُرضي جميع الأطراف. وفي الحالتين، سيكون لموقف "النيراتزوري" الأثر الأكبر في مستقبل النسخ الأجنبية من السوبر الإيطالي، وقد يدفع الرابطة إلى إعادة النظر في الاعتبارات اللوجستية والرياضية قبل التجديد مع أي وجهة خارجية.
ختامًا
بين ضغط الالتزامات وتوقعات الجماهير الضاغطة، يقف إنتر أمام خيار صعب قد يفتح فصلًا جديدًا في سجل مشاركته بالبطولات الرسمية، ويعيد طرح السؤال نفسه: هل تبقى الرياضة مجالًا للتجارة والعقود أولًا، أم أنها ملجأ للتنافس الرياضي بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى؟