بداية عصيبة بين الإصابة وجمهور لا يرحم
وصل حمدالله إلى النصر صيف 2018 قادمًا من الريان القطري، بعد غيابٍ طويلٍ عن الميادين بسبب إصابةٍ أبعدته ثمانية أشهرٍ كاملة. وقال المهاجم المغربي:
“حينما أُعلن عن حصول النصر على خدماتي، لم يرضَ بعض الجمهور بعودة لاعبٍ لم يلعب منذ أغسطس 2017، بل طالبني برفع مستوى النصر فوراً. تواصل معي أحمد البريكي قبل نهاية الميركاتو وطمأنني بأن الثقة موجودة. وعدتهم أنني سأكون الرقم الصعب إن أتيت سليماً، وبالفعل انفجرت في ديسمبر 2018 وسجلت في الديربي أول أهدافي”.
إلا أن البداية الصاروخية لم تخفِ حجم الضغط الذي عاشه الساطي، وسط مطالبٍ جماهيريةٍ وجدت في مهاجمٍ لم يُكمل موسمه الأول أسوةً بالنجوم المُتوافرين.
“كسر السبورة”.. احتجاجٌ على الهزيمة أم تاريخٌ تحمله الجدران
واحدةٌ من أشهر القصص التي رُويت عن حمدالله في النصر هي قيامه بكسر السبورة الفنية في غرفة خلع الملابس بعد هزيمةٍ مُرةٍ، الأمر الذي سُرّب كدليل على “انفلاتٍ في انضباطه”.
في تصريحاتٍ نشرها “كورة”، اعترف اللاعب بأنه فعلاً تفاعل مع الموقف:
“كُنا خسرنا لتوّه مباراةً مهمة، والزملاء يمرون من الممر المؤدي للغرف وهم يضحكون كأنما لا شيء حدث، وأنا لا أحب الهزيمة. في لحظة غضبٍ دفعت بيدي على السبورة، المسؤول عن الشرح الفني لم يدرك غضبي وكان الصدى عاليًا داخل الغرفة. لكن ما حدث ضُخم كثيرًا؛ لقد حولوا احتجاجي على نتيجة مبكرة إلى سلوكٍ احتجاجي ضد النادي”.
ويؤكد كثيرون داخل الأوساط النصراوية أن السبورة أُصلحت سريعًا، لكن صورها المتصدعة بقيت رمزًا لأزمةٍ أكبر: تراجع نتائج الفريق في موسمٍ بدا للنصر أنه قادر على المنافسة على اللقب حتى الرمق الأخير.
“كنت أريد الرحيل بلطف… ولكن”
كشف حمدالله أيضًا أنه هو من قدم طلب الرحيل قبل أن يعلن النصر الفسخ من طرف واحد. وقال عن ذلك:
“لقد رغبت في الرحيل بأدبٍ واحترامٍ للفريق والجماهير، لكن الإدارة رفضت طلبي علنًا، خشية غضب الأنصار. كنت أرى أن الاستقرار غائبٌ عن النصر، إداريًا وفنيًا، وأن بقائي لن يصبّ في مصلحة أي طرف. حين رفضوا، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا، ومضطرين جميعًا للمضي في الطريق القضائي”.
وتذكر أنه كان يأمل في نهايةٍ ودّية تحفظ له الصورة أمام “جماهيره العزيزة”، لكن ما دبر له ألقى بظلاله على التقدير المتبادل بين اللاعب والكيان النصراوي.
أبو بكر وتاليسكا: لا غيرة ولا مشاكل شخصية
رغم الاتهامات التي رافقت ضمّ مهاجمَي النصر فينسنت أبو بكر وأندرسون تاليسكا، نفى حمدالله أي شعورٍ بالغيرة أو الاحتقان. عن أبو بكر قال:
“لم أخشَ قدومه أبدًا، بل رحبت بكل لاعب يُضيف للنصر. إن كان سيأتي مهاجمٌ جديد، فعلى الإدارة أن تختار بيننا، لكن مهمتهم كانت واضحة: ضمّ القوة لكل فترات الموسم”.
أما عن تاليسكا، فاعتبره “برازيليًّا شغوفًا بالطموح”، وقال عنه:
“لم أجد خلافًا شخصيًا معه، ولا أعرف سبب انتقاده لي في إحدى البرامج. ربما غضب لعدم اتفاقنا الفني أو شخصيته العفوية، لكنني تعاملت معه دومًا باحترام. من الطبيعي أن يرغب كل لاعب في أن يكون بطلًا داخل فريقه”.
النهاية الفاصلة: فسخ وعودة إلى الكرّة
رغم أزمة فسخ العقد في نوفمبر 2021، التي انتهت كذهابٍ إجباريٍ إلى المحاكم الرياضية وانتزاع حمدالله كل مستحقاته، يشير المغربي إلى أنه لم يحمل ضغينة:
“النصر جزءٌ كبير من مسيرتي، واستفدت كثيرًا هناك. الفسخ كان صفعةً قاسيةً، لكنني سرعان ما وجدت الملاذ في الاتحاد ثم الشباب. اليوم أنظر إلى التجربة كاملةً كحكايةٍ مليئة بالدروس”.
مع خروج النادي العاصمي من صراعاته القضائية، يتبقى في ذاكرة الجميع مجموعةٌ من القصص التي صنعها “الساطي” بمواهبه وتصريحاته وصداماته، لكن معظمها أفصح في هذه الحلقة عن حقيقةٍ بسيطة: لاعبو النخبة قد يغضبون أحيانًا، لكنهم دائمًا ما يتركون بصمةً لا تُمحى في ملاعب هذا الوطن. 
حمدالله يكشف أخطر كواليس فترته في النصر: من كسر السبورة إلى اتهامات تاليسكا وغيرة أبو بكر
بداية عصيبة بين الإصابة وجمهور لا يرحم
وصل حمدالله إلى النصر صيف 2018 قادمًا من الريان القطري، بعد غيابٍ طويلٍ عن الميادين بسبب إصابةٍ أبعدته ثمانية أشهرٍ كاملة. وقال المهاجم المغربي:
“حينما أُعلن عن حصول النصر على خدماتي، لم يرضَ بعض الجمهور بعودة لاعبٍ لم يلعب منذ أغسطس 2017، بل طالبني برفع مستوى النصر فوراً. تواصل معي أحمد البريكي قبل نهاية الميركاتو وطمأنني بأن الثقة موجودة. وعدتها أنني سأكون الرقم الصعب إن أتيت سليماً، وبالفعل انفجرت في ديسمبر 2018 وسجلت في الديربي أول أهدافي”.
إلا أن البداية الصاروخية لم تخفِ حجم الضغط الذي عاشه الساطي، وسط مطالبٍ جماهيريةٍ وجدت في مهاجمٍ لم يُكمل موسمه الأول أسوةً بالنجوم المُتوافرين.
“كسر السبورة”.. احتجاجٌ على الهزيمة أم تاريخٌ تحمله الجدران
واحدةٌ من أشهر القصص التي رُويت عن حمدالله في النصر هي قيامه بكسر السبورة الفنية في غرفة خلع الملابس بعد هزيمةٍ مُرةٍ، الأمر الذي سُرّب كدليل على “انفلاتٍ في انضباطه”.
في تصريحاتٍ نشرها “كورة”، اعترف اللاعب بأنه فعلاً تفاعل مع الموقف:
“كُنا خسرنا لتوّه مباراةً مهمة، والزملاء يمرون من الممر المؤدي للغرف وهم يضحكون كأنما لا شيء حدث، وأنا لا أحب الهزيمة. في لحظة غضبٍ دفعت بيدي على السبورة، المسؤول عن الشرح الفني لم يدرك غضبي وكان الصدى عاليًا داخل الغرفة. لكن ما حدث ضُخم كثيرًا؛ لقد حولوا احتجاجي على نتيجة مبكرة إلى سلوكٍ احتجاجي ضد النادي”.
ويؤكد كثيرون داخل الأوساط النصراوية أن السبورة أُصلحت سريعًا، لكن صورها المتصدعة بقيت رمزًا لأزمةٍ أكبر: تراجع نتائج الفريق في موسمٍ بدا للنصر أنه قادر على المنافسة على اللقب حتى الرمق الأخير.
“كنت أريد الرحيل بلطف… ولكن”
كشف حمدالله أيضًا أنه هو من قدم طلب الرحيل قبل أن يعلن النصر الفسخ من طرف واحد. وقال عن ذلك:
“لقد رغبت في الرحيل بأدبٍ واحترامٍ للفريق والجماهير، لكن الإدارة رفضت طلبي علنًا، خشية غضب الأنصار. كنت أرى أن الاستقرار غائبٌ عن النصر، إداريًا وفنيًا، وأن بقائي لن يصبّ في مصلحة أي طرف. حين رفضوا، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا، ومضطرين جميعًا للمضي في الطريق القضائي”.
وتذكر أنه كان يأمل في نهايةٍ ودّية تحفظ له الصورة أمام “جماهيره العزيزة”، لكن ما دبر له ألقى بظلاله على التقدير المتبادل بين اللاعب والكيان النصراوي.
أبو بكر وتاليسكا: لا غيرة ولا مشاكل شخصية
رغم الاتهامات التي رافقت ضمّ مهاجمَي النصر فينسنت أبو بكر وأندرسون تاليسكا، نفى حمدالله أي شعورٍ بالغيرة أو الاحتقان. عن أبو بكر قال:
“لم أخشَ قدومه أبدًا، بل رحبت بكل لاعب يُضيف للنصر. إن كان سيأتي مهاجمٌ جديد، فعلى الإدارة أن تختار بيننا، لكن مهمتهم كانت واضحة: ضمّ القوة لكل فترات الموسم”.
أما عن تاليسكا، فاعتبره “برازيليًّا شغوفًا بالطموح”، وقال عنه:
“لم أجد خلافًا شخصيًا معه، ولا أعرف سبب انتقاده لي في إحدى البرامج. ربما غضب لعدم اتفاقنا الفني أو شخصيته العفوية، لكنني تعاملت معه دومًا باحترام. من الطبيعي أن يرغب كل لاعب في أن يكون بطلًا داخل فريقه”.
النهاية الفاصلة: فسخ وعودة إلى الكرّة
رغم أزمة فسخ العقد في نوفمبر 2021، التي انتهت كذهابٍ إجباريٍ إلى المحاكم الرياضية وانتزاع حمدالله كل مستحقاته، يشير المغربي إلى أنه لم يحمل ضغينة:
“النصر جزءٌ كبير من مسيرتي، واستفدت كثيرًا هناك. الفسخ كان صفعةً قاسيةً، لكنني سرعان ما وجدت الملاذ في الاتحاد ثم الشباب. اليوم أنظر إلى التجربة كاملةً كحكايةٍ مليئة بالدروس”.
مع خروج النادي العاصمي من صراعاته القضائية، يتبقى في ذاكرة الجميع مجموعةٌ من القصص التي صنعها “الساطي” بمواهبه وتصريحاته وصداماته، لكن معظمها أفصح في هذه الحلقة عن حقيقةٍ بسيطة: لاعبو النخبة قد يغضبون أحيانًا، لكنهم دائمًا ما يتركون بصمةً لا تُمحى في ملاعب هذا الوطن.
