أكد النجم الإسباني الواعد لامين يامال، جناح برشلونة، أن فريقه كان مصممًا على التفوق وعدم السماح لريال مدريد بالفوز، وذلك عقب الانتصار المثير الذي حققه الفريق الكتالوني بنتيجة 3-2 في نهائي كأس ملك إسبانيا. الفوز الذي جاء على أرض ملعب لاكارتوخا في مدينة إشبيلية، حمل رسائل عديدة داخل المستطيل الأخضر وخارجه، أبرزها ما قاله يامال الذي وجه رسالة واضحة ومباشرة للاعبي ريال مدريد.
أداء متميز ورسالة قوية
سجل ثلاثية برشلونة في هذه المواجهة المثيرة كل من بيدري وفيران توريس وجول كوندي، بينما أحرز هدفي ريال مدريد كل من النجم الفرنسي كيليان مبابي ولاعب الوسط أوريلين تشواميني. لكن خلف هذه الأهداف المثيرة، كان لامين يامال كلمة السر، حيث قدم أداءً مذهلًا صنع الفارق في أكثر من لقطة حاسمة.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية، قال يامال: "قبل بداية الأشواط الإضافية، قلت لزميلي رونالد أراوخو: لا يهم إن سجل المنافس هدفاً أو هدفين، لأنهم لن يتمكنوا من التغلب علينا هذا العام". هذه الكلمات لم تكن مجرد حماس عابر، بل عكست الثقة الهائلة التي تملكت لاعبي برشلونة طوال المباراة، رغم تقلبات النتيجة والضغط الكبير الذي مارسه ريال مدريد في بعض فترات اللقاء.
إحصائيات مذهلة

أداء لامين يامال في هذه المواجهة أكد أنه أحد أهم المواهب الصاعدة في أوروبا حاليًا. فالإحصائيات الخاصة بالمباراة كشفت عن مساهمة مباشرة للاعب الشاب في فوز فريقه؛ حيث لعب 120 دقيقة كاملة، صنع خلالها هدفين، ومرر تمريرتين حاسمتين، وخلق فرصة كبيرة للتسجيل. كما سدد ثلاث كرات على المرمى، اثنتان منها كانتا بين الخشبات الثلاث، مما يعكس خطورته الهجومية الواضحة.
على صعيد التمريرات، أكمل يامال 43 تمريرة خلال اللقاء، منها 37 تمريرة ناجحة، بنسبة دقة بلغت 86%. هذه الأرقام، إلى جانب مساهمته الحاسمة في الهجمات، تبرهن على أن برشلونة يمتلك نجمًا صاعدًا قادراً على صنع الفارق في المناسبات الكبرى، رغم صغر سنه.
هيمنة برشلونة على الكلاسيكوهات
ولم يكن فوز برشلونة في هذا النهائي مجرد انتصار عادي، بل جاء ليؤكد هيمنة الفريق على الكلاسيكوهات هذا الموسم. حيث تمكن الفريق الكتالوني من الفوز بثلاث مواجهات كلاسيكو حتى الآن؛ واحدة في الدوري الإسباني، وأخرى في نهائي كأس السوبر الإسباني، بالإضافة إلى هذا الانتصار الكبير في نهائي كأس الملك.
ومع اقتراب نهاية الموسم، يتبقى لقاء كلاسيكو وحيد سيجمع برشلونة وريال مدريد مرة أخرى يوم 11 مايو المقبل، على أرض ملعب لويس كومبانيس، في مواجهة قد تكون حاسمة لتحديد هوية بطل الدوري الإسباني هذا الموسم. التحدي المقبل يحمل في طياته أهمية قصوى، خاصة مع تقارب النقاط بين الفريقين وسعي كل منهما لحسم اللقب المحلي.
طموحات برشلونة المستقبلية

برشلونة، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، يبدو أكثر إصرارًا من أي وقت مضى على إعادة الفريق إلى قمة الكرة الإسبانية والأوروبية. وقد أثبت الفريق، بفضل لاعبيه الشباب وعلى رأسهم لامين يامال، أن الروح القتالية والعقلية الفائزة لا تزال جزءاً لا يتجزأ من هوية النادي الكتالوني.
الرسالة التي وجهها يامال للاعبي ريال مدريد بعد المباراة تعكس مدى ثقة برشلونة في نفسه خلال الفترة الحالية. فالنجم الصاعد لا يرى في الريال تهديداً كبيراً هذا الموسم، بل يؤمن بقدرة فريقه على حسم المواجهات مهما بلغت صعوبتها. وهو أمر ظهر بوضوح خلال المباراة النهائية، عندما عاد برشلونة من تأخره بنتيجة 2-1 إلى تحقيق الفوز في الوقت الإضافي.
إنذار للمنافسين
بانتصارهم الثالث على ريال مدريد هذا الموسم، وجه لاعبو برشلونة إنذاراً صريحاً لمنافسيهم محليًا وأوروبيًا بأن الفريق عائد بقوة، ومسلح بجيل جديد من اللاعبين الموهوبين الذين لا يعرفون معنى الاستسلام.
ومع استمرار تألق لامين يامال وزملائه، يبدو أن برشلونة يسير بخطى ثابتة نحو استعادة أمجاده، وسط طموحات جماهيره التي تحلم بموسم استثنائي يشمل الفوز بالدوري الإسباني وربما الذهاب بعيداً في دوري أبطال أوروبا.