تعرض برشلونة لظلمٍ حسب جارسيا
في ليلةٍ قاسيةٍ على جماهير برشلونة، ودّع العملاق الكتالوني النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا بعد خسارته أمام إنتر ميلانو في إياب نصف النهائي (4–3 بعد الأشواط الإضافية)، بالرغم من التعادل ذهابًا وإيابًا (3–3 في المباراتين الرسميتين). في خضم الجدل التحكيمي الذي أعقب اللقاء على ملعب “جيويس”، لم يلقَ سيمون مارشينياك، حكم الساحة البولندي، باللوم الأكبر من قِبَل اللاعبين الكاتالونيين، بل خرج المدافع إريك جارسيا بانتقادٍ لاذعٍ موجَّهٍ إلى حكم تقنية الفيديو، الهولندي بول فان بوكيل، متهِمًا إياه بالوقوف خلف سلسلة قراراتٍ أثرت على نتيجة المواجهتين.
عقب صافرة النهاية بوقتٍ قصيرٍ، هدأ نبض ملعب “جيويس” قليلاً قبل أن ينفجر صدى الكلمات القوية التي أطلقها المدافع الإسباني في تصريحاتٍ لوسائل الإعلام الإسبانية، حيث قال:
“الجميع يعرف ما حدث في هذا الملعب في آخر زيارة لنا، وفي الليلة الماضية تابعنا أخطاءً في تقنية الفيديو كانت خارج إرادتنا. لا أريد أن أتذرع بالحكم، فقد استقبلنا ستة أهداف إجمالًا خلال المباراتين، لكن ما حدث عبر الفيديو لا يمكن التغاضي عنه.”
وأضاف جارسيا مدافعًا عن أداء فريقه وشخصيته القتالية:
“عندما تواجه مثل هذه الفرق، مثل الإنتر اليوم، فإنك تتخطى الأهداف وتقفز بفضل إصرارك، لقد اقتربنا وعادوا للتقدم ثلاث مراتٍ، لكن ارتكاب أخطاء في الفيديو كان له التأثير الأكبر على الهزيمة.”
أخطاءُ تقنية الفيديو التي أثارت الغضب

تشير مصادر “ماركا” إلى ثلاث لقطاتٍ أثارت حفيظة برشلونة ولاعبوه:
- لمسة يدٍ مؤثرةٍ في منطقة جزاء الإنتر بالشوط الأول، لم يحتسبها الحكم خارج الملعب بعد مراجعةٍ سريعةٍ.
- تدخلٌ عنيفٌ من هاكان تشالهان أوغلو على بوسكيتس في الشوط الثاني، لم يُظهر حكم الفيديو أي إشارة للطرد، رغم أن القرار كان يستوجب إنذارًا ثانيًا.
- حالة التعادل الثالث التي أحرزها فرانشيسكو أتشيربي في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، حيث وجد لاعبو برشلونة أن الموقف بدأ بتسللٍ طفيفٍ على مهاجم الإنتر عند استلام الكرة، لكن الحكم الهولندي لم ينبه زميله على خط المرمى.
مارسيتش خارج دائرة الاتهام

رغم أن مارشينياك أدار لقاء الذهاب والإياب في نصف النهائي، إلا أن “ماركا” و”موندو ديبورتيفو” أكدا أن الاتهامات الحقيقية لم تذهب إليه، بل ساقها جارسيا إلى بول فان بوكيل، الذي يدير تقنية الفيديو في الـVAR، وهو نفس الحكم الذي تولى الملف ذاته في المواجهة السابقة على ملعب “سان سيرو” في أكتوبر 2022، حين خسر برشلونة 0–1 أمام الإنتر تحت إدارة سلافكو فينسيتش لحكم الساحة.
تاريخٌ يتكرر في “جيويس”
لم تكن هذه الزيارة الأولى التي يشعر فيها لاعبو برشلونة أن ملعب “جيويس” يخبئ لهم مفاجآتٍ يعتبون أنها ليست عادلةً، إذ سبق وأن ودّعوا دوري أبطال أوروبا من نفس الملعب عام 2010 أمام يوفنتوس، وفي 2018 على يد روما، مع مواقفٍ تحكيميةٍ شهدها حكم الفيديو وقتها. يقول جارسيا:
“جئت إلى هنا ثلاث مراتٍ في كامل مسيرتي مع البارسا، وفي كل ثلاثٍ مراتٍ شعرت أن شيئًا خارج إرادتنا حدث وحرَمنا من فرصٍ حقيقيةٍ.”
ردّ إدارة برشلونة
إداريًّا، أكدت إدارة النادي أنها ستتقدم بشكوىٍ رسميةٍ إلى لجنة الحكام في الاتحاد الأوروبي (يويفا)، مستندةً إلى تقاريرٍ فنيةٍ داخليةٍ سجلت الأخطاء التي اعتبرها الفريق مؤثرةً، وقال مصدرٌ مطلعٌ لـ”ماركا”:
“هناك رغبةٌ في يويفا بمراجعة أداء حكم الفيديو البولندي الهولندي في المباريات الحاسمةٍ، حتى لا تتكرر هذه الأخطاء مجددًا.”
وماذا ينتظر البرسا؟
رغم الصدمة القارية، يواجه برشلونة تحدياتٍ مهمةٍ على جبهتين: تصحيح مساره المحلي قبل نهاية الدوري الإسباني، حيث يتراجع بفارق خمس نقاطٍ عن ريال مدريد، وإعادة بناء ثقة الجماهير قبل بداية الصيف، الذي قد يشهد تغييرًا في غرفة الملابس والتعاقدات. ويأمل المدرب تشافي هيرنانديس أن يستخلص دروسًا من هذه التجربة، خصوصًا في التعامل مع تقنية الفيديو، التي يبدو أنها باتت تشكل جزءًا أساسيًا في قرارات المباريات الحاسمة.
في الختام
تُبقي تصريحات إريك جارسيا الباب مفتوحًا على نقاشٍ فنيٍ وتقنيٍ حول حدود تأثير الأخطاء في تقنية الـVAR على نتائج الفرق الكبرى، وتُعيد طرح سؤالٍ دائمٍ في عالم كرة القدم: هل أصبحت تقنية الفيديو حلمًا للتحكيم المثالي أم لعنةٍ جديدةٍ تضاف إلى صداع الأندية الكبرى؟