مع اقتراب موعد نهائي كأس السوبر المصري بين الأهلي والزمالك، الذي يعتبر أحد أكثر المواجهات إثارة وتشويقاً في كرة القدم المصرية، بات من المؤكد أن الأهلي سيخوض اللقاء بدون نجمه محمود عبد المنعم “كهربا”. هذا الغياب يضع المدرب السويسري مارسيل كولر أمام تحدٍ كبير لتعويض اللاعب الذي كان جزءاً أساسياً من تشكيلة الفريق.
كولر، الذي يتمتع بمرونة تكتيكية ويفهم جيداً طبيعة مواجهات القمة، عليه الآن أن يفاضل بين ثلاثة لاعبين لتعويض غياب كهربا، مع الأخذ في الاعتبار أهمية المباراة وحجم التحديات التي يواجهها الأهلي في مواجهة غريمه التقليدي الزمالك. في هذا المقال، سنستعرض الخيارات التكتيكية الثلاثة التي يفاضل بينها كولر وكيف يمكن لكل منهم أن يساهم في تعويض غياب كهربا.
اللاعب الأول: بيرسي تاو – السرعة والمهارة في الاختراق
بيرسي تاو، الجناح الجنوب أفريقي السريع والموهوب، يعتبر أحد أبرز الخيارات التي يفكر فيها كولر لتعويض غياب كهربا. تاو يمتلك مهارات فردية عالية وقدرة على المراوغة والاختراق، وهي الصفات التي يحتاجها الأهلي في مثل هذه المواجهات الصعبة.
نقاط القوة:
تاو يمتلك ميزة السرعة الفائقة التي تمكنه من تفكيك دفاعات الفرق الخصم، وخاصة في الهجمات المرتدة. قد يكون لاعبًا حاسمًا في مواقف المواجهة الفردية مع مدافعي الزمالك، حيث يستطيع التغلب عليهم بسرعته وإبداعه. إلى جانب ذلك، يعتبر تاو لاعباً متعدد الاستخدامات، إذ يمكنه اللعب كجناح أو مهاجم وهمي، مما يمنح كولر المزيد من المرونة التكتيكية.
التحديات:
من أبرز التحديات التي يواجهها كولر في الاعتماد على تاو هو افتقاره إلى الاستمرارية في الأداء، حيث يظهر بشكل مميز في بعض المباريات ويختفي في أخرى. هذا التذبذب في المستوى قد يكون خطيراً في مباراة بحجم السوبر المصري، حيث يحتاج الفريق إلى لاعبين يقدمون أداء ثابتاً طوال اللقاء. بالإضافة إلى ذلك، يعاني تاو أحياناً من الإصابات المتكررة، وهو ما قد يؤثر على جاهزيته البدنية.
اللاعب الثاني: محمد شريف – الحل الأمثل للهجوم التقليدي
محمد شريف، هداف الأهلي في الموسمين الماضيين، يعد خيارًا آخر أمام كولر لتعويض غياب كهربا. على الرغم من أن شريف يفضل اللعب كرأس حربة صريح، إلا أن استخدامه في مركز الجناح أو المهاجم المتحرك قد يكون خياراً مناسباً في ظل ظروف المباراة.
نقاط القوة:
يمتاز شريف بقدرة كبيرة على إنهاء الهجمات واستغلال الفرص داخل منطقة الجزاء. هذه المهارة قد تكون مفيدة للغاية في مباراة يتوقع أن تكون حاسمة أمام الزمالك. بالإضافة إلى ذلك، يتميز شريف بحسن تحركه بدون كرة، ما يمكنه من خلق مساحات لنفسه ولزملائه. وجوده في التشكيلة سيعطي الأهلي خياراً إضافياً في استغلال الكرات العرضية والضربات الثابتة، حيث يتمتع بقدرات عالية في التعامل مع الكرات الرأسية.
التحديات:
التحدي الأكبر الذي قد يواجه كولر في الاعتماد على محمد شريف هو أن اللاعب قد لا يكون الأنسب لتعويض غياب كهربا في مركز الجناح. شريف يعتمد بشكل أساسي على التمركز داخل منطقة الجزاء، وربما لا يمتلك نفس القدرات على المراوغة والاختراق من الأطراف مثل كهربا. علاوة على ذلك، قد يجد صعوبة في التعامل مع الضغط الدفاعي المكثف من جانب الزمالك إذا لم يحصل على الدعم الكافي من زملائه في الوسط والهجوم.
اللاعب الثالث: أحمد عبد القادر – الحل التكتيكي المتكامل
أحمد عبد القادر، اللاعب الشاب الذي قدم مستويات مميزة في الفترة الأخيرة مع الأهلي، يعتبر هو الآخر خياراً متاحاً لكولر. عبد القادر يتمتع بقدرة كبيرة على التمرير الدقيق والمراوغة في المساحات الضيقة، وهو ما يجعله مناسبًا لتعويض كهربا.
نقاط القوة:
يتميز عبد القادر بمرونته التكتيكية وقدرته على اللعب في مراكز متعددة، سواء كجناح أو كصانع ألعاب. مهاراته الفردية في المراوغة تمكنه من خلق فرص تهديفية لنفسه ولزملائه. إلى جانب ذلك، يمتلك عبد القادر ميزة التعامل الجيد مع الكرات الثابتة، سواء من ناحية تنفيذ الركلات الحرة أو التمريرات الحاسمة في الكرات العرضية. وجود عبد القادر في التشكيلة سيعزز من قوة الأهلي الهجومية، خاصة أنه يمتاز بالجرأة في التسديد على المرمى من مسافات بعيدة.
التحديات:
التحدي الأكبر الذي يواجهه عبد القادر هو نقص الخبرة في مواجهات القمة الحاسمة، حيث أن المباريات بين الأهلي والزمالك تحتاج إلى لاعبين لديهم خبرة كافية في التعامل مع الضغط الجماهيري والإعلامي. عبد القادر قد يواجه صعوبة في الحفاظ على هدوئه في اللحظات الحرجة من المباراة، وهو ما يتطلب منه تركيزاً كبيراً إذا ما أراد أن يكون له تأثير حاسم في اللقاء.
السيناريوهات التكتيكية الممكنة
من المحتمل أن يعتمد كولر على أحد هذه الخيارات بناءً على أسلوب لعب الزمالك المتوقع في المباراة. إذا اختار المدرب السويسري اللعب بأسلوب هجومي مباشر، فقد يفضل استخدام محمد شريف كرأس حربة أساسي ويعتمد على التمريرات الطويلة والكرات العرضية. من ناحية أخرى، إذا قرر كولر اللعب بأسلوب يعتمد على الاستحواذ والسيطرة على وسط الملعب، فقد يكون أحمد عبد القادر هو الخيار الأفضل بفضل قدراته على صناعة اللعب وفتح المساحات.
أما في حال أراد كولر الاعتماد على الهجمات المرتدة واستغلال سرعة اللاعبين، فإن بيرسي تاو قد يكون الورقة الرابحة. قدرة تاو على تنفيذ الهجمات السريعة ستشكل خطراً كبيراً على دفاع الزمالك، خاصة في المواقف التي يتقدم فيها الفريق الخصم إلى الأمام.
عوامل أخرى تؤثر على قرار كولر
بالإضافة إلى الجوانب التكتيكية، هناك عوامل أخرى قد تؤثر على قرار كولر بشأن اللاعب الذي سيعوض غياب كهربا. أولاً، الجاهزية البدنية لكل لاعب ستكون عاملاً حاسماً، خاصة في ظل ضغط المباريات والإصابات التي قد تحدث في اللحظات الأخيرة. ثانياً، خبرة اللاعب في مثل هذه المباريات الكبيرة قد تكون عنصراً أساسياً في اتخاذ القرار، حيث يحتاج الأهلي إلى لاعبين قادرين على التعامل مع الضغط الكبير في مثل هذه المواجهات.
كولر يدرك أن نتيجة مباراة السوبر قد تكون حاسمة لموسم الأهلي بأكمله، لذا سيحرص على اختيار اللاعب الذي يمكنه تقديم أفضل أداء ممكن في هذه المباراة. المدرب السويسري يعتمد دائماً على التخطيط الدقيق لكل مباراة، ولا شك أنه سيأخذ في الاعتبار كل التفاصيل قبل اتخاذ قراره النهائي.
الخلاصة
بين بيرسي تاو، محمد شريف، وأحمد عبد القادر، يفاضل كولر بين ثلاثي مميز يمتلك كل منهم نقاط قوة قد تسهم في تعويض غياب كهربا في المباراة الحاسمة أمام الزمالك. لكن اختيار اللاعب المناسب يعتمد على عدة عوامل، منها الجاهزية البدنية، الأسلوب التكتيكي الذي ينوي كولر الاعتماد عليه، وأداء اللاعبين في التدريبات الأخيرة.
بينما يستعد الأهلي والزمالك لمواجهة قوية في السوبر المصري، يظل السؤال مفتوحاً: من سيكون اللاعب الذي سيتولى تعويض غياب كهربا ويحقق الفارق في هذه المواجهة الكبيرة؟
