لماذا اجتاح الشائعات؟
قبل نحو شهر من انطلاق المونديال الأندية في يونيو 2025، كثر الحديث عن “ترميم” صفوف أندية سعودية كبرى عبر استعارة لاعبين من أندية منافسة، في خطوة جديدة سمح بها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” مؤقتًا لتعويض ضيق الجداول وارتفاع الأصابات. وانتشرت قائمة تضم أسماء لامعة على رأسها:
- رياض محرز (الأهلي)
- كريستيانو رونالدو (النصر)
- روجير إيبانيز وميريه ديميرال (الأهلي)
ولم يغب اسم الفرنسي جورج جيسوس، الركيزة السابقة للهلال، عن المنقاشات رغم إقالته أواخر مايو، حيث تبحث الإدارة العنابية عن مدرب جديد يقوم بتدعيم الفريق في غياب أحد أهم أبطاله التكتيكيين.
مفاجأة “محارب الصحراء”
توجه مراسل برنامج “أكشن مع وليد” مباشرة إلى محرز خلال تدريبات الأهلي الأخيرة، وسأله عن صحة التقارير التي ربطت اسمه بالهلال في كأس العالم للأندية. وردّ الدولي الجزائري بكل وضوح:
“لا ولن ألعب مع الهلال، قلبي وعقلي فقط مع الأهلي. هذه الألوان هي التي أشعر بها منذ وصولي، ولن أبدّل ولائي لأي طرف آخر.”
عبارة واحدة قطع بها محرز جميع السبل أمام أي محاولات لإلهائه عن واجبه تجاه القلعة الحمراء، مسجلاً قاعدة نادرة في عالم كرة القدم السعودي، حيث يُسجّل لهذا اللاعب مكانة استثنائية بين الجماهير للوفاء الذي أظهره.
إنجازات جعلته مادة خصبة للشائعات
منذ انتقاله في صيف 2023، سجّل محرز حضوره بقوة مع الأهلي، في موسم لم تشهده السعودية مثيلًا:
- التتويج التاريخي بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى: قاد المهاجم السابق لمانشستر سيتي الفريق لتخطي كافة العقبات، وانتصار في النهائي على كاواساكي فرونتال الياباني.
- الفوز بكأس السوبر السعودي: النجاح المبكر في الموسم أعطى لمحرز ودكة الانطلاق لبداية مزهرة.
- التألق في دوري روشن: رغم مطالب المنافسة على اللقب حتى الجولات الأخيرة، قدم الرجل أهدافًا حاسمة وصنع الفارق أمام الفرق المدججة بالنجوم.
هذه الإنجازات دفعت بعض المحللين للحديث عن إمكانية سعي الهلال لاستقطابه، لا سيما في ظل حاجة الزعيم لتعزيز خط هجومه قبل مواجهة أبطال القارات في اليابان.
استراتيجية الأهلي في التأكيد على الثبات
إدارة الأهلي وجّهت بدورها إشارات واضحة للاعبيها بأن تجديد العقد لم يكن تكريمًا عابرًا، بل خطة للاستقرار الفني والمالي على غرار الأندية الكبرى في القارة، حيث يعتزم “الراقي” الاستمرار في نهج التعاقدات الذكية وتثبيت عناصر أساسية في طريق بناء مشروع طويل الأمد، مع الحفاظ على:
1. تجديد ثقة اللاعبين الكبار:
عبر منحهم عقودًا لمدة موسمين إضافيين.
2. تحريك السوق بعروض واضحة:
بتجنّب نشر الشائعات من جانب النادي نفسه، والتركيز على الصفوف الأكثر احتياجاً للدعم.
3. خطط احترافية للمونديال الأندية:
بتشكيل قائمة تضم عناصر محلية وأخرى استعارة من داخل الأكاديميات، بعيدًا عن إثارة البلبلة.
ردود الفعل الجماهيرية
على مواقع التواصل، شغل وسم “#محرز_للأهلي_فقط” المراتب الأولى، حيث عبّر أنصار الراقي عن فخرهم بتمسك اللاعب بألوان القميص الذي رفعه إلى منصات التتويج. وفي المقابل، سادت حالة من خيبة أمل في أوساط جماهير الهلال بعدما رأت أن إدارة فريقها كانت على وشك إنجاز صفقة “محرز” لرفع سقف الطموحات في اليابان.
ماذا ينتظر محارب الصحراء بعد حسم موقفه؟
بات يحق لمحرز الآن التفرغ التام للتحضير للموسم المقبل، حيث وعد الجماهير بإنهاء حلمهم بلقب دوري روشن 2025-2026، مستغلًا الدفعة المعنوية الكبيرة التي نالها من خلال ولائه الصادق. كما أن راتب اللاعب، والذي يعتبر من الأعلى في القارة، يضع عليه ضغوطًا إيجابية لتقديم المزيد من العروض القوية.
وفي الخلفية، يواصل الجهاز الفني للأهلي، بقيادة المدرب الإسباني الذي تم التعاقد معه مؤخرًا، دراسة الخيارات الفنية قبل نهاية فترة الانتقالات، لضم لاعب وسط دفاعي ومهاجم بديل، مع ثقة كاملة في أن اعتماده على محرز كقائد وحاسم سيصنع الفارق في البطولات المحلية والقارية.
في الختام
لا شك أن تصريح محرز التاريخي سيبقى علامة فارقة في سجلات “الشائعات الكبرى” التي شهدتها الكرة السعودية، كدليل على أن “الولاء” لا يُشترى ولا يُستعار، بل يُزاد ويُعاش بانتماءٍ صادق تجاه نادي صنع معه الألقاب والمجد.
