أسطورة ليفركوزن في طريقه إلى رابطة أنفيلد

تتسارع وتيرة المفاوضات بين نادي ليفربول الإنجليزي وباير ليفركوزن الألماني لإتمام الصفقة التي قد تُعتبر الأكبر في تاريخ الريدز بعدما طلب النادي الألماني مبلغ 150 مليون يورو مقابل إطلاق سراح نجمه الشاب فلوريان فيرتس هذا الصيف. الصفقة لفتت أنظار الإعلام الأوروبي والعالمي، واهتمّت بها أبرز المصادر الصحفية مثل شبكة “سكاي ألمانيا” التي أكدّت رغبة اللاعب في خوض تجربة جديدة داخل الدوري الإنجليزي، وصحيفة “ذا صن” البريطانية التي أشارت إلى رغبة إدارة ليفربول في تقديم عرضٍ جديد يقارب 100 مليون يورو مع متغيرات إضافية من شأنها تقريب وجهات النظر مع إدارة الفريق الألماني.

القيمة المالية المناسبة لصفقة تبادل الأجيال

قبل أن يرفض ليفركوزن العرض الأولي المقدم من ليفربول بقيمة 100 مليون يورو، كانت المحادثات بين الطرفين قائمة على اتفاقٍ مبدئي يُتيح للاعب إرادة الانتقال مقابل ضمان الحصول على مبلغٍ كبيرٍ يسمح للنادي الألماني بالتخطيط لمستقبل الفريق. باير ليفركوزن بدوره لا يرى في إمكانية الاستغناء عن نجمه الشاب قبل الحصول على مبلغٍ يقارب 150 مليون يورو، نظراً إلى قيمة اللاعب السوقية المتزايدة وما يتمتّع به من إمكانات فنية ونضج تكتيكي يجعله أحد أهم المواهب الأوروبية حالياً. وفي ظل تمسّك ليفربول برؤية “اللاعب الذي يحتاجه مشروع الفريق”، تتوقع التحليلات الصحفية أن يرتفع العرض المبدئي قريباً إلى أكثر من 120 مليون يورو لتقريب المسافة مع مطلب النادي الألماني، مع إضافة متغيرات مالية ترتبط بأداء فيرتس مع الريدز وألقاب يتمكن الفريق من الفوز بها، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

سبب اهتمام ليفربول بفلوريان فيرتس

يحظى فيرتس برصيدٍ تكتيكي هائل جعله مطلوباً من أعرق الأندية الأوروبية، لكنه يبرز أيضاً بصفاتٍ شخصية قادرة على التكيّف السريع داخل بيئات اللعب المختلفة. منذ ظهوره الأول في تشكيلة الفريق الأول لبوروسيا دورتموند، واصطحب انضمامه إلى ليفركوزن معه حلم أيلولي تطوير الجناح الهجومي، فتقدّم مستواه في الدوري الألماني واحترافه تنفيذ الكرات الثابتة والتوغّل في قلب دفاعات الخصوم جعله نموذجاً للاعبٍ متعدد الاستخدامات يمكنه اللعب كصانع ألعاب خلف المهاجم أو في مركز الجناح الأيسر أو حتى كحال الهداف الثاني اعتماداً على احتياج فريقه للأدوار الهجومية. ويرى ليفربول أن إضافة فيرتس إلى الصفوف تُعزز تشكيلة المدرب يورغن كلوب من الناحية الفنية وتمنحه فرصةً بالمنافسة على الألقاب الكبرى للمواسم المقبلة اعتباراً من دوري أبطال أوروبا.

التاريخ المتّصل بقميص الرقم عشرة في أنفيلد

أشارت التقارير المنقولة عن مراسل شبكة “سكاي ألمانيا” فلوريان بليتينبرج إلى رغبة اللاعب في ارتداء القميص رقم عشرة عند انتقاله إلى أنفيلد، فقد حمل هذا الرقم في بروسيا دورتموند قبل انتقاله إلى ليفركوزن، ويسعى لاسترجاعه في تشكيلة الريدز. لكن هذا الرقم دفاعياً ما زال مخصّصاً للنجم الأرجنتيني منذ بداية موسم 2023-2024، وهو ما أحدث حالةً من الترقّب داخل الأوساط الجماهيرية والإعلامية بشأن مستقبل القميص داخل الفريق الإنجليزي. وتجدر الإشارة إلى أن قائمة أصحاب القميص رقم عشرة في ليفربول تضم أسماءً خالدة مثل مايكل أوين وجيمي ريدناب ويان مولبي وتيري ماكديرموت وجون توشاك قبل أن ينتقل إلى فيليب كوتينيو ثم جو كول وصولاً إلى ساديو ماني في المواسم الأخيرة. الأمر الذي يجعل ارتداء فيرتس لهذا الرقم الأمر الأكثر رمزية لاعتباره مكمّلاً لروايةٍ تمتد لعقود طويلة حقق خلالها الريدز أمجاداً قارية ومحلية عظيمة.

معوقات الصفقة والفُرص المفتوحة

رغم تصميم ليفربول على ضم اللاعب، يواجه النادي الإنجليزي عدداً من العوائق الرئيسية، إذ يرفض ليفركوزن التخلي عن نجمه الشاب بأقل من المبلغ الذي حدّده، بينما تحاول إدارة الريدز كسر قواعد التفاوض عبر إضافة متغيرات أداء وأهداف يُنجزها اللاعب كمكافآت إضافية. في المقابل، حرصت إدارة ليفركوزن على مطالبة أكثر من نادٍ كبير، أبرزهم بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، للاقتراع في سباق ضم فيرتس، وهو ما يعزز موقف النادي الألماني التفاوضي ويُبقِي قيمة اللاعب في مستوياتٍ عالية. وكان اللاعب قد رفض مسبقاً عروضاً رسمية من البايرن والسيتي في الشهور الماضية، معلناً طموحه بخوض تجربة أغنى فنياً داخل الدوري الإنجليزي، مما فتح الباب أمام ليفربول لإقناعه بالانضمام إلى مشروع الريدز. وفي حال اتفق الطرفان على كافة النقاط المتعلقة بقيمة الصفقة وشروط التعاقد الشخصية، فإن إعلان انتقاله قد يتم خلال الأيام القليلة القادمة ليتفرّغ بعدها للتحضير للموسم ضمن تدريبات ليفربول التحضيرية.

أبعاد اقتصادية وإعلامية للصفقة

على صعيد التوجيه الإعلامي، تُعد الصفقة متصدّرةً لعناوين أكبر وسائل الإعلام الرياضية في أوروبا، وفي حال تمكّن ليفربول من حسمها، فستخرج الأرقام بـ150 مليون يورو لتصبح ثاني الأغلى في تاريخ النادي بعد صفقة خافيير ماتا العام 2014 مقابل 37.1 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل نحو 44.5 مليون يورو آنذاك)، قبل أن يتهاوى الرقم ويتجاوز نفسه أكثر ثلاث مرات في تعاملات سوق الانتقالات الحالية. من ناحية اقتصادية، سيُحقّق ليفربول مكاسبٍ من عملية تسويق قميص الرقم عشرة باعتباره أيقونةً جديدةً للفريق، فضلاً عن منح فيرتس رغبةً في اللعب أمام عالمٍ من الجماهير العاشقة لكرة القدم في آنفيلد. كما ستُتيح له المشاركة في الدوري الإنجليزي المضغوط فرصةَ تعزيز تأثيره عالميًّا، وزيادة دخله الشخصي من عقود الرعاية التجارية والإعلانية في القارة الآسيوية والمشرق العربي على وجه الخصوص.

توقُّعات فنية وعملية دمج فيرتس في التشكيلة

في المقابل، وضعت تقاريرٌ عدة سيناريوهين محتملين لاستغلال اللاعب في كتيبة الريدز الفنية: الأول يعتمد على إشراكه كصانع ألعاب خلف ثلاثي الهجوم الأمامي لتأمين الرقابة الدفاعية والتحولات السريعة من الدفاع للهجوم، أما الثاني فيعتمد على تحريك فيرتس على الجناحين مع منح الفرصة لدورٍ هجوميٍ أقرب للعمق عندما تُتيح حاجة المباراة توسيع الخيارات أمام المدرب كلوب. وفي كلتي الحالتين، يُشير الخبراء إلى أن السرعة العالية في التحول بين المراكز تُعدُّ العامل الأهم لاستثمار إمكانات اللاعب، لا سيما مع خبرته في بنية الدوري الألماني الذي يعتمد على الضغط العالي في الميادين المتقدمة ومساندة زملائه أثناء استعادة الكرة أو الانطلاق نحو المرمى بسرعة.

خلاصة إمكانية إنجاح الصفقة وأثرها على مستقبل الريدز

تظل كل الأمور مرتبطة بحسم المفاوضات على مزيدٍ من الارتفاع في قيمة الانتقال مع إضافة متغيراتٍ تشجيعيةٍ للاعب ضمن عقده الشخصي، يُضاف إليها رغبة فيرتس الواضحة في خوض تجربةٍ جديدةٍ واثقاً من قدرته على الاغتنام الكامل لفرصة اللعب في الدوري الإنجليزي. وفي حال نجاحها، سيصبح اللاعب الألماني أكبر استثمارٍ ألماني في تاريخ ليفربول، وربما يُحدث نقلةً نوعيةً في الأداء الهجومي للفريق، إذ سيمنح خياراتٍ متعددةٍ في التحول التكتيكي ويُسهم في تخفيف الضغط عن المهاجمين الأساسيين. كما سيتيح إتاحة قميص الرقم عشرة للاعبٍ موهوبٍ جدًّا تواصلًا مع إرثٍ طويلٍ من الأساطير الذين صنعوا مجد الريدز في العقود الماضية. بكل تأكيد، فإن رقعة الشطرنج التي يحركها الريدز هذا الصيف تُظهر سعيهم لتثبيت موقعهم بين الكبار في أوروبا، واستعادة كرسي القمة الذي لطالما اعتادوا عليه.