الرغبة في مواصلة كتابة التاريخ
أوضح أرتيتا، نقلاً عن تصريحات الصحفي فابريزيو رومانو، أن طموح أرسنال لا يتوقف عند اجتياز باريس سان جيرمان، بل يتعداه إلى صنع إنجازات لم تشهدها خزائن النادي منذ عقود:
“ما نقدمه في دوري الأبطال هو جزء من قصة نكتبها مع هذه الجماهير الرائعة، ونحن نسعى للمزيد. التاريخ لا يُصنع بالنتائج فقط، بل بالمواقف التي يتحد فيها الفريق مع جمهوره في اللحظات الصعبة”.
ورفع أرتيتا سقف التوقعات قائلاً إن لقاء الغد سيكون فرصة لأرسنال لإرسال رسالة قوية للفرق الكبيرة في أوروبا، مفادها أن “المدفعجية” يمتلكون المقومات الفنية والنفسية لكسر عقدة المراحل النهائية.
دعوة لاستنفار المدرجات
جاءت النقطة الأبرز في حديث المدرب الإسباني حين حثّ أنصاره على الحضور بأعداد كبيرة، والمشاركة الفاعلة في تشجيع اللاعبين طوال التسعين دقيقة:
“نريد حلبة ضوضاء لا تهدأ، صوتٌ يُثني عزيمة خصمنا قبل انطلاق الهجمة الأولى. دعمكم يمكن أن يمنحنا ربع قوة إضافية في كل كرة مشتركة”.
ولتفادي أي أخطاء تنظيمية، ناشدت إدارة الأرسنال أنصاره الحضور باكراً والالتزام بتعليمات الدخول إلى الملعب، والتشجيع بأسلوب يضمن أمن وسلامة الجميع، مع الحفاظ على الزخم الصوتي مقابل خطوط التماس.
المعطيات الفنية وحالة التشكيلة
كشف أرتيتا عن استمرار غياب المدافع ريكاردو كالافيوري لعدم الجاهزية البدنية، بينما شهدت التدريبات مشاركة صعبة لكنها مهمة لكل من ميكيل ميرينو وبن وايت، اللذين سيخضعان للتقييم النهائي قبل تحديدهما في التشكيلة الأساسية. وقال المدرب:
“المشاركة في الحصة التدريبية لا تعني دائماً البدء في التشكيل؛ سندرس الوضع الصحي والفني بدقة لنتأكد من قدرتهم على العطاء طوال المباراة”.
وفي حال استمر غياب كالافيوري، من المتوقع أن يدخل أسلوب اللعب بتشكيل رباعي في الدفاع مع الثنائي بن وايت ومات تيرني على الأجنحة، وحضور ميرينو في عمق وسط الملعب الصحراوي لضبط الإيقاع والضغط.
قراءة تكتيكية لخصم الأمس واليوم

يعتمد باريس سان جيرمان على مرونة تكتيكية بين خطة 4-3-3 التقليدية وتحول مفاجئ إلى 3-4-3 في مراحل الضغط العالي، مع استثمار أجنحة تندفع للعمق مثل نيمار وكيليان مبابي.
ويرى أرتيتا أن الحسم يبدأ من إغلاق المساحات بين الخطوط، ومنع انتقال الكرة بسرعة من المدافعين إلى صناع اللعب:
“سنكون مضطرين لقطع خطوط التمرير الخلفية والاستعانة بالضغط الجماعي في وسط الملعب، مع الحفاظ على جاهزية خط الارتكاز للتحول سريعاً إلى الهجوم”.
كما أكد المدرب أن السر في إرباك “بي إس جي” سيأتي من تناوب الهجمات المرتدة وشغل المراكز خلف أظهرة الفريق الباريسي، مع تعزيز الاندفاع المتأخر للقاطرات الهجومية كأولي واتكينز أو غابرييل جيسوس.
نجوم المواجهة وأثرهم النفسي
سيتواجه على الجانبين نجوم سبق لهم إسعاد الجماهير في الأدوار الإقصائية: من جانب أرسنال، يعتمد أرتيتا بشكل بارز على إبداع بوكايو ساكا ومتابعة المدافع داروين نونيز للاختراق؛ أما باريس فيمتلك ترسانة من خبرات كأس أوروبا ممثلة في ليو ميسي ونيمار، إلى جانب قوة مبابي البدنية.
وستحسم مباراة الغد قدرة نجوم “المدفعجية” على مجابهة السرعات والمهارات الباريسية.
ذكريات اللقاءات السابقة وتوقعات ما قبل صافرة البداية

سبق للفريقين أن تنافسا في دور الثمانية أعوام 2016 و2021، حين نجح أرسنال في قلب تأخره خارج أرضه، بينما فرض “بي إس جي” سيطرته في أبوظبي بإياب 2021.
ويترقب المحللون أن تكون مباراة الغد مفتاحاً لسيناريوهات مختلفة، خاصة مع توازن القوى هذا الموسم.
ويُتوقع أن تكتسب مواجهة يوم الثلاثاء أهمية خاصة على مستوى النفسيات، إذ إن أي نتيجة إيجابية لأرسنال ستمنحه أفضلية معنوية قبل لقاء الإياب في “حديقة الأمراء” الأسبوع المقبل.
خاتمة وتطلعات ما بعد اللقاء
مع انطلاق صافرة البداية على ملعب الإمارات، ستختبر روح الفاعلية الجماهيرية التي طالما هيّأت “أنفيلد” للإنجازات، لكن هذه المرة في شمال لندن.
ويظل السؤال الأهم: هل سيبرهن أرسنال على قوته الفنية أمام واحد من أقوى الأندية الأوروبية، مدعوماً بصخب مدرجات ملأت الملعب قبل انطلاق اللقاء؟ ولكل متفرج مكانه في هذا الحدث، حيث يمكن لصيحات الحماس والدعم أن تصنع الفارق بين الدقائق العادية واللحظات التي يدخل فيها التاريخ.