التشكيلة الأساسية وغياب رافينيا
أشرك أنشيلوتي أربعة لاعبين في خط الدفاع وهم الحارس أليسون بيكر وفاندرسون وماركينيوس وأليكساندرو وأليكس ساندرو في الجبهة اليسرى. أما في خط الوسط فاختار المدرب ثلاثياً يتكون من كارلوس كاسيميرو في العمق، وبرونو جيمارايش وجيرسون إلى جانبه، فيما جاء الخط الهجومي بثلاثي يتألف من فينيسيوس جونيور وإستيفاو ويليان وريتشارليسون. ويلاحظ غياب نجم الجناح رافينيا بسبب الإيقاف لمباراة واحدة، ما أثر بشكل واضح على الحلول الهجومية وخيارات أنشيلوتي في بناء الهجمات، خاصة أن رافينيا يتمتع بالقدرة على قلب المباراة بصناعة الفرص وتسديد الكرة من خارج المنطقة.
أداء هجومي ضعيف ومزايا إكوادورية
لم ينجح السيليساو في فرض سيطرة هجومية حقيقية طوال الشوط الأول، إذ اقتصرت محاولاتهم على تسديدة واحدة مؤطرة عبر فينيسيوس جونيور دون أن تهز الشباك. وفي المقابل، بدا منتخب الإكوادور أكثر قوة من الناحية الهجومية واستحوذ على الكرة بنسبة 53% مقابل 47% للبرازيل، ما يعكس تفوق الضيوف في ملء مناطق وسط الملعب وتشتيت محاولات لاعبي السيليساو في صناعة اللعب. اعتمد الإكوادورو لاعبوه على التمركز الجيد خلف خط الوسط والاعتماد على الكرات الطويلة لاستغلال سرعة مهاجميهم، ونجحوا في إيقاف خطورة فينيسيوس وريتشارليسون باستمرار.
مقارنة بأداء ريال مدريد في الموسم الصفري
تناقل مشجعو البرازيل على مواقع التواصل الاجتماعي مقارنات بين أداء السيليساو تحت قيادة أنشيلوتي وما حدث لريال مدريد في الموسم الصفري الماضي، حيث بدا ريال مدريد كذلك عاجزاً عن تسجيل الأهداف ومحترفاً على الاستحواذ دون إنتاج هجومي فعّال. يرى الجمهور أن المشكلة ليست محصورة بغياب بعض اللاعبين، بل في طريقة تطبيق أنشيلوتي للخطة التي تتطلب لاعبين قادرين على تنفيذ تمريرات حاسمة وتحركات ذكية في العرضيات. وفي البرازيل، بدا أن غياب التناغم بين كاسيميرو وأرجل الوسط الأخرى أثر في القدرة على بناء الهجمات، بينما شعر المدرب بضرورة الاعتماد على لاعبين جدد من الجيل الشاب مثل إستيفاو ويليان من بالميراس لتعزيز الخيارات الهجومية.
فرصة استعادة الثقة في مواجهة باراغواي

لم تعد أمام البرازيل رفاهية التراخي في بقية مشوار التصفيات، إذ تحل ضيفة على باراغواي في الجولة السادسة عشرة من عمر المسابقة، ويجب على أنشيلوتي استثمار عاملي الأرض والجمهور لتصحيح مسار الفريق وتقديم وجه أفضل يليق بتاريخ السيليساو. وتأتي هذه المواجهة بمثابة تحدٍ حقيقي لأنشيلوتي لاختبار مدى قدرته على إدارة المواقف الصعبة سريعاً، سواء من خلال إعادة دمج رافينيا فور انتهاء الإيقاف أو منح لاعب وسط موهوب مثل إندريك الفرصة للظهور بشكل أكبر إذا لم ينجح الثنائي برونو جيمارايش وجيرسون في تنشيط الوسط.
عوامل تؤثر في مستقبل المدرب

تترقب الجماهير البرازيلية رد فعل كارلو أنشيلوتي بعد التعادل المخيب في الإكوادور، خاصة أن الوقت ما يزال مبكراً على إصدار أحكام نهائية، لكن التصفيات لا تتسع لكثير من الأخطاء. إذا انطلقت البرازيل بأداء مشابه في المواعيد القادمة، فإن التركيز سيتحول إلى أسئلة حول صلابة الخطة التكتيكية وقدرة أنشيلوتي على قراءة المنافسين وتعديل تشكيلته سريعاً. ويتوقع الخبراء أن يعود كاسيميرو إلى الدور الدفاعي العميق بشكل أكبر للحد من خطورة خط وسط الإكوادور، ويُرجّح أن يظهر أنشيلوتي بمزيد من الانضباط في التغطية خلف المهاجمين لمنع الاستحواذ الزائد الذي مَنح منتخب الإكوادور الأفضلية.
ختاماً، تحتاج البرازيل إلى إعادة بناء ثقتها سريعاً
فالتعادل السلبي أمام الإكوادور كشف هشاشة الآلة الهجومية وعجز التمرير الأخير. ولعل الفرصة سانحة أمام أنشيلوتي في مواجهة باراغواي لتعويض الأداء الباهت وصناعة انطلاقة جديدة تسهم في ضمان تصدر المجموعة مبكراً. كرة القدم لا تتوقف عند مباراة واحدة، ولكن ريال مدريد سيظل تحت المراقبة بعيون برازيلية تنتظر تألق السيليساو على غرار تألق النادي الملكي في مواسمه الذهبية.