انقلاب أزرق مفاجئ يهدد مصير العالمي: الهلال يزجّ نفسه في معركة التحكيم ضد النصر

عالم النصراويين يغرق في أزمات الانضباط والاحتجاج

عقب تعادل النصر مع التعاون 1-1 في الجولة 32 من دوري روشن السعودي، حُسم عمليًا مركز "العالمي" في الترتيب عند المركز الرابع برصيد 64 نقطة، مبتعدًا سبع نقاط عن وصافة الهلال، مع تبقي جولتين فقط على نهاية البطولة. هذا التعادل كان بمثابة الخطوة الأخيرة نحو استسلام نصراوي مبكر عن المنافسة على بطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا للموسم المقبل، لولا ورقة الاحتجاج المرفوعة ضد العروبة.

النصر طالب رسميًا بنقاط مباراة الجولة 23 التي خسرها أمام العروبة 1-2، بدعوى عدم أهلية مشاركة الحارس رافع الرويلي، الذي شكّل الظهور الأول له مصدر خلاف حول ما إذا كان لاعبًا هاويًا أم محترفًا وفق لائحة الاحتراف المحلية. وبعد رفض احتجازه في لجنتي الانضباط والاستئناف، لجأ "العالمي" إلى مركز التحكيم الرياضي، الذي قرر دراسة الملف بشكل عاجل، في انتظار جلسة الفصل النهائية.

ما وراء تدخل الهلال… “تداخل المصالح” يفتح الباب أمام المناورة القانونية

المفاجأة التي هزّت الوسط الرياضي كانت إعلان القناة الرياضية الرسمية عن تقديم الهلال خطابًا رسميًا إلى مركز التحكيم في الرياض، طالبًا حقه في التدخل بصفته ذي "مصلحة مباشرة" في نتيجة الاحتجاج. في استديو برنامج "نادينا" الفضائي، شرح الإعلامي عبد الرحمن الحميدي أساس طلب الأزرق قائلاً: "لدى الهلال مصلحة واضحة في منع إسناد النقاط للنصر؛ لأنه المتنافس المباشر على وصافة الدوري وبالتالي مقعد آسيا الثاني".

وبمقتضى نظام الاحتراف، يسمح للبطل بالانضمام كطرف ثالث إذا كان القرار القضائي يحسم مركزه في جدول المسابقة. وبذلك بات على لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي توضيح معنى "التفرغ الكلي" المنصوص عليه في لائحة تسجيل اللاعبين، خصوصًا أن العروبة أرفقت لمركز التحكيم عقد الرويلي الاحترافي الموقع من جانب النادي ومصدق من لجنة الاحتراف، إلى جانب تأييد لجنتي الانضباط والاستئناف لصحة تسجيله ومشاركته الرسمية.

تداعيات نزاع النقاط على خريطة التأهل الآسيوية

إذا نجح النصر في استعادة النقاط الثلاث، فإنه سيقفز إلى المركز الثاني بفارق فارغ عن الهلال، مع بقاء جولتين، ما يفتح أمامه أملًا ضئيلًا لتقليص الفارق بصعوبة إنقاذ ورقة المشاركة في دوري الأبطال الآسيوي للمرة الأولى منذ سنوات. أما في حال رفض الاحتجاج بصفة نهائية، فسيتأكد غياب "العالمي" عن نهائيات الأندية الآسيوية، بما يعنيه ذلك من خسائر مالية وتسويقية كبيرة، فضلاً عن صدمة معنوية سترافق الجماهير الصفراء في الموسم المقبل.

من الجانب الآخر، سيحافظ العروبة على رصيده الذي منحهم فرصة البقاء في الدوري الممتاز، ليدخلوا في معركة الجولات الأخيرة بطموح تجنيب الخطر قبل غلق ملف الهبوط. ولن يكون مستغربًا أن يسعى بعض أندية القاع لاستغلال هذه الحالة القانونية في الضغط على لجنة الانضباط قبل صدور الحكم النهائي، ما يزيد من الفوضى التنظيمية للاحتراف.

قراءة فنية: هل في جعبة النصر خطط بديلة لإنقاذ الموسم؟

وسط هذا المأزق القانوني، لا يزال ستيفانو بيولي مطالبًا بالتركيز على المباراة المتبقية ضد أحد، والتي باتت بطولة مصغرة في ذاتها، إذ أي تعثر فيها يعني انتهاء الأحلام نهائيًا قبل التوجه لموسم احترافي كامل من دون طموحات قارية.

يحتاج النصر إلى استثمار ورقة الاحتجاج قانونيًا، وفي الوقت ذاته إعادة الثقة في لاعبيه عبر تغييراته التكتيكية المحتملة، من خلال تقليص مساحة الخطأ الدفاعي والتركيز على سرعة التحول للهجوم. كما قد يلجأ المدرب الإيطالي للتركيز على الشباب في المباريات المتبقية، لإضفاء ديناميكية جديدة على الصفوف، بعيدًا عن الضغط النفساني الذي يعمّ غرف الملابس.

سيناريوهات متوقعة لقرار مركز التحكيم

1. قبول الاحتجاج كليًا:

سيحصل النصر على 3 نقاط إضافية، ما يعيد السيناريو تمامًا لتسخين المنافسة مع الهلال قبل جولتهما الحاسمة.

2. رفض الطلب وتأييد اللجنة:

ينتهي الأمل النصراوي في آسيا رسميًا، ويتأكد بقاء "العالمي" في خارج القارّية للموسم المقبل.

3. حكم وسط:

ربما يشهد القرار خصم نقطة أو احتفاظ بنقطة لكل طرف إذا اعتُمد تفسير متدرج لمعيار التفرغ، ما سيقلب حسابات ترتيب القاع قبل القمة.

مهما كانت النتيجة، فإن تدخل الهلال في معركة التحكيم سيمثل سابقة غير مسبوقة، ويطرح أسئلة حول حدود “التداخل” القانوني في نزاعات النقاط داخل البطولات المحلية. وبالطبع، سيُترجَم الحكم النهائي إلى ورقة ضغط ذهبت لتضيف حلقة جديدة في مسلسل حروب الكبار داخل دوري روشن السعودي.