في تطور مفاجئ هز أروقة النادي الأهلي السعودي، كشف المدرب الألماني ماتياس يايشله، الرجل الذي قاد “الراقي” إلى صدارة جدول ترتيب دوري روشن السعودي، بأن إدارة النادي قررت «عدم عرض تجديد عقده» للموسم المقبل. تصريحات المدرب جاءت بعد الفوز الكبير على الخلود (4-1) في الجولة 32 من المسابقة، وأشعلت لهيب الجدل حول مستقبل الفريق وخياراته الفنية في صيف 2025.
يايشله يكشف: “لم تجرِ أي مفاوضات للتجديد”
في المؤتمر الصحفي عقب مباراة الخلود، صرّح يايشله بمرارة غير متوقعة:
“لم يعرضوا عليّ التجديد نهائياً، لم تكن هناك أي محادثات حول الراتب أو تفاصيل العقد. لقد أجبرت نفسي دوماً على تقديم أفضل ما لديّ للحفاظ على استقرار الفريق، لكن قدرة الإدارة على اتخاذ قرارها كانت أكبر من رغبتي”.
التصريح يشير إلى أن الثنائي الفني والإداري لم يتواصل مع المدرب الألماني طوال الأسابيع الماضية، رغم تصريحاته المتكررة عن رغبته بالبقاء ضمن مشروع الأهلي الذي قاده هذا الموسم إلى 72 نقطة من 32 مباراة، بفارق مريح عن أقرب الملاحقين.
“الراقي” يتعاقد مع أليجري وتيارٌ جديد يعترض طريق يايشله
منسّق الشؤون الرياضية في الأهلي، طارق كيال، أشار عبر برنامج “كورة روتانا” إلى أن مجلس الإدارة اتخذ قراراً سابقاً بالتعاقد مع المدرب الإيطالي ماسيمليانو أليجري، وذلك قبل أي مفاوضات مع يايشله. وقال كيال:
“الأهلي كان يرغب في إضافة خبرة أليجري الأوروبية على مشروع الفريق، وقد تم توقيع العقد معه قبل جولة مباريات الإسبوع الماضي. يايشله كان يتمنى البقاء، لكن العروض الفنية والإدارية حسمت الأمر لصالح خطط الإدارة طويلة المدى”.
هذا القرار يعكس رغبة واضحة لدى الإدارة في منح الفريق “بصمة تكتيكية” جديدة مستمدة من نجاحات أليجري مع يوفنتوس وميلان خلال السنوات الماضية، خاصة في دوري الأبطال.
رد فعل محرز… “سأتحدث مع المدرب”
حرص نجم الأهلي، رياض محرز، على عدم الهروب من إظهار تضامنه مع يايشله، حين قال مقتضباً بعد اللقاء:
“لم أطلع بعد على تصريحاته بشكل كامل، لكن بالطبع سأبحث معه الأمر شخصياً لأعرف وجهة نظره وأسباب شعوره بهذا التهميش”.
ويُعد محرز – الفائز مع مانشستر سيتي بأربعة ألقاب للبريميرليج – من أبرز اللاعبين الذين استفادوا فنياً من فلسفة يايشله التكتيكية، خصوصاً بعد دمجه في أدوار وسط ملعب “الرواق الأيسر” ليقدم 11 هدفاً وصنع 8 آخرين خلال الموسم، رغم تقدمه في العمر.
كيف رأى الجمهور القرار الإداري؟
انقسمت ردود أفعال أنصار الأهلي على مواقع التواصل؛ بين من اعتبرت رحيل يايشله “خيبة أمل” لمشروع مستقر، خصوصاً بعد الثقة التي منحها لهم أمام الهلال والنصر، وبين من رأى أن استقدام أليجري خطوة طموحة قادرة على تسجيل الأهلي في خريطة الأندية القارية الكبرى، وتحقيق حلم دوري أبطال آسيا.
غرّد بعضهم: “رحيل يايشله غير مفهوم بعد هذا الأداء المتميز”، بينما رأى آخرون أن “أليجري سيعطينا درجات أعلى من الانضباط الدفاعي وسيسمح لنا بالمنافسة على الألقاب القارية”.
سيناريوهات الموسم المقبل
في ظل تأكيد تجديد عقد عدة لاعبين أساسيين (على رأسهم طالب عمر السومة وجيرالدو)، يستعد الأهلي بحملة انتقالات نشطة لدعم خط الوسط الدفاعي وعودة صفقات السوق المحلية. ومع قدوم أليجري، تزداد احتمالات التعاقد مع مدافعٍ صلبٍ يمتاز بإمكانيات لعب القدمين، إضافة إلى جناحٍ سريعٍ قادر على استكمال أدوار محرز الهجومية.
وتوقع محللون أن يضع الإنجليزي جاك جريليش أو البرتغالي رافينيا على رادار النادي لتعزيز الخيارات الفنية، خاصةً مع إقفال باب القيد الأجنبي بعد السماح بستة محترفين فقط.
خاتمة: هل سينجح “أليجري” حيث لم يتمكّن يايشله؟
بينما ودّع يايشله منصبه بعد موسمين مثمرين (2023–2025)، لا بدّ من الاعتراف بأنه ساهم في إعادة هيكلة صفوف الأهلي وتنظيم خطوط الدفاع والوسط، مع الحفاظ على مرونة هجومية مبهرة. لكن الإدارة تسعى للوصول إلى الألقاب القارية الكبرى، ولم تقتنع بممثلي البريميرليج المستقليين وحدهم.
يبقى السؤال الأهم: هل سيكتمل طموح إدارة الأهلي مع الكسندر أليجري الفائز بالثلاثية في ميلان سابقاً، أم أن فراق يايشله سيحرم الفريق من مشروعٍ ناجحٍ يليق بحجم وطموحات الجماهير في جدة والمنطقة العربية كلها؟ النهاية ستُكتب بأهدافٍ وألقابٍ في موسمٍ قد يشهد نقلةً نوعية في سجل “الراقي”.
