في ظل الاستعدادات المكثفة لخوض منافسات كأس العالم للأندية في يونيو المقبل بالولايات المتحدة، وضع مجلس إدارة النادي الأهلي ملف التعاقد مع مدير فني أجنبي جديد على رأس أولويات الصيف، تعويضًا للاقتصاد التكتيكي الذي بدا عليه الفريق تحت قيادة السويسري مارسيل كولر. وأكد الإعلامي كريم رمزي، عبر برنامجه الإذاعي، أن الإدارة تستهدف إغلاق صفقة المدرب في غضون أسبوع واحد، إلى جانب حسم تعاقدات ما قبل البطولة القارية لضمان جاهزية لاعبِي "القلعة الحمراء" والاستمرار في التلاحم مع خطط الاسترداد القاري.
حركة نشطة في سوق المدربين
كشف رمزي أن إدارة الأهلي تدخل في مفاوضات رسمية مع البرتغالي جوزيه غوميز، لكنها تواجه عراقيل تتعلق بتمسك نادي الفتح السعودي بالحفاظ على خدماته حتى نهاية الموسم. ويعد غوميز من المرشحين الذين سبق لهم قيادة فرق في الدوري السعودي وتعرفوا على أجوائه، غير أن الأهلي يفضّل في النهاية التعاقد مع مدرب شاب يمتلك رؤى تكتيكية حديثة وقادِرًا على تحقيق استمرارية طويلة الأمد. وفي حال تعذّر التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع، سيتجه الأهلي رسميًا إلى الخيار الثاني بنهاية الموسم.
خيار "الخبرة" متاح مع بينيتيز
في المقابل، تأكد تواصل الأهلي مع وكيل المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز، الساعي إلى العودة لمقاعد التدريب بقوة بعد تجاربه العالمية مع ليفربول وتشيلسي وريال مدريد. وأفادت المصادر بأن بينيتيز لم يرفض العرض الأحمر بشكل قاطع، لكنه يُفضّل البقاء في أوروبا، مع وجود عروض من أندية صينية وبرازيلية. ويعول الأهلي على مقومات المشروع الأسطوري لـ"الرجل الحديدي"، لا سيما قدرته على صناعة الانتصارات في البطولات القارية وإدارة غرف تبديل الملابس بخبرته العريقة.
الإبقاء على الطاقم المصري لتعزيز الاستقرار

حرصت إدارة الأهلي على الاحتفاظ بالثنائي المصري عماد النحاس ومحمد شوقي، اللذين سيكملان مهمتهما ضمن الجهاز الفني الجديد أيًا كان اسمه. وتأتي هذه الخطوة لضمان استمرارية التكامل الفني بين المدرب المحترف والفريق المحلي، مع الاستفادة من معرفة النحاس وشوقي العميقة بأسرار النادي وثقافته وتاريخه. كما يعكس التثبيت مدى رغبة الإدارة في تجنب هزة فكرية للاعبين بعد رحيل كولر المفاجئ.
تدعيم الصفوف قبل المونديال
بعيدًا عن مهمة المدرب، يواصل الأهلي تجهيز ملف الصفقات الجديدة قبل انطلاق بطولة الأندية الأبرز عالميًا، وذلك وفق تأكيد كريم رمزي. وتركز قائمة الاحتياجات على صانع ألعاب مميز في وسط الملعب لاختراق دفاعات المنافسين، ولاعب ظهير أيمن يمتاز بالسرعة، إضافة إلى مهاجم صريح يكمل ثلاثي الهجوم. ويعكف الجهاز الرياضي على دراسة ملفات محلية وأجنبية، مع إجراء اتصالات سابقة مع وكلاء يحظون بعلاقة جيدة مع النادي، لتعجيل إنهاء الإجراءات وتسجيل اللاعبين الجدد في القوائم الأفريقية والمحلية.
تحديات المفاوضات مع الفتح السعودي
تشير المتابعة إلى أن تمسك نادي الفتح بخدمات غوميز يأتي من حرص النادي السعودي على البقاء في المراكز المتقدمة بعد صعوده السريع للدوري للمحترفين. ويمنح الالتزام التعاقدي الأخير غوميز راتبًا مرتفعًا وبنودًا مالية محفزة للبقاء حتى نهاية يونيو، مما يُصعّب مهمة الأهلي ويزيد من ضغوط إنهاء الصفقة في الوقت المطلوب. ويتطلب فك الارتباط دفع مبلغ قابل للتفاوض أو تقديم بديل فني يلبي شروط الفتح لفسخ التعاقد قبل الأوان.
توقيت حاسم للمنافسة القارية

يعزز الحضور في كأس العالم للأندية مكانة الأهلي عربيًا وقاريًا، ويمنحه فرصة الاحتكاك بأندية عملاقة مثل إنتر ميامي الأمريكي وبالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي ضمن المجموعة الأولى. ويعود آخر ظهور للأهلي في هذه البطولة إلى نسخة 2021، حين ودّع من الدور الأول، مما يجعل التعاقد مع مدير فني قادر على قراءة مباريات وجهاً لوجه من الأمور الملحة أمام الإدارة.
ملامح المرشح المثالي
يرسم الأهلي صورة المدرب المطلوب في مواصفات عدة: شاب عمرًا ولاعب كرة قدم سابقًا، يجيد اللغة الإنجليزية ويمتلك الرؤية التقنية الحديثة في الانتقال السريع بين الدفاع والهجوم، مع قدرة على التحفيز النفسي والمرونة الفكرية في تغيير التشكيل وفقًا لظروف اللقاء. وقد يضم المرشح قائمة تجارب سواء في الدوريات الأوروبية المتوسطة مستوى أو بعض الدوريّات الخليجية التي تختبر ضغوط المباريات القارية.
سيناريوهات مرتقبة
في حال انتهاء المفاوضات بنجاح مع غوميز خلال الأسبوع الجاري، سيتم الإعلان رسميًا عن المدرب الجديد، على أن يحضر مع فريقه جهازًا فنيًا متكاملًا ويبدأ حصصه التدريبية قبل مغادرة الأهلي للولايات المتحدة بأيام معدودة. أما إذا تأجل القرار حتى نهاية الموسم، فسيحصل غوميز على الموافقة المبكرة، فيما يتولى النحاس وشوقي المرحلة الانتقالية خلفًا نبلاً لفترة مؤقتة قبل وصوله.
آمال الجماهير وتطلعات الإدارة
يرفع أنصار الأهلي سقف تطلعاتهم بالعودة لمنصة التتويج الآسيوي أولًا ثم المنافسة على كأس العالم للأندية؛ فالمدرب الجديد سيُختبر فورًا في مواجهة كبيرة ضد فرق عالمية، ما يجعل المسألة أكثر إثارة. وعلى الإدارة مسؤولية ضمان استقرار فني ينسجم مع استراتيجية الفريق للاعبين المحليين والأجانب قبل الانخراط في تحدٍّ عالمي بألوان الأهلي الحمراء.
في الختام، تبدو المعادلة أمام الأهلي بسيطة لكنها دقيقة: إنهاء صفقة المدرب الأجنبي في أسرع وقت، وتعزيز التشكيلة بوجه استعجالي، لتبرز "القلعة الحمراء" في مونديال الأندية بصورة تليق بتاريخها العريق وتعود إلى خط المنافسة بأكبر قوة تقنية ونفسية.