شهدت مباراة الأهلي المصري أمام شباب بلوزداد الجزائري، والتي انتهت بفوز "المارد الأحمر" 6-1، حالة من الغضب الكبير من جماهير الأهلي، وذلك رغم الانتصار الكبير في دوري أبطال إفريقيا. هذه الأزمة لم تنحصر فقط في الخسارة السابقة أمام باتشوكا المكسيكي، بل تصاعدت بسبب بعض التصريحات والمواقف التي أثارت استياء الجمهور تجاه لاعبي الفريق والإدارة الفنية.
غضب جماهيري قبل المباراة وتأثيره على الفريق
قبل المباراة، كان جمهور الأهلي قد عبّر عن غضبه من تصرفات بعض اللاعبين، وخاصة بعد الهزيمة أمام باتشوكا المكسيكي. وقد رصدت كاميرات استاد القاهرة هتافات جماهير الأهلي ضد بعض اللاعبين مثل محمد الشناوي وحمد عبد المنعم كهربا، بالإضافة إلى رسائل غاضبة تم توجيهها للفريق والإدارة الفنية. هذه الهتافات والمطالبات بتصحيح المسار جعلت اللاعبين يشعرون بالضغط قبل انطلاق المباراة، مما انعكس على تفاعلهم مع الجمهور بعد نهاية اللقاء.
رفض الاحتفال مع الجمهور: بداية الأزمة
بعد انتهاء المباراة بفوز الأهلي 6-1، رفض اللاعبون الاحتفال مع جمهورهم، وهو ما أثار تساؤلات حول العلاقة بين الفريق وجماهيره. كان من المتوقع أن يذهب اللاعبون للاحتفال مع الجماهير وتأكيد عزمهم على استمرار الانتصارات، لكن ما حدث كان مفاجئًا حيث توجه اللاعبون إلى غرف الملابس مباشرة بعد المباراة.
في اللحظات التي تلت المباراة، حاول محمد الشناوي، حارس مرمى الأهلي، التوجه نحو الجماهير للاعتذار لهم على تصرفات اللاعبين السابقة، ولكن المدير الرياضي للنادي، محمد رمضان، رفض ذلك بشدة وقال له: "لا يا شناوي". وأضاف محمود كهربا قائلاً: "لا محدش يروح للجماهير، يلا كله على غرفة الملابس". هذا الرفض للاحتفال مع الجماهير أثار تساؤلات عن العلاقة بين الفريق وجماهيره ومدى تأثرها بالأزمة الأخيرة.
موقف جمهور الأهلي: العتاب على الأداء وليس الخسارة
في تعليق له على الأزمة، تحدث نجم الأهلي السابق وليد صلاح الدين عن هتافات الجمهور ضد اللاعبين وقال: "كان نفسي من الجمهور أن يوجه العتاب أو الرسائل للفريق ككل وليس أشخاص فقط. كباتن الأهلي طوال تاريخه لهم مكانة كبيرة يجب احترامها. الشناوي تحمل انتقاد الجماهير بثبات انفعالي". وأشار إلى أن هذا العتاب يعتبر جزءًا من حب الجمهور للنادي، وقال: "الجمهور دائما ينتقد على التقصير وليس بسبب الخسارة. إذا قدمت ما عليك، فإن الجمهور سيقدر ذلك حتى وإن خسرت".
وأضاف: "الموضوع يعدي بين الأب والابن، وهي عادة في الأندية الكبيرة حيث يحرص الجمهور على توجيه الرسائل في الوقت المناسب".
تصريحات كولر: تأثير غضب الجماهير على الفريق
من جانبه، أبدى المدير الفني للأهلي، مارسيل كولر، رأيه في تأثير غضب الجماهير على أداء الفريق في بداية المباراة. وقال كولر في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: "مباراة اليوم كانت صعبة للغاية، السبب في ذلك أن الجماهير لم تساند اللاعبين بقوة في البداية. هذه خسارة في حد ذاتها، ففي كرة القدم من الوارد أن نتعثر في النتيجة". وأوضح أنه رغم تأخر الفريق في الشوط الأول، إلا أن اللاعبين استطاعوا العودة في الشوط الثاني وتسجيل خمسة أهداف رائعة.
وتابع كولر: "لم نلعب بشكل جيد في الشوط الأول، ولكننا تحدثنا مع اللاعبين بين الشوطين، وأكدت لهم ضرورة اللعب بشكل إيجابي. ونجحنا في تسجيل خمسة أهداف في الشوط الثاني". وأشار إلى أهمية التركيز في المباريات المقبلة، مؤكدًا أن الأهلي بحاجة لدعم جماهيره في هذه المرحلة.
حديث كولر عن الشناوي وتأثير الهتافات على الهدف
تعليقًا على الهدف الذي تلقاه الشناوي في الشوط الأول، قال كولر: "لا يمكنني الحكم على كيفية استقبال هذا الهدف بشكل كامل الآن. سأشاهد المباراة مرة أخرى لتحديد المتسبب في الهدف ثم أخبركم". وأشار إلى أن الشناوي من اللاعبين الذين يتحملون المسؤولية ويتعاملون مع الانتقادات بشجاعة وثبات انفعالي.
وأضاف: "جماهيرنا عظيمة ونحن نعرف أن لديهم الحق في الغضب في بعض الأوقات، لكننا توقعنا منهم المساندة اليوم، خصوصًا في ظل صعوبة المباراة".
اللاعبون والجماهير: ضرورة الاحترام المتبادل
أما عن موقف اللاعبين من عدم الاحتفال مع الجماهير بعد المباراة، أكد كولر أنه يفهم موقفهم وقال: "فخور بالجماهير ونحتاج إلى دعمهم في جميع الأوقات، ولكن يجب أن يكون هناك احترام متبادل من جميع الأطراف. كيف يمكنني أن أسب لاعبًا قبل المباراة ثم أذهب للاحتفال معه بعد المباراة؟ من الصعب جدًا أن يحدث ذلك".
وأضاف كولر: "نحن في كرة القدم نريد الفوز في كل مباراة، ولكن أحيانًا تحدث الإخفاقات. نحن بحاجة إلى دعم جمهورنا ونحن في حاجة إلى أن يكون لدينا احترام متبادل، سواء من اللاعبين أو الجماهير".
الختام: أزمة داخل الأهلي رغم الفوز الكبير
على الرغم من فوز الأهلي الساحق ب6-1، فإن الأزمات الداخلية بين اللاعبين وجماهيرهم ما زالت تلقي بظلالها على الفريق. هذه الأزمة تعكس الحاجة الماسة للعمل على تحسين العلاقة بين الطرفين لضمان استقرار الفريق، وتوحيد الجهود نحو تحقيق الأهداف المستقبلية.