خلفية الأزمة وتصاعدها
انقطع زيزو عن أداء تدريبات الفريق الأبيض منذ أكثر من أسبوع، في أعقاب أنباء صحفية أفادت بتوقيعه عقداً مبدئياً مع غريمه اللدود الأهلي لمدة أربعة مواسم تبدأ من الموسم المقبل. وأسفر غياب اللاعب عن هجوم حاد على سلوكه من جانب جماهير الزمالك، الذين عبر بعضهم عن غضبهم في ملاعب النادي، حيث أُزيلت صوره من اللوحات الدعائية وجُرّدت ملابسه التدريبية بشكل مهين أمام العمال.
مطالب اللاعب ورسالة المحامي
كشف مصدر مقرّب من اللاعب أنّ زيزو طلب من محاميه إرسال خطاب رسميٍّ إلى إدارة الزمالك للتأكيد على نقطتين أساسيتين:
- تعهد مجلس الإدارة بالحفاظ على سلامته: ضمانات ضد أي اعتداء أو مضايقة في حال حضوره الجلسة أو التدريبات.
- إلغاء أية عقوبات محتملة: التراجع عن إجراءات لائحة “الغياب دون عذر” والترحيب بعودته فور صدور البيان الرسمي.
ويقول المحامي إنّ زيزو لن يحضر قبل توقيع رئيس النادي أو أمين الصندوق على التزام يرفع عنه مسؤولية أي تصرف غير قانوني من قِبل موظفي النادي أو جماهيره.
ردّ إدارة القلعة البيضاء

من جانبها، أبلغت اللجنة المكلفة بشؤون الاحتراف في الزمالك اتحاد الكرة المصري بغياب اللاعب المتكرر، بما في ذلك تغيبه عن مباراة الفريق الأخيرة في الدوري رغم ارتباطه بعقدٍ ساري حتى نهاية الموسم. وأشارت إدارة النادي، في خطاب رسميٍّ إلى الاتحاد، إلى أنّ “زيزو يتغيّب دون عذر عن التدريبات والمباريات، وهو ما يستوجب تطبيق اللائحة داخليًّا”.
وفي تعليق مقتضب، أشار مصدر إداري إلى أنّ “كل ما يرد على لسان الإعلام بشأن تأخر صرف مستحقات مالية للاعب لا أساس له من الصحة”، مؤكدًا أنّ خزينة القلعة البيضاء وفّرت كافة مستحقات زيزو في وقتها.
أصداء داخل غرفة الملابس
تقول مصادر في أروقة الفريق إنّ الخلاف مع زيزو أوقع حالة من الانقسام بين اللاعبين، إذ يرفض بعضهم ربط مستقبل الفريق بمناكفاتٍ قانونية تعيق الانضباط، بينما يرى آخرون أنّ تأمين سلامة زميلهم شرط لاستعادته فوراً وعودته للانسجام داخل الملعب. وقد عقد الجهاز الفني عدة اجتماعاتٍ داخلية لخفض منسوب التوتر وتركيز الطاقة على مهمة حصد النقاط وضمان صدارة الدوري.
تأثير الأزمة على مستقبل الموسم

تبقى عودة زيزو ضروريةً للجهاز الفني في المرحلة القادمة، خصوصًا مع اقتراب حسم مركز القمة في الدوري ومباراة نصف نهائي كأس مصر. وعليه، فإنّ تجميد عقده حتى يونيو المقبل يعني خسارة عنصرٍ إبداعي محوري في صناعة اللعب والهدّاف الأبرز في الفريق لمباريات حاسمة. وفي حال تعذّر التوصل إلى تسوية ودية، فقد يلجأ كلا الطرفين إلى لجان الاتحاد المصري أو المحكمة الرياضية للفصل في النزاع، ما سيضع الزمالك أمام خطر خصم نقاط أو إيقاف اللاعب لفترة إضافية.
السيناريوهات المتوقعة
- توقيع بيان الحماية والعودة للتدريبات: تعدّ هذه الخطوة الأسلس والأسرع لإنقاذ ما تبقّى من الموسم، بقيادة المدير الفني الذي يراهن على تألقه في الملعب.
- تصعيد الأمر قانونيًا: قد ينتقل الصراع من باب التحقيق الداخلي إلى جهات قضائية أو أزمة أمام لجنة التظلمات، الأمر الذي يخلق حالة سياسية وإعلامية متوترة.
- فصل العقد وفسخ الارتباط: في أقصى الحالات، قد يختار الزمالك إنهاء عقده بالتراضي ودفع التعويضات لتجنّب مزيد من الخسائر على أرض الملعب.
ماذا بعد؟
يهيمن هذا الملف على اهتمامات الجماهير وصناع القرار في النادي، وسط تبقي أقل من شهر على إغلاق باب القيد الصيفي. ويعمل مجلس الإدارة على دراسة خياراته بين الاستجابة لمطالب اللاعب أو فرض اللوائح، في حين يلقى زيزو دعمًا من محامين وخبراء احتراف يؤكدون حقه في بيئة عمل آمنة. وبانتظار اجتماعٍ جديد يُعقد داخل مقر النادي خلال الساعات المقبلة، يبقى الخيار أمام اللاعب والإدارة مفتوحًا لإعادة المياه إلى مسارها الصحيح قبل فوات الأوان.