وسط اهتمامٍ متزايد بصفقات الصيف، جاء اسم السعودي سالم الدوسري، جناح نادي الهلال ومنتخب بلاده، على لسان مسؤولي نادي الزمالك المصري كأحد الخيارات لتعزيز الجناح الأيمن في الموسم المقبل. وبحسب ما نقلته قناة "أون سبورت" المصرية، فقد عرضت لجنة اكتشاف المواهب في القلعة البيضاء اسم اللاعب الآسيوي بعد رحيل أحمد سيد "زيزو"، ما أثار حالةً من التقلبات داخل أروقة اللجنة الفنية والأجهزة الإدارية.
خلفية العلاقة بين الدوسري والهلال
يحتل الدوسري (31 عامًا) مكانةً مميزةً في تشكيلة الهلال، إذ يُعدُّ أحد أهم عناصر خط الهجوم منذ انضمامه للفريق عام 2017 قادمًا من الاتفاق السعودي. وحقق معه لقب دوري أبطال آسيا مرتين، كما توّج بلقب الدوري المحلي ثلاث مرات، قبل أن يمتد عقده حتى نهاية الموسم الجاري 2024–2025. وتوفّق الجناح الدولي في تسجيل الأهداف وصناعة الفرص، كما شارك مع المنتخب السعودي في كأس العالم 2022 واعتلائه منصة أفضل اللاعبين الآسيويين لعدة مواسم متتالية.
مفاوضات تجديد العقد تتعثر
على الرغم من الثقل الفني للدوسري، فإن إدارة الهلال لم تعلن حتى الآن عن اتفاق رسمي لتمديد عقده لمواصلة مسيرته مع الزعيم. ووفقًا لتقارير محلية، فإن تفاوض الرئيس فهد بن نافل مع وكيل اللاعب لم ينجح في تسوية ملف الشروط المادية والضمانات الرياضية، ما فتح الباب أمام عرضٍ مغرٍ من الجانب الأبيض. كما كان جناح الهلال محلّ ترشيحات للعب في الدوري الأمريكي والياباني، غير أن العرض المصري جاء مجانياً دون أي رسوم انتقال، مستفيدًا من انتهاء عقده.
أسباب رغبة الزمالك في ضمه

1. خيار هجومي مُجرب: مع رحيل "زيزو" إلى الأهلي السعودي، يبحث الأبيض عن جناحٍ يجمع بين الخبرة والتمريرات الحاسمة، وهو ما يقدّمه الدوسري على صعيد صناعة اللعب والانطلاق في المساحات الخلفية.
2. دون مقابل مالي: انتهاء عقد اللاعب يتيح لعدة أندية التفاوض بحرية مع احتفاظ الهلال بحق التفاوض حول مستحقاته المالية على هيئة مكافآت.
3. تعزيز الثقافة القتالية: يتميز السعودي بقدرته على قيادة الخطوط الأمامية والضغط على دفاعات الخصوم، ما ينسجم مع فلسفة اللعب المرتكزة على المرتدات السريعة في ملعب "عبد اللطيف أبو رجيلة".
ردّ ميدو وتقدير الراتب الكبير
رغم الإيجابيات الفنية، وصف أحمد حسام "ميدو" – عضو لجنة التخطيط في الزمالك – الصفقة بالمستحيلة في تصريحاتٍ لجريدة "التحرير"، مشيرًا إلى راتب الدوسري الضخم الذي يصل إلى نحو 3 ملايين دولار سنويًا (ما يعادل 60 مليون جنيه مصري بحسب سعر الصرف الحالي). وقال ميدو:
"نحن نسعى للاعبين يمكننا تحمل أعباء رواتبهم وفقًا للميزانية المقررة، وتبقى الراتب السنوي للسعودي خارج نطاق إمكانياتنا حتى عند انتهاء عقده مع الهلال."
وانطلاقًا من ذلك، بحثت اللجنة عن بدائل أخرى في مركز الجناح، ضمنها:
• ديريك كوتيسا (24 عامًا) لاعب سيرفيت السويسري: الذي أبدع في الدوري السويسري وشارك مع منتخب الكونغو الديمقراطية.
• كريم البركاوي (23 عامًا) جناح مغربي موهوب: سبق له اللعب في الدوري البلجيكي وحرمه الإعارة الأخيرة من فرصة الاستمرار في أولمبيك مارسيليا.
ويضع الأبيض هذين الاسمين على رأس الأولويات من حيث القيمة التسويقية والراتب المناسب (يتراوح بين 300 و500 ألف دولار سنويًا)، فضلًا عن إمكانية حصولهما على الجنسية المصرية مستقبلًا للاستفادة منهما في القيد المحلي كإعارة للإحصاءات.
تحديات وأفق المستقبل

يبقى تحدّي الأبيض في كيفية المزج بين ضرورة رفع كفاءة الخطوط الهجومية واحترام سقف الرواتب المفروض من رابطة الأندية المصرية، خاصة مع المنافسة القوية على لقب الدوري والاهتمام بالمشاركة في دوري أبطال إفريقيا الموسم المقبل.
من جهةٍ ثانية، إذا أصرّ الدوسري على الانتقال مجانًا، سيمنح ذلك الأبيض فرصةً لإضافة اسمٍ كبيرٍ بقيمةٍ تسويقية وعلامة تجارية مميزة للقلعة البيضاء في السوق الخليجي، فضلًا عن توجهه لتوسيع قاعدة جماهيره في السعودية.
نظرة تقنية لخيار الدوسري
في خططه التكتيكية، يمكن للأبيض الاستفادة من سرعة الدوسري في جهة الملعب اليمنى، مع توظيفه في أنظمة 4-2-3-1 أو 4-3-3. وتكمن قيمة اللاعب في:
• اختراق العمق: قدرته على التقدم بالكرة حتى حدود منطقة الجزاء.
• التسديد القوي: معدل تسديداته المباشرة على المرمى يتجاوز 45% من محاولاته.
• التأقلم مع الدفاع الصحّي: مساعدة الفريق في واجب الضغط العالي والتحول السريع للعودة للدفاع عند فقدان الكرة.
خلاصة وتوقعات الانتقالات
مع بقاء بضعة أشهر على فتح فترة التعاقدات الحرة، يتضح أن الأبيض أمام خياراتٍ متعددةٍ لتدعيم الجناح، فبعد استبعاد فكرة ضم سالم الدوسري لصعوبة أجوره المرتفعة، يتركز النقاش حول ديريك كوتيسا وكريم البركاوي كبدائلٍ عمليةٍ تحقق التوازن الفني والمالي المطلوب. وفي حال حسم اللجنة مصير صفقات جوانب الهجوم قبل انطلاق معسكر الإعداد للموسم الجديد، فإن الأبيض سيكون مستعدًا بقوةٍ لخوض الموسم بكل قوته التنافسية.