توماس بارتي بين أرسنال وبرشلونة وأتلتيكو مدريد: مستقبل غامض وتحركات محتملة

ينتهي عقد لاعب وسط أرسنال، الغاني توماس بارتي، في صيف 2025، ويبدو أن مستقبله يثير اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى. من بين أبرز الأندية المهتمة ببارتي، يأتي كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد، اللذان يتطلعان إلى تعزيز خط الوسط بلاعب يتمتع بقوة بدنية وقدرة عالية على الربط بين الدفاع والهجوم. هذه التحركات المحتملة قد تشعل سوق الانتقالات القادم، خاصة في ظل تراجع دور بارتي في التشكيلة الأساسية لأرسنال بعد الإصابات المتكررة التي تعرض لها.
1. توماس بارتي ومسيرته مع أرسنال
توماس بارتي انتقل إلى أرسنال في صيف 2020 قادمًا من أتلتيكو مدريد في صفقة بلغت قيمتها 50 مليون يورو. اعتُبر هذا الانتقال نقلة نوعية لخط وسط الفريق اللندني، خاصة أن بارتي كان واحدًا من أفضل لاعبي الارتكاز في الدوري الإسباني، حيث تمتع بقدرات كبيرة في قطع الكرات، بناء الهجمات، والتدخلات الحاسمة.
أ. بداية قوية وإصابات متكررة:
- أداء بارتي المبكر: عند وصوله إلى أرسنال، قدم بارتي مستويات رائعة في بداية مشواره مع الفريق، حيث أضاف قوة وانسيابية إلى خط الوسط. إلا أن مسيرته في النادي شابها العديد من الإصابات التي أثرت على مستواه واستمراريته.
- غياب المباريات: خلال المواسم الثلاثة التي قضاها في أرسنال، غاب بارتي عن عدد كبير من المباريات بسبب مشاكل عضلية وإصابات أخرى. ومع ذلك، عندما يكون في قمة لياقته، لا يزال يُعتبر أحد أهم لاعبي الفريق.
ب. تطور دوره في الفريق:
- تأثير الانتقالات الجديدة: مع وصول لاعبين جدد مثل ديكلان رايس، بدأ دور بارتي في التشكيلة الأساسية يتراجع قليلاً، حيث لجأ المدرب ميكيل أرتيتا إلى تدوير اللاعبين في خط الوسط.
- الجدل حول رحيله: هذا التغيير في دوره فتح الباب أمام التكهنات حول إمكانية رحيله في المستقبل القريب، خاصة مع اهتمام عدة أندية أوروبية بالتعاقد معه.
2. اهتمام برشلونة وأتلتيكو مدريد
مع اقتراب انتهاء عقده، بدأت بعض الأندية الكبرى في متابعة وضع توماس بارتي عن كثب. من أبرز هذه الأندية يأتي برشلونة وأتلتيكو مدريد، اللذان يبحثان عن تعزيزات في خط الوسط.
أ. برشلونة واحتياجاته في خط الوسط:
- نقص في اللاعبين: برشلونة، بعد رحيل سيرجيو بوسكيتس وبيع فرانك كيسي، يعاني من نقص في لاعبي الارتكاز القادرين على الجمع بين القوة البدنية والقدرة على بناء اللعب. على الرغم من وجود بيدري وفرينكي دي يونج في الفريق، إلا أن البارسا يفتقر إلى لاعب بقدرات دفاعية قوية يمكنه تقديم التوازن المطلوب في وسط الملعب.
- توماس بارتي كحل محتمل: بفضل قوته البدنية الكبيرة وقدرته على اللعب كارتكاز دفاعي، يُعتبر بارتي حلاً مثالياً لبرشلونة، خاصة في ظل اعتماد الفريق على اللعب بالاستحواذ وتفادي الهجمات المرتدة من الخصم.
ب. أتلتيكو مدريد ورغبة في استعادة بارتي:
- العودة المحتملة: كان بارتي لاعبًا أساسيًا في خط وسط أتلتيكو مدريد تحت قيادة المدرب دييغو سيميوني قبل انتقاله إلى أرسنال. والآن، بعد مرور ثلاث سنوات على رحيله، يبدو أن "الروخيبلانكوس" يرغبون في استعادته مرة أخرى.
- الاستقرار المأمول: سيميوني لطالما كان يعتمد على لاعبين يتمتعون بالقوة والصلابة الدفاعية في وسط الملعب، وبارتي كان واحدًا من أفضل لاعبيه في هذا الدور. عودته إلى أتلتيكو مدريد قد تضيف الاستقرار والقوة التي يحتاجها الفريق، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
3. تأثير رحيل بارتي على أرسنال
في حال قرر توماس بارتي الرحيل عن أرسنال، فإن الفريق سيواجه تحديات كبيرة في تعويضه، على الرغم من وجود خيارات متعددة في خط الوسط مثل ديكلان رايس ومارتن أوديغارد.
أ. استمرارية الإصابات وتأثيرها على قرار أرسنال:
- الإصابات: واحدة من العوامل التي قد تجعل أرسنال يفكر في السماح لبارتي بالرحيل هي الإصابات المتكررة التي تعرض لها خلال مواسمه مع الفريق. هذه الإصابات جعلت من الصعب الاعتماد عليه على مدار الموسم، وربما يُفضل النادي البحث عن بدائل أكثر استقراراً.
- البحث عن بديل: في حال رحيل بارتي، سيكون أرسنال مضطرًا للبحث عن لاعب بديل في سوق الانتقالات. قد يكون النادي مستعدًا للاستثمار في لاعب شاب يمكنه ملء الفراغ الذي سيتركه الغاني.
ب. أثر رحيله على التشكيلة الأساسية:
- تغييرات في الأداء: في الوقت الحالي، يعتمد أرتيتا على رايس وأوديغارد في وسط الملعب، لكن رحيل بارتي قد يؤدي إلى تغييرات في الطريقة التي يلعب بها الفريق. قد يحتاج أرسنال إلى إضافة لاعب وسط جديد يمتلك خبرة وقوة بدنية لتعويضه.
4. القرار النهائي: أين سينتهي المطاف ببارتي؟
مع تبقي عام واحد فقط على انتهاء عقده، سيواجه توماس بارتي قرارًا حاسمًا حول مستقبله. أمامه عدة خيارات:
أ. تجديد العقد مع أرسنال:
- احتمالية التجديد: لا يزال بإمكان بارتي تجديد عقده مع أرسنال إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مرضي للطرفين. قد يفضل اللاعب البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يلعب في واحد من أقوى الدوريات في العالم.
- احتمالية الاستمرار: إذا استعاد بارتي لياقته واستطاع تقديم مستويات جيدة، فقد يكون هناك مجال لإقناع إدارة النادي بتجديد عقده والبقاء كجزء أساسي من مشروع أرتيتا.
ب. العودة إلى أتلتيكو مدريد:
- الاستقرار: العودة إلى أتلتيكو مدريد قد تكون الخيار الأكثر منطقية، خاصة مع معرفة بارتي الجيدة بأسلوب لعب دييغو سيميوني والدور الذي يمكن أن يلعبه في الفريق.
- الاستقرار: العودة إلى نادي يعرفه جيدًا قد تمنحه الاستقرار والقدرة على استعادة مستواه السابق، خاصة أن سيميوني يعتمد كثيرًا على لاعبين بقوة بارتي في خط الوسط.
ج. الانتقال إلى برشلونة:
- فرصة كبيرة: الانتقال إلى برشلونة يمثل تحديًا جديدًا وطموحًا كبيرًا بالنسبة لبارتي، خاصة في ظل حاجة النادي الكتالوني لتعزيزات كبيرة في وسط الملعب.
- فرصة للمنافسة: برشلونة يُعتبر من أكبر الأندية في العالم، واللعب في صفوفه قد يُشكل فرصة لبارتي للمنافسة على الألقاب الكبيرة مثل دوري أبطال أوروبا.
الخاتمة
مستقبل توماس بارتي لا يزال غامضًا، لكن من المؤكد أن الفترة القادمة ستكون حاسمة في مسيرته الكروية. سواء قرر البقاء مع أرسنال أو العودة إلى أتلتيكو مدريد أو حتى خوض مغامرة جديدة مع برشلونة، فإن بارتي سيظل واحدًا من أبرز لاعبي خط الوسط في أوروبا. سيتعين عليه اتخاذ قراره بناءً على تطلعاته وطموحاته الشخصية، وكذلك على مدى استعداد الأندية المهتمة لتقديم العروض التي تلبي طموحاته المالية والرياضية.