في لحظات مؤثرة تعكس مدى التأثير الكبير الذي تركه توني كروس داخل أروقة ريال مدريد، لم يتمالك دافيدي أنشيلوتي، المدرب المساعد للفريق الملكي، نفسه وانهمرت دموعه أثناء حديثه عن اللاعب الألماني المعتزل. جاءت هذه المشاعر الجياشة خلال مقابلة عاطفية ضمن فيلم وثائقي تناول مسيرة كروس، ما كشف عن مدى العلاقة القوية التي جمعت بين اللاعب والجهاز الفني للفريق.
كروس.. ليس مجرد لاعب في ريال مدريد
تم تسليط الضوء على قصة اعتزال كروس عبر مقطع فيديو نشرته منصة أمازون برايم حيث ظهر دافيدي أنشيلوتي متأثرًا للغاية وهو يتحدث عن النجم الألماني الذي ودع ملاعب كرة القدم بنهاية الموسم الماضي. قال أنشيلوتي الابن بصوت مرتعش ودموع تنهمر من عينيه:
أنا متأثر للغاية كما ترى.. كروس لم يكن مجرد لاعب بالنسبة لي، لقد كان شخصًا استثنائيًا داخل وخارج الملعب.
لم يكن تصريح دافيدي مجرد كلمات عابرة، بل حمل بين طياته معاني أعمق عن مدى تأثير كروس على الفريق ككل، سواء من الناحية الفنية أو على صعيد الأجواء داخل غرفة الملابس.
عقد من الزمن.. إنجازات لا تُنسى مع ريال مدريد
قضى توني كروس عشر سنوات مذهلة داخل قلعة سانتياغو برنابيوحيث انضم إلى الفريق في صيف عام 2014 قادمًا من بايرن ميونيخ، ليصبح واحدًا من أعمدة خط الوسط في الفريق الملكي. خلال هذه السنوات، لعب دورًا حاسمًا في العديد من الإنجازات والبطولات التي حققها ريال مدريد.
أبرز ألقاب كروس مع ريال مدريد:
- دوري أبطال أوروبا (4 مرات) – كان أحد اللاعبين الرئيسيين في ثلاثية زين الدين زيدان التاريخية (2016-2017-2018)، كما توج باللقب مجددًا في 2022.
- الدوري الإسباني (4 مرات) – ساهم في تتويج الفريق باللقب مواسم 2016-17، 2019-20، 2021-22، و2023-24.
- كأس العالم للأندية (5 مرات) – عزز هيمنة ريال مدريد العالمية.
- كأس السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا – أضاف مزيدًا من الألقاب المحلية إلى خزانته.
لم يكن كروس مجرد لاعب وسط عادي، بل كان صانع ألعاب استثنائيًا، معروفًا بدقته الفائقة في التمرير، وقدرته على التحكم في نسق المباريات بذكاء خارق، وهو ما جعل رحيله عن الفريق خسارة كبيرة.
ريال مدريد يعاني في غياب كروس
بعد اعتزال كروس، حاول ريال مدريد البحث عن بدائل لتعويض الفراغ الذي تركه في خط الوسط، لكن المهمة لم تكن سهلة. ورغم وجود لاعبين واعدين مثل أوريلين تشواميني، فيديريكو فالفيردي، وإدواردو كامافينجا، فإن غياب كروس أثر بشكل واضح على أسلوب لعب الفريق.
يعتمد المدرب كارلو أنشيلوتي على لوكا مودريتش المخضرم في بعض المباريات، لكن الأخير لم يعد قادرًا على اللعب باستمرار بنفس المستوى السابق بسبب تقدمه في العمر. أما جود بيلينغهام، فرغم تألقه الهجومي، إلا أنه ليس بديلاً مباشرًا لكروس من الناحية التكتيكية.
الأداء الحالي لريال مدريد في بعض المباريات أظهر الحاجة إلى لاعب بخصائص كروس، قادر على ضبط إيقاع اللعب والقيام بأدوار متعددة في خط الوسط. من المتوقع أن يعمل النادي على تعزيز هذا المركز خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، سواء من خلال ضم نجم جديد أو إعادة توزيع الأدوار بين لاعبي الفريق الحاليين.
المهمة القادمة لريال مدريد.. مواجهة صعبة في دوري الأبطال
بعد التعادل المخيب أمام أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، يركز ريال مدريد الآن على مهمته الأوروبية الصعبة، حيث يستعد لمواجهة مانشستر سيتي في ذهاب ملحق دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
ستقام المباراة مساء الثلاثاء على ملعب “الاتحاد”، في مواجهة ستعيد ذكريات المواجهة المثيرة بين الفريقين في نصف نهائي الموسم الماضي، والتي انتهت بتأهل السيتي بعد أداء استثنائي. ريال مدريد يدرك أن عليه تقديم مباراة قوية من أجل وضع قدم في الدور ربع النهائي، خاصة أن مانشستر سيتي يعد واحدًا من أقوى الفرق في البطولة.
مستقبل ريال مدريد بعد كروس.. البحث عن الحلول مستمر
في ظل أهمية المباراة القادمة، يدرك الجهاز الفني بقيادة أنشيلوتي أن الفريق بحاجة إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لتعويض توني كروس. في الوقت الذي يظل فيه بيلينغهام واحدًا من أبرز نجوم الفريق هذا الموسم، إلا أن ريال مدريد قد يحتاج إلى التعاقد مع لاعب بخبرة كروس ليكمل منظومة الوسط.
بعض الأسماء المطروحة لتعويض كروس في الصيف المقبل:
- جواو نيفيش (بنفيكا) – لاعب شاب يتمتع بقدرات تكتيكية كبيرة.
- برونو غيماريش (نيوكاسل يونايتد) – لاعب وسط متمكن بدنيًا وفنيًا.
- كيليان مبابي (باريس سان جيرمان) – رغم أنه ليس لاعب وسط، إلا أن قدومه سيغير طريقة لعب الفريق بالكامل.
مهما كانت الحلول التي سيختارها ريال مدريد، فإن ما هو مؤكد أن توني كروس سيظل جزءًا لا يُنسى من تاريخ النادي، وسيبقى أحد أفضل اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأبيض. ورغم رحيله، فإن تأثيره سيبقى حاضرًا في روح الفريق داخل الملعب وخارجه.
