
في مفاجأة قلبت صفحات التاريخ رأسًا على عقب، اختار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، سفير المجد في إنتر ميامي، هدفه النادر بالرأس في نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 على حساب مانشستر يونايتد في أولمبيكو روما، كأعظم لحظة تهديفية في مسيرته الاستثنائية التي تضم أكثر من 800 هدف بين الأندية والمنتخب. تصريحات “البرغوث” جاءت ضمن حملة “هدف في الحياة” الخيرية، التي تنسج لحظة فنية فريدة لهذا الاحتفاء الأيقوني.
كيف وصلت الكرة إلى اللؤلؤة؟
في ليلة 27 مايو 2009، ودّع برشلونة بقيادة بيب غوارديولا موسمًا أسطوريًا، حين حقق الثلاثية التاريخية (الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، دوري الأبطال)، ثم توسع الإنجاز إلى سداسية بإضافة السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية والسوبر الإسباني. وفي قلب هذا الإنجاز، ظهر ميسي في قمة تألقه وسجل برأسه هدفًا في الدقيقة الـ70 بعدما ارتقى بكل رشاقة لاستقبال عرضية تشافي هيرنانديز، الذي وزع الكرة من الجهة اليمنى بدقةٍ متناهية. لحظةٌ لم نعتد عليها من أفضل لاعبي الكوكب بفنه الأرضي وقدمِه الساحرة، جعلت هدفه بالرأس نادرًا وثمينًا.
لماذا اختاره ميسي؟

في فيديو قصير نشرته مؤسسة إنتر ميامي عبر حساباتها الرسمية وقالت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية إنه حصد أكثر من 50 مليون مشاهدة على إنستجرام، صرّح ميسي:
“أملك أهدافًا تجسد الإبداع والمهارة، وبعضها حمل قيمة تاريخية كبيرة، لكن ذلك الهدف بالرأس في نهائي الأبطال أمام مانشستر يونايتد ظل الأقرب لقلبی”.
أوضح “ليو” أن الحدث لم يكن مجرد إضافة لرصيده التهديفي، بل رمزًا لتنوع إمكانياته، ولفتة تؤكد أن أعظم اللاعبين قادرون على صناعة الفرق في كل تفاصيل اللعب، مهما يختلف الوضع التكتيكي أو طريقة التسديد.
مشروع فني يحوّل هدفًا إلى أسطورة
تحت عنوان “لحظة تتحوّل إلى أبدية”، تعاقدت مؤسسة إنتر ميامي مع الفنان رافيق أناضول، المبدع التقني المعروف بتحويل لقطات رياضية لأعمال فنية استثنائية. سيستخدم أناضول ملايين نقاط البيانات والزوايا والزمن المتسلسل لمشهد الهدف، ليطرح في مزادٍ خيري بنهاية يونيو القادم. وأشار ميسي إلى أنّه:
“كان لدي اطلاع مسبق على أعمال رافيق، والتقينا في ميامي، وسيكون مذهلاً رؤية كيف تتجسد لحظة رياضية في لوحة ثلاثية الأبعاد تفوق خيالنا”.
ويذهب ريع المزاد لدعم برامج تعليم كرة القدم والشمول الاجتماعي في أميركا اللاتينية، ما يجعل هذا الهدف ليس مجرد ذكرى بل وميض أمل للمواهب الصاعدة.
أرقام لا تُصدّق تُؤرخ لغزارة عطائه

قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة، سجّل ميسي 672 هدفًا رسمياً مع برشلونة، ليضيف بعد ذلك 32 هدفًا مع باريس سان جيرمان خلال عامين، قبل أن يختتم عقده مع إنتر ميامي برصيد 44 هدفًا حتى الآن في بطولة الدوري الأمريكي، ليصل إجمالي أهدافه مع الأندية إلى 748 هدفًا رسميًا، مضافًا إليها 112 هدفًا دوليًا مع منتخب الأرجنتين.
هذه الأرقام الضخمة لا تحكي سوى جزءٍ من أسطورةٍ أسست للمعايير القياسية في صناعة الأهداف، لكن لمثل هذا الهدف الذهبي الذي سجّله بالرأس مكانة خاصة، لأنه نادراً ما نراه يسدد من هذا الوضع.
ردود فعل الجماهير والإعلام
سرعان ما انهالت التعليقات على مواقع التواصل:
• “#الخوذة_الذهبية”: هاشتاغٌ تصدر مواقع التواصل في السعودية والأرجنتين، حيث اعتبره متابعون “خبث المباريات الكبيرة”.
• نشطاء ببوليفيا والمكسيك شاركوا لقطات الهدف أرفقوها بعبارات “هذا أروع اختراقٍ لرأس الدفاع”.
• محللون في “ليكيب” الفرنسية وصحيفة “ماركا” الإسبانية تناقلوا تصريحات ميسي، واعتبروها خبراً يستحق أن يتصدر عناوين الصحف العالمية.
ما ينتظر “ساحر المرمى” بعد الهدف المُلهَم
يستعد إنتر ميامي لخوض تحدٍ جديد في الدوري الأميركي، حيث يقوده ميسي لاستعادة مركز الصدارة في الموسم الجاري. وبينما يعيش النجم الأرجنتيني أجواء الفخر بلحظته الخالدة، يظل الجمهور العالمي يترقب إضافات جديدة لرصيده الذهبي، سواء في الملاعب أو عبر الفن، وما تزهو به شهادته بأنّ “ربما هناك أجمل من الكثير، لكنه بالنسبة لي يبقى الأفضل”.
ختامًا، قد نرى في المستقبل أهدافًا مذهلة من “الدون” الأرقى في التاريخ، ولكن ذلك الهدف الأسطوري الذي ارتقى فيه فوق الدفاع وسجل برأسه في أعظم نهائي دوري أبطال أوروبا لن يُمحى من ذاكرة كرة القدم، وسيظل عنوانًا لأهمية التنوع في الإبداع الكروي، وقدرة العباقرة على تحدي المألوف.