أظهر الأسطورة ريو فيرديناند دعمه المتواصل للنجم الدنماركي راسموس هويلوند لاعب مانشستر يونايتد، مقدماً نصيحة فنية تهدف إلى استعادة الثقة للمهاجم الشاب بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت أدائه في الآونة الأخيرة. جاءت توصية فيرديناند، التي نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، استجابة لتصريحات آلان شيرار، أسطورة الدوري الإنجليزي، الذي اعتبر أن هويلوند لا يناسب مركز قلب الهجوم مع كتيبة الشياطين الحمر.
تحديات في قلب الهجوم
خاض المهاجم الدنماركي صاحب الـ21 عاماً 45 مباراة مع اليونايتد في جميع المسابقات هذا الموسم، سجل خلالها 8 أهداف وصنع 4، وهو رقم يعكس إمكانياته الفردية وإن بدا دون المستوى المطلوب لنادٍ بحجم مانشستر يونايتد. ويواجه هويلوند ضغوطاً كبيرة للظهور بالشكل المنتظر، خصوصاً في ظل تكرار الأخطاء أمام المرمى وصعوبة استغلال الفرص المتاحة.
وقال إيريك تن هاج مدرب يونايتد سابقاً إن هويلوند يحتاج إلى «وقتٍ للتكيف» مع أسلوب اللعب سريع الإيقاع في الدوري الإنجليزي، وهو ما أكده نجم الدفاع ريو فيرديناند من زاوية أخرى، حين اقترح نقل الدنماركي إلى الجناح الأيسر أو الأيمن.
استفادة من مساحة الجناح
في تصريحاته للصحيفة البريطانية، شدد فيرديناند على أن هويلوند سيتخلص من بعض أزماته النفسية والفنية حالما حُرر من «قيود مركز رقم 9» التقليدي، وقال:
«لا أرى مانعاً من أن ينتقل راسموس إلى الجناح. عليه أن يختار الموقع الذي يُظهر فيه أفضل مهاراته. الحرية في نصف الملعب قد تساعده على الركض واستغلال سرعته دون الشعور بالضغط الدائم خلف المدافعين».
ويتمتع هويلوند بقدرات بدنية عالية، أبرزها السرعة والطبيعة الانفرادية في مواجهة حارس المرمى، لكن وضعه في قلب الهجوم يجبره أحياناً على المواجهات الثنائية القوية مع المدافعين اللاعبين فوق المستوى البدني، ما يؤثر على فاعليته أمام المرمى. أما اللعب على الجناح، فيمنحه مزيداً من المساحات للانطلاقة، ويقلل من الاعتماد على القوة الصرفة في مواجهة قلب الدفاع.
كيف ينعكس الدور الجديد على الأرقام؟

من منظور تكتيكي، قد يؤدي توطين هويلوند على الأطراف إلى زيادة أرقام مشاركته في صناعة اللعب، إضافة إلى تعزيز مساهمته في التمريرات الحاسمة. ففي مركز الجناح، يُتاح له فرصة استقبال الكرة في المساحات البينية، ما يزيد من نسبة مخاطراته الهجومية. كما أن تحركه الداخلي من الجناح إلى منطقة الجزاء sيسمح للاعبي الوسط والظهير المقابل بتغطية أطراف الملعب، وهو ما يزيد جاذبية الخطة التكتيكية لفريق المدرب.
وبالنظر إلى سجل اللاعب مع مانشستر يونايتد هذا الموسم (8 أهداف و4 تمريرات حاسمة)، فإن تغيير مركزه قد يرفع معدله التهديفي والتمريزي بنسبة تتراوح بين 20% و30%، استناداً إلى تجربة لاعبين سبق لهم الانتقال من قلب الهجوم إلى الجناح، مثل هاري كين عندما لعب لصالح توتنهام في بعض المباريات تحت قيادة مورينيو.
دعم فيرديناند للوجوه الشابة
يُذكر أن ريو فيرديناند، بصفته قائداً دفاعياً سابقاً في أولد ترافورد، لطالما حرص على تقديم الدعم للاعبين الشباب، خصوصاً أولئك الذين يفتقرون للتجربة اللازمة في الملاعب الإنجليزية. وفي مواجهة آلان شيرار الذي كان صريحاً في انتقاده لقدرات هويلوند، جاء موقف فيرديناند ليذكّر بضرورة منح الفرصة والإيمان بقدرات الشباب قبل الحكم النهائي عليهم.
وقال فيرديناند:
«هناك أمر واحد أقول لكل لاعب يمر بأزمة ثقة: بسّط الأشياء وارجع إلى الأساسيات التي أوصلتك إلى هذا الفريق».
وينطبق هذا المبدأ على راسموس هويلوند الذي وصل إلى يونايتد بعد تجربة بارزة في آندرلخت الإيطالي وأندية قارية أخرى، حيث اشتهر بإمكانياته الفردية قبل انضمامه لكتيبة الشياطين الحمر.
خطوة تطبيقية مستقبلية

إذا قرر الطاقم الفني لمانشستر يونايتد اتباع نصيحة ريو فيرديناند، فإن التنسيق بين المدرب وعدد من اللاعبين الرئيسيين مثل برونو فيرنانديز وولوك شاو سيكون محورياً. فهذه الأسماء قد تُسهم في تهيئة كراتٍ طولية وعرضية إلى هويلوند حين يلعب على الجناح، فيما يُتوقع أن يحظى بدعم زملائه في الوسط الذي يمتاز بالماركة والتمرير.
ورغم أن تغيير مركز اللاعب قد يبدو مخاطرة تكتيكية، إلا أن فيرديناند يرى أنها «ضرورة لإعادة إحياء ثقة اللاعب وجعله أكثر حرية على أرض الملعب». ولفت إلى أن الأمر يتطلب «اجتماعاً بين لاعب ومدرب وإدارة فنية لمناقشة الخطة الجديدة وتمشية تدربب خاص يركز على أعلى وأسرع حركة انطلاق».
نهاية بنظرة مستقبلية
في خضم التحديات التي يواجهها مانشستر يونايتد هذا الموسم، يبقى قرار إعادة توزيع الأدوار على أرضية الملعب من العناصر المؤثرة على الأداء الجماعي. وفي حال تبنى أولوية ريو فيرديناند، فقد يشهد جمهور أولد ترافورد ولادة نسخة جديدة من راسموس هويلوند أكثر فاعلية وإبداعاً. وبينما تبقى المناقشات الفنية دائرة في أروقة النادي، ينتظر عشاق الشياطين الحمر وضع الخطوات الأولى لتحويل هذه النصيحة الذهبية إلى واقع يُثمر أهدافاً وانتصارات.