
في أحد المؤتمرات الصحفية التي عقدت عقب خسارة الزمالك أمام فريق ستيلينبوش الجنوب إفريقي بهدف دون رد، تحدث المدير الفني البرتغالي جوزيه بيسيرو عن النتائج السلبية للمباراة واستبعاد أحمد مصطفى “زيزو” جناح الفريق من تشكيلة اللقاء، معبراً عن أسفه الشديد للنهاية الحرجة في بطولة الكونفدرالية، والتي أدت إلى توديع الفريق من المسابقة. جاءت تصريحات بيسيرو في إطار محاولته لشرح التفاصيل الفنية للمباراة وتوضيح التغييرات في التشكيلة، إلى جانب تسليط الضوء على مستقبل الفريق في بطولة الدوري المحلية.
قراءة شاملة لأحداث المباراة
في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد خسارة الزمالك بهدف دون رد أمام ستيلينبوش، أوضح بيسيرو أن الخصم لم يستغل سوى فرصة واحدة في المباراة، والتي نجح في تسجيلها، على الرغم من أن فريق الزمالك خلق عدة فرص قد تبدو واعدة. وأكد بيسيرو أن الفريق المنافس كان منظمًا في الدفاع ولم يشكل تهديدًا متواصلًا إلا في لحظات قليلة، مما رفع تساؤلات حول كيفية استغلال الزمالك للفرص التي أتيحت له.
قال بيسيرو: “الخصم خلق فرصة واحدة فقط في المباراة وتمكن من تحويلها إلى هدف، بينما بالرغم من خلقنا عدة فرص لم ننجح في استغلالها بالشكل المطلوب. الدفاع كان محكمًا من جانبهم ولم يشعروا بخطر كبير إلا في كرة واحدة”. هذه التصريحات التي جاءت في سياق تقييمه لأداء الفريق، أبرزت التحديات التكتيكية التي تواجهها الصفوف البيضاء أمام فرق قوية تعتمد على التنظيم الدفاعي والضغط العالي.
تفاصيل الاستبعاد والتغييرات الفنية

من بين أبرز النقاط التي تناولها بيسيرو في المؤتمر كانت قضية استبعاد اللاعب أحمد مصطفى “زيزو”، الذي كان محط أنظار جماهير الزمالك بلا شك. وأشار بيسيرو إلى أن استبعاد زيزو جاء في سياق الخطة الفنية للمباراة وأنه لم يكن الهدف من الحديث عن اللاعب بل التركيز على تقييم الأداء الكلي للفريق. فقد أوضح قائلاً: “زيزو لم يشارك في المباراة، والجميع يعلم الأحداث التي مر بها اللاعب خارج أرض الملعب، لكننا اليوم نتحدث عن مباراة كانت تعتمد على خطة تدريبية واضحة بتشكيلة 4-3-3، ورأيت أنها الأنسب لخوض هذا اللقاء”.
وأضاف بيسيرو أنه جاء تغيير طريقة اللعب نتيجة لرؤية فنية لحالة الفريق، حيث أثر هذا التغيير على بعض اللاعبين في تشكيل الفريق. وأشار إلى أن هذه التغييرات أدت إلى عدم الدفع للاعب صلاح مصدق، كما أن اللاعب محمود بنتايج لم يشارك كأساسي في اللقاء بعد غيابه عن مباراة الذهاب بسبب مشكلات في السفر. وفي المقابل، استفاد الفريق من أداء أحمد فتوح الذي ظهر بمستوى جيد في المباراة الأولى، مما أتاح له المشاركة في اللقاء الأخير.
التقييم الفني للمباراة والأداء العام
أكد بيسيرو أن الزمالك كان أفضل في الشوط الأول من اللقاء، حيث أظهر الفريق رغبة واضحة في السيطرة على مجريات المباراة وصنع الفرص رغم عدم ترجمتها إلى أهداف. إلا أن الفريق تعرض لبعض الثغرات في اللمسة الأخيرة لم يستطع استغلالها بشكل حاسم، خاصة مع التغيير الذي طرأ على طريقة اللعب خلال الشوط الثاني. وأفاد المدير الفني أن الفرق المنافسة قد تستغل أي خلل بسيط، مما أدى إلى النتيجة السلبية التي لم يكن يستحقها الفريق.
وأكد بيسيرو في حديثه: “أنا حزين جداً على النتيجة ونحن جميعاً كفريق نشعر بخيبة أمل كبيرة، إذ أن الزمالك لا يستحق هذه النتيجة، خاصةً وأن الأداء كان واعداً في الشوط الأول. المشكلة كانت في اللمسة الأخيرة ولم نتمكن من تحويل الفرص التي خلقناها إلى أهداف”. ويُظهر هذا التصريح مدى حرص بيسيرو على تحليل أدق تفاصيل المباراة والسعي الدائم لإيجاد حلول تقنية تكتيكية تعزز من فرص الفريق في المباريات القادمة.
تأثير الخسارة على الثقة الجماعية والمستقبل في الدوري

يبدو أن خسارة مباراة الكونفدرالية تترك أثرًا نفسيًا على الفريق، حيث أن جماهير الزمالك معروفة بطموحها الكبير وحبها المستمر للفوز. وفي هذا السياق، شدد بيسيرو على أن الجمود الناتج عن الخسارة لا يعني توقف النضال، بل هو دافع لإعادة تقييم الأداء واستثمار الدروس المستفادة في مبارياته القادمة ضمن الدوري المحلي. وأوضح قائلاً: “من الطبيعي أن يحزن الجمهور وهذا الشعور يبرز مدى شغفهم وحبهم للفوز. لكننا نعلم أن الزمالك سيحارب في بطولة الدوري، ونحن نسعى للفوز في المباراة المقبلة بكل عزيمة وإصرار”.
دروس مستفادة ورؤية مستقبلية
تعد هذه التجربة بمثابة درس مهم لكل من اللاعبين والإدارة الفنية. ففي حين أن استبعاد زيزو أثار جدلاً واسعًا، فإن تصريحات بيسيرو أكدت على ضرورة التركيز على الأداء الجماعي والخطط التكتيكية التي توضع قبل كل مباراة. ويبدو أن التغيير في طريقة اللعب – التي اعتمدت على نظام 4-3-3 – لم يكن كافيًا لتعويض بعض الثغرات التي ظهرت بشكل واضح، مما يدعو الجهاز الفني إلى إعادة النظر في الخيارات والتشكيلات استعدادًا للتحديات القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، أدت التغييرات المفاجئة في التشكيلة، مثل عدم مشاركة بعض اللاعبين الأساسيين بسبب ظروف سفر أو مشاكل فنية، إلى إظهار الحاجة إلى مزيد من الاستقرار في تشكيلة الفريق. إن بطاقة المنتخب والزمالك تحمل آمالًا كبيرة من الجماهير، وأي انزلاق في الأداء قد يترك تأثيرًا على مسيرة الفريق في البطولات المحلية والقارية.
خاتمة واستشراف للمستقبل
في الختام، تبقى تصريحات جوزيه بيسيرو بعد خسارة مباراة الكونفدرالية رسالة واضحة بأن كل مباراة تعتبر درسًا يمكن استثماره لتحسين الأداء في المستقبل. فبينما انتهت رحلة الزمالك في البطولة القارية بخسارة أمام ستيلينبوش، ينصب التركيز الآن على تحقيق نتائج إيجابية في دوري المحترفين، مع استعداد الفريق لإصلاح الأخطاء وتحسين الأداء التكتيكي في المباريات القادمة. ومع استمرار ضغط الجماهير وتوقعاتهم العالية، يبقى السؤال حول كيفية إعادة صياغة الخطط وتطوير استراتيجيات اللعب لضمان استعادة زخم الفريق وتحقيق الانتصارات التي يستحقها الزمالك.