
في ليلةٍ انفجرت فيها المشاعر والإعجاب بمهارة الفرعون المصري، تحول صمت الأوساط الرياضية إلى زوبعة من الانتقادات اللاذعة تجاه بيب جوارديولا، بعد هدفٍ خارقٍ أرسله عمر مرموش في شباك بورنموث. تلك اللقطة التي انطلقت من أكثر من 30 ياردة، لم تُخلف صدىً تقنيًا فحسب، بل أشعلت حربًا إلكترونية على مدرب مانشستر سيتي، وسط مطالبٍ حادة بإخراج صاحب الـ25 عامًا من الظل وإطلاق مسيرته بشكلٍ حرّ خارج أسوار “سيتي غراوند”.
القذيفة المصرية التي هزّت شباك كيبا
منذ صافرة البداية، بدا أن مرموش يحمل رسالةً مختلفةً تمامًا في أقدامٍ موهوبةٍ تبحث عن فرصة لإظهار قدراتها. ففي الدقيقة الـ12 من عمر الشوط الأول، تسلم الكرة على مشارف منطقة الجزاء، تراجع ببراعةٍ لفصل نفسه عن رقابة المدافعين، ثم سدد صاروخًا مدوٍّ اصطدم بالأقفال الحديدية للحارس كيبا أريزابالاجا، ليرقد في شباكه دون أدنى فرصة للتصدي. هذا الهدفة العنيفة نُشرت على كل منصات التواصل خلال ثوانٍ، وشاركها معلقون ومحللون على حدٍ سواء، دون أن تخفت وهج الإعجاب بروعة التنفيذ ودقّة المسافة.
غصة الجماهير من “ضياع” الفرص أمام أعين بيب
رغم الاستقبال الجماهيري الحار لتركيبة تشكيلة السيتي الجديدة بتعزيزاتٍ منها مرموش، سرعان ما تحولت ثيمة الحديث إلى احتيالٍ تكتيكيٍ يُلاحق جوارديولا. فقد عبّر مئات المشجعين عن استيائهم من مفارقة عدم توظيفه لموهبةٍ تبدو صالحة لتحطيم رقابع صُمّام الأمان الدفاعي لأي فريق. ونشر حساب @10blended تغريدة قال فيها:
“مرموش يصنع الفارق، لكن بيب يدفنه في الدكة – كارثة حقيقية لمسيرته!”
وفي تغريدة أخرى، اختزل @SheikhAP20i الأمر بقوله:
“اللاعب المصري كان بإمكانه قيادة هجوم السيتي… للأسف يُهدر على مقاعد البدلاء.”
أما المتابع @FreeAgen_ فقد اختار مقارنة ساخرة بسكا:
“مرموش سجل أهدافًا أكثر من ساكا بعد انتقاله لهذا النادي في يناير – ياليتها فرصةٌ موضوعةٌ في حساب جوارديولا!”
الثأر الرديف: الرد التكتيكي وجدل استمرارية “خيارات” بيب

لم يكتفِ عمر ببيع اللمسات الفنية فقط، بل تجاوب معه باقي نجوم السيتي سريعًا. إذ عزز بيرناردو سيلفا التفوق بهدفٍ ثانٍ قبل نهاية الشوط، ثم ختم نيكو جونزاليس الحسابات بهدف ثالث في الدقيقة 89، ليحسم الفريق الانتصار بنتيجة (3-1) ويجمع النقاط الضرورية للدخول في صراع دوري أبطال أوروبا مع الجولة الأخيرة أمام فولهام. ورغم أن المنطق التكتيكي لجوارديولا نجح في إنهاء المباراة بثلاثية نظيفة، إلا أن القلق الجماهيري لا يزال متصاعدًا بشأن سياسات “التناوب والحفظ” التي قد تُجهض مسيرة الشاب الصاعد.
الخيار الأخير: مواجهة فولهام وتأكيد البحبوحة الأوروبية
تأخذ معركة الصدارة منحنىً آخر الأحد المقبل، حين يلتقي السيتي مع فولهام بحثًا عن بطاقة التأهل المباشر لدوري الأبطال. الفوز في هذه المواجهة يعني ضمان موقعٍ في الكبار الموسم المقبل، بغض النظر عن نتائج ليستر أو تشيلسي. ومع ذلك، يراهن الجمهور على إشراك عمر منذ البداية، كدليل على أن بيب يعي أخيرًا ضرورة المنح الحقيقية للمواهب الواعدة، لا قمعها حفاظًا على “الاستقرار” الذي يرى البعض أنه أصبح ثقيلاً على كاهل الموهوبين.
نداءات لإعادة رسم الأدوار داخل غرفة الملابس

رغم أن فلسفة جوارديولا المبنية على السيطرة على الكرة وبناء اللعب من الخلف قد أثبتت جدواها عبر المواسم، يطالب المتابعون اليوم بتعديلها لتتناسب مع طموحات اللاعبين الشباب. فهم يرون أن التفوق التكنيكي وحده لا يكفي، وأن الجرأة على توظيف مرموش في مركزٍ أكثر هجومًا ستفسح له المجال لإظهار إمكانياته. وأجمع كثيرون على أن استثمار قدرات اللاعب المصري لن يفيد النادي فحسب، بل سيعزز دفاعات السيتيزون ضد اتهامات هدر المواهب التي تتكرر في الأندية الكبيرة.
سيناريوهات ما بعد اللقاء: تساؤلات حول مستقبل مرموش
بينما يبحث سيتي عن حسم مقعده الأوروبي، تعلو الأصوات المطالبة بإعارة مرموش أو حتى بيعه، تمهيدًا لمنحه وقت لعبٍ كافٍ في نادٍ آخر. وفي المقابل، يروج فريق من أنصار النادي لفكرة بقائه ومنافسته بقوة على مركز أساسي في التشكيلة. لكن الأكيد أن جلسة مع بيب في غرفة الملابس ستكون حاسمة في تقرير مسار اللاعب، الذي لا يرتبط عقده بتاريخ الاستحقاقات الأوروبية القادمة فحسب، بل بمستقبلٍ يتحول فيه من موهبةٍ مختبئة إلى صانع بطولات.
خاتمة: دراما السيتي تتواصل
لم تشهد لجنة كرة القدم في “السيتي غراوند” حالة سخطٍ جماهيريّ منذ زمنٍ طويل، كما يجري الآن بعد لقطات مرموش الخالدة. وبينما يبقى المدرب الإسباني الأسطورة في مأزق إدارة الطاقات الشابة، يقف عمر ومشجّعو الكرة المصرية والعالمية على أعتاب فصلٍ جديدٍ من معركة “إطلاق العنان” للموهبة. المشهد بات أكثر سخونةً قبل مواجهة فولهام، حيث ستتحدد ملامح تحوّل مرموش المخضرم من “جوهرة مدفونة” إلى “أيقونة هجومية” تعيد تشكيل خارطة المواهب في الدوري الإنجليزي الممتاز.