شهدت مواجهة البارسا وليجانيس مباراة حافلة بالتكتيك والقرارات المصيرية التي اتخذها المدرب الألماني هانز فليك، حيث اتخذ قراراً جريئاً غير مجرى اللعب وساهم في تسجيل هدف التقدم الذي أقنع الجماهير ورفع ثقة الصحافة الكروية في فلسفته التدريبية. فقد أشادت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية بالخطوة التكتيكية التي قام بها فليك، معتبرةً أن هذا التغيير قد أعاد تشكيل هيكلة فريق برشلونة بشكل واضح، مما ساعد الفريق على تحقيق الفوز بهدف دون مقابل في بوتاركي وفرض سيطرته على منافسه التقليدي.
القرار التكتيكي لفليك
في هذه المواجهة الهامة التي جاءت ضمن منافسات الدوري الإسباني، استطاع فليك أن يحرك بخبرته الواسعة عناصر الفريق بذكاء تكتيكي كبير، حيث أخرج رونالد أراوخو من أرض الملعب ودفع بالهولندي فرينكي دي يونج للدخول بين الشوطين. جاءت هذه الخطوة المدروسة بهدف تحسين طريقة بناء اللعب من الخلف، حيث اعتمد المدرب على مهارات دي يونج في كسر خطوط الضغط وتنظيم الهجمات من خلال المراوغة الدقيقة والتمريرات الحاسمة. وقد أضافت هذه التغييرات بُعداً جديداً في أسلوب اللعب الذي يتبعه الفريق الكتالوني، مما ساعده على فرض سيطرته في فترات المباراة الحاسمة.
رد فعل مدرب ليجانيس
من الجدير بالذكر أن التغيير الذي نفذه فليك لم يمر مرور الكرام على مدرب ليجانيس بورخا خيمينيز، الذي أدرك بعد ربع ساعة من انتهاء الشوط الثاني أن خطة فريقه قد تعرضت لمضاعفات كبيرة جراء التعديلات التكتيكية للفريق الكتالوني. لذا اضطر الخيمينيز إلى تعديل خطته الأصلية للدفاع والهجوم في الدقيقة 59 من اللقاء، في محاولة لدرء الهجمات المرتدة التي بقيت تشكل تهديداً على شباكه، فيما بدا واضحاً أنه تعلم من التجربة السابقة في مباراة الدور الأول التي خسرها فريقه بهدف في ميدانه، بعدما تأخر في تطبيق التغييرات حتى الدقيقة 66.
تأثير المباراة على ترتيب الدوري

لم تمر هذه المباراة دون تأثيرها على جدول ترتيب الدوري الإسباني، إذ استطاع فريق برشلونة بفضل هذا الفوز أن يتصدر الترتيب بفارق يصل إلى 7 نقاط عن غريمه التقليدي ريال مدريد. ويعتبر هذا التفوق مؤشراً واضحاً على أن التغييرات التي ينتهجها المدرب فليك لا تقتصر على تحويل أسلوب اللعب فقط، وإنما تمتد لتكون استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة بناء الفريق وجعله جاهزاً للتحديات القادمة سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي.
أهمية القرار التكتيكي في ظل المنافسة
أثار قرار فليك اهتمام الإعلام والصحافة الرياضية ليس فقط لأنه ساهم في تغيير نتيجة المباراة، وإنما لأنه جاء في وقت حساس يتطلّب من الفريق الكتالوني مواجهة ضغوط المنافسة الشديدة في منافسات الدوري الإسباني. ويعود ذلك إلى حقيقة أن البارسا يسعى دائماً لتقديم مستويات عالية في مواجهة أكبر الأندية الإسبانية، مما يفرض ضرورة الاعتماد على قرارات تكتيكية دقيقة وسريعة خلال المباريات. وفي هذا السياق، يمكن القول إن التغيير الذي اعتمده فليك برسم معالم جديدة لأسلوب اللعب لم يكن إلا استجابة للتحديات التي تواجه الفريق على أرض الملعب.
تحويل المباراة إلى معركة تكتيكية
تحولت المباراة في بوتاركي إلى معركة تكتيكية حامية، حيث استغل فريق برشلونة الفرصة لتطبيق خطة استراتيجية قوية قائمة على بناء الهجمات من الخلف ومن ثم الانتقال السريع إلى خط الهجوم. وقد ساعدت هذه الخطة في تقليل فرص الخصم بتسجيل أهداف مسبقة، ما دفع الفريق للتقدم بهدف ثم الحفاظ عليه حتى نهاية اللقاء دون استسلام من قبل الخصم. ومن المؤكد أن هذا الإنجاز قد بذل تأثيراً إيجابياً على معنويات الفريق، إذ عزز ثقته بنفسه في مواجهة التحديات المقبلة مع الفرق الكبرى مثل ريال مدريد وأندية الدوري الأوروبي.
ختام الرسالة

من ناحية أخرى، أدت التصريحات الثناء التي نالتها فكر في وسائل الإعلام إلى تعزيز سمعة المدرب فليك كواحد من أكثر المدربين قدرة على تعديل مجريات المباريات بحكمة واحترافية. إذ إن التغييرات التي طبقها وسط مباراة مهمة كهذه تثبت صحة النهج التدريبي الذي يتبعه الفريق الكتالوني، مما يؤكد جدارة قراره في الاستغناء عن بعض التشكيلات التقليدية والبحث عن التجديد الذي قد يحمل في طياته مفاتيح النجاح في المباريات الكبيرة.
في الختام، تُعد تجربة مباراة ليجانيس نموذجاً يحتذى به في كيفية الاستفادة من القرارات التكتيكية الذكية في تحويل مجريات اللقاء إلى لصالح الفريق. تعكس هذه الواقعة مدى أهمية المرونة والتكيف مع ظروف المباراة ومدى تأثير التغييرات الدقيقة على النتائج النهائية. وبينما يواصل برشلونة رحلته في منافسات الدوري الإسباني، يبقى الأمل معلقاً على تحقيق مستويات أعلى من الأداء تكفل للفريق منافسة قوية على كافة الأصعدة، مستنداً إلى قرارات فليك التي ترتكز على التحليل الدقيق والاستجابة السريعة للتحديات التي تفرضها كل مباراة.