يستعد عشاق كرة القدم الأوروبية لمتابعة مواجهات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنسخته الحالية، حيث تتقاطع طرق ثلاثة من كبار القارة العجوز: إنتر ميلانو الإيطالي وبرشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، أعلن النجم البرتغالي السابق لويس فيغو، الذي توج مع “النيراتزوري” باللقب الإيطالي قبل أن ينتقل إلى “البلوغرانا” ويكتب تاريخًا في “الكامب نو”، عن اختياراته وتوقعاته لهذا الموسم.
دعم لإنتر ضد برشلونة
كشف فيغو، في تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، عن دعمه الكامل لإنتر ميلانو في موقعة نصف النهائي التي سيواجه فيها العملاق الإيطالي فريقه القديم برشلونة. وقال صاحب الكرة الذهبية عام 2000:
“على الرغم من صعوبة تحديد مرشح واضح في نصف النهائي، فإنني أساند إنتر أمام برشلونة وأتمنى أن تحسم الأمور لصالحهم. أتذكر جيدًا الفترة التي قضيتها مع النيراتزوري، وما تحملته من مسؤولية أمام جماهير “جوزيبي مياتزا”، لذا سأكون متابعًا بحماس لهذه المباراة”.
ويُعتبر هذا الدعم استثنائيًا نظرًا لعلاقة فيغو التاريخية مع برشلونة، حيث خاض أكثر من 250 مباراة بقميص الفريق الكتالوني بين 1995 و2000، قبل انتقاله إلى ريال مدريد في صفقةٍ أثارت جدلاً واسعًا. ومع ذلك، شدد فيغو على أن الدافع العاطفي تجاه إنتر ينبع من الاحترام المتبادل الذي جمعه بمسؤولي النيراتزوري وجماهيره وقت أن قاد خط وسط الفريق بقوةٍ وقيادةٍ عالية.
الإشادة بموسم هانز فليك الأول

لم يقتصر حديث فيغو على دعمه لإنتر فحسب، بل أشاد بالمدرب الألماني هانز فليك الذي يقود برشلونة منذ بداية الموسم الحالي. وأوضح فيغو:
“أنا معجب بالطريقة التي يشتغل بها فليك في موسمه الأول مع البارسا. أرى أنه أعاد الثقة إلى لاعبين كبار مثل رافينيا وليفاندوفسكي، واستطاع خلق توازن بين الهجوم والوسط بشكلٍ واضح”.
واعتبر نجم مانشستر يونايتد وتشيلسي الأسبق أن ثبات الأداء التكتيكي والصقل البدني للفريق تحت إشراف فليك جعلا من برشلونة منافسًا لا يستهان به رغم فترة التغيير التي مرّ بها النادي الكتالوني.
لامين يامال نموذجًا للتعامل مع الضغط
لم يغفل فيغو الحديث عن الشاب الإسباني لامين يامال، الذي لفت الأنظار بإبداعه على الجناح الأيسر للبلوغرانا. وقال:
“ما يثير إعجابي في يامال هو شخصيته الهادئة رغم صغر سنه والضغوط الكبيرة الملقاة على عاتقه كلاعب في فريق بحجم برشلونة. أظن أن زملاءه في غرفة تبديل الملابس يجب أن يتعلموا منه كيف يدير الضغوط ويتحلى بالتركيز طوال 90 دقيقة”.
ويعكس هذا الثناء متابعة فيغو لتفاصيل أداء اللاعبين الشباب وقدرتهم على الاندماج بسرعةٍ مع الفِرق الكبيرة، وهو ما بدا جليًا في اعتماد فليك على يامال كخيارٍ هجومي أساسي في المباريات الحاسمة.
باريس سان جيرمان مرشح فوق العادة

على الرغم من تأييده لإنتر في الموقعة الإيطالية – الإسبانية، إلا أن فيغو لم يُخفِ انحيازه تجاه باريس سان جيرمان كأقوى المرشحين لنيل اللقب هذا الموسم. وعلّق بالقول:
“بحسب قراءتي للأرقام والحالة البدنية والنتائج الأخيرة، أرى أن سان جيرمان المرشح الأبرز للظفر بدوري أبطال أوروبا. لديهم فريقٌ متكامل على مستوى الخطوط الثلاث، مع نجومٍ يعرفون كيف يقطعون الأنفاس في اللحظات الحاسمة”.
وأضاف النجم السابق للفريق الباريسي:
“لكل من يمارس كرة القدم، مستوى الإعداد البدني وحجم الضغط الذي يتحمله اللاعبون يؤثران بشكلٍ مباشر على حظوظ الفريق في المنافسة على الألقاب الكبرى”.
ويحمل باريس سان جيرمان في جعبته مجموعةً من أبرز نجوم العالم مثل كيليان مبابي وماركينيوس، مع خبرةٍ متناميةٍ في التعامل مع مراحل خروج المغلوب، ما يعزز من حجته في مواجهة الفرق الكبرى.
رؤية توازن المنافسة في نصف النهائي
إن توصيف فيغو لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم بلغةٍ توازن بين العاطفة والمهنية يشير إلى عمق خبرته الكبيرة في الخوض معارك القمة على مستوى القارة. واعتبر أن المشهد سينحصر بين ثلاثة فرقٍ تمتلك إمكانياتٍ فنية وذهنية وبدنية عالية، مما يمنح البطولة إثارةً غير مسبوقة:
• إنتر ميلانو: بدعمٍ معنوي من فيغو نفسه وجمهورٍ متعطشٍ للإنجازات الأوروبية.
• برشلونة: بقيادة هانز فليك ونفحة الشباب التي يجلبها لامين يامال.
• باريس سان جيرمان: مؤسسة ذات بنيةٍ احترافيةٍ ونجومٍ قادرين على قلب النتيجة في أي لحظة.
وفي ختام حديثه، لم يفقد فيغو أمله في “ثلاثية إنتر المحتملة”، مشيرًا إلى أن المفاجآت واردةً دائمًا في دوري أبطال أوروبا:
“حتى لو كنت من كبار المشجعين لسان جيرمان، يبقى للقارة زاويةُ المفاجآت. إنتر قادر على صناعة التاريخ والعودة بكأس تشامبيونز ليغ إلى إيطاليا بعد طول غياب”.
مع اقتراب موعد صافرة الانطلاق، يختبر عشاق اللعبة أكبر تجارب التنافسية في الصيف الأوروبي، في حين يبقى لويس فيغو، بطل الماضي العريق، لعّازف ألحان الدعم والمشورة لكل الفرق التي حمل لواءها كلاعبٍ ومدربٍ سابق.