إيمانويل أديبايور: “أحقق حلم طفولتي بمشاهدة الزمالك.. وسمعت عنه قصص عظيمة منذ الصغر”

إيمانويل أديبايور، المهاجم التوجولي الشهير الذي جاب أوروبا بأقدامه الذهبية، لاعبًا في أندية عريقة مثل أرسنال، ريال مدريد، ومانشستر سيتي، عاد إلى الأضواء مجددًا بعد تصريحاته الأخيرة التي أثارت اهتمام جماهير كرة القدم في العالم العربي والإفريقي. فقد أبدى اللاعب رغبته وحماسه الكبيرين لتحقيق حلمه بزيارة نادي الزمالك المصري ومشاهدة أحد مبارياته من المدرجات. هذه التصريحات ليست مجرد كلمات عابرة، بل تعكس ارتباطًا عميقًا بالنادي العريق، الذي لطالما ارتبط اسمه بقصص البطولات والملاحم الكروية في إفريقيا.
الزمالك في عيون أديبايور: حب طفولي وإعجاب عميق
في تصريحاته الأخيرة، قال أديبايور إنه منذ صغره كان يسمع الكثير عن نادي الزمالك، وكان يتابع مبارياته الكبيرة في دوري أبطال إفريقيا، وفي البطولات المحلية. النادي الذي يُعتبر من أعرق الأندية الإفريقية وصاحب تاريخ طويل من البطولات، لطالما استقطب انتباه اللاعبين والمشجعين في جميع أنحاء القارة السمراء. لم يكن الأمر مجرد اهتمام عابر بالنسبة لأديبايور، بل تحول إلى حب خاص لهذا النادي، الذي يعتبره رمزًا للكرة الإفريقية.
وأضاف أديبايور: "عندما كنت صغيرًا في توغو، كنت أسمع قصصًا من والدي وأصدقائي عن الزمالك، هذا الفريق العظيم الذي يمتلك شعبية جارفة وتاريخًا يضاهي أكبر الأندية في العالم. كان اسم الزمالك يتردد كأحد أعظم الفرق التي تهيمن على الكرة في إفريقيا، وبالطبع كنت أحلم دائمًا أن أرى هذا الفريق العريق عن قرب، وأن أعيش الأجواء المدهشة في مدرجاته."
كيف بدأت قصة حب أديبايور للزمالك؟
يعود ارتباط أديبايور بالزمالك إلى طفولته، حين كان طفلًا صغيرًا يلعب الكرة في شوارع لومي، عاصمة توغو. في تلك الفترة، كان كل طفل صغير يحلم باللعب لأحد الأندية الكبيرة، وكان تأثير الأندية الإفريقية القوية، مثل الزمالك، حاضراً بقوة في قلوبهم. رغم انتمائه لقارة يتابع أهلها بشكل أساسي البطولات الأوروبية، إلا أن عشق الأندية الكبرى مثل الزمالك والأهلي والترجي كان جزءًا من هوية كل مشجع إفريقي.
يتذكر أديبايور كيف كان يجتمع مع أصدقائه الصغار في مقاهي الحي لمشاهدة مباريات دوري أبطال إفريقيا. في تلك الفترة، كان الزمالك يقدم مستويات رائعة في البطولة القارية، ما جعل اسمه يتردد بشكل دائم. ويتابع أديبايور: "كان الزمالك بمثابة الفريق الذي يسعى الجميع لمشاهدته. كنت أستمع إلى حكايات أبي وجيراني عن نجوم النادي وأهدافهم المدهشة في مرمى خصومهم. كنت أرى في هذا الفريق شيئًا من الروح القتالية والمهارة الفطرية التي تميز اللاعبين الأفارقة."
أديبايور والنجوم المصريون: إعجاب بالأساطير
لم يكن حب أديبايور للزمالك محصورًا فقط باسم النادي، بل امتد ليشمل نجومًا أسطوريين صنعوا اسمًا كبيرًا في تاريخ الكرة المصرية والإفريقية. كان اللاعب التوجولي يتابع أسماءً مثل حازم إمام، خالد الغندور، عبد الحليم علي، وحسام حسن، الذين حققوا مع الزمالك إنجازات عظيمة، سواء محليًا أو قاريًا. بالنسبة له، كان هؤلاء اللاعبون يمثلون قدوة لكل طفل إفريقي يسعى إلى النجاح في عالم كرة القدم.
وعن هؤلاء اللاعبين، قال أديبايور: "لطالما أعجبت بحازم إمام، الذي كان يمتلك مهارة خارقة وقدرة على المراوغة لا تصدق. كنت أحاول تقليده في الكثير من الأحيان عندما ألعب مع أصدقائي. كما أن حسام حسن كان مهاجمًا قويًا، يمتلك القدرة على التسجيل من أنصاف الفرص. كانوا يلعبون بشغف ورغبة في تحقيق النصر، وهذه هي الروح التي تجعل الزمالك فريقًا مميزًا."
أديبايور والارتباط بالكرة الإفريقية: هل يحلم بتدريب الزمالك؟
على الرغم من أنه لم يلعب يومًا في الدوري المصري أو في إفريقيا بشكل عام، إلا أن ارتباط أديبايور بالكرة الإفريقية ظل قويًا طوال مسيرته. بعد الاعتزال، بدأ يفكر في كيفية رد الجميل للقارة التي منحته كل شيء، والتي جعلت منه نجمًا عالميًا. إحدى الأفكار التي راودت النجم التوجولي هي العمل في مجال التدريب، وهو ما قد يقوده يومًا ما إلى تحقيق حلم آخر، وهو تدريب أحد الأندية الإفريقية العريقة مثل الزمالك.
يقول أديبايور في هذا السياق: "لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل. ربما أجد نفسي يومًا مدربًا لنادٍ إفريقي كبير مثل الزمالك. أريد أن أقدم خبراتي للأجيال الصاعدة، وأن أعيد للكرة الإفريقية بريقها. سيكون أمرًا رائعًا إذا أتيحت لي الفرصة للوقوف على خط الملعب كمدرب للزمالك، وقيادة الفريق في دوري أبطال إفريقيا."
الزمالك اليوم: منارة الكرة الإفريقية في أعين النجوم
أديبايور ليس اللاعب الوحيد الذي يُبدي إعجابه بالزمالك. النادي الأبيض يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، ليس فقط في مصر، ولكن في جميع أنحاء إفريقيا. الكثير من نجوم القارة يعتبرون الزمالك رمزًا للتفوق الكروي، وعندما يُذكر اسم الزمالك، تتداعى إلى الأذهان صور البطولات والمباريات الحاسمة في دوري الأبطال.
رغم التحديات التي يواجهها الفريق في بعض الفترات، إلا أن تاريخه المليء بالإنجازات وسمعته كلاعب رئيسي في المنافسات القارية يجعلان منه وجهة طموحة للعديد من اللاعبين والمدربين. تصريحات أديبايور تعكس هذا الواقع، وتؤكد أن الزمالك لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد الأندية التي تُلهم عشاق كرة القدم في القارة السمراء.
خاتمة: حلم يتحقق في أحضان "مدرسة الفن والهندسة"
مع اقتراب زيارة أديبايور المرتقبة لمصر، ينتظر عشاق الزمالك رؤية النجم التوجولي في مدرجات "استاد القاهرة" أو "ملعب الزمالك"، ليعيش تجربة تشجيع النادي عن قرب. ربما تكون هذه الزيارة مجرد بداية لعلاقة أعمق بين اللاعب والنادي، وربما تتحقق أمنيته يومًا ما بأن يصبح جزءًا من عائلة الزمالك، سواء كمدرب أو سفير للنادي في إفريقيا.
الأكيد أن عشق أديبايور للزمالك لن ينطفئ بسهولة، وسيظل حلمه الطفولي بأن يكون جزءًا من هذا النادي العريق محفورًا في ذاكرته. فالزمالك، كما قال، ليس مجرد نادٍ، بل هو "مدرسة للفن والهندسة" تجذب إليها كل من يعشق كرة القدم الجميلة والأداء الراقي.