كوتينيو يواجه الرصاص بابتسامة وحتى إطلاق النار ينصاع لحضوره!

2025-05-24 06:56:16
كوتينيو

وقفت أجواء الحماس الإعلامي على حافة الانهيار، أمس الأربعاء، عندما باغت صوت رصاصةٍ أو أكثر أروقة مركز تدريب نادي فاسكو دي جاما بالبرازيل، أثناء حوارٍ صحفيٍ كان يجريه فيليبي كوتينيو، النجم المعار من أستون فيلا. مرت لقطات تصاعد الدخان في أجواء الاستوديو المؤقت، وسط إعلان مذيع الشبكة البرازيلية “جلوبو” عن توقف البث مرتين، لكن الرصاصة الوحيدة التي ظنها البعض تهزُّ أعصاب اللاعب، انتهت بابتسامةٍ هادئة وكأنها تحيةً لضيوف الشرف غير المرئيين.

أحداث مذهلة في قلب مدينة “سيداد دي ديوس”

قبل أن تبدأ الكاميرات بالتقاط صورةٍ واسعة للملاعب العتيقة في غرب ريو دي جانيرو، أُبلغ طاقم العمل في فاسكو دي جاما بوجود إطلاق نارٍ على مقربةٍ من مركز التدريب. ومع حلول الثالثة ظهرًا بالتوقيت المحلي، تطلقت التحذيرات الأمنية، لكن إدارة النادي أكملت تسهيل وصول الصحفيين والطاقم الفني إلى الموقع، حفاظًا على خصوصية اللقاء مع لاعبٍ دوليٍ سابقٍ لمنتخب البرازيل.

توقف مباغت للبث وسكونٌ مفاجئ

في الدقيقة الخامسة من المقابلة، وبينما كان كوتينيو يتحدث عن تطلعاته في قيادة فاسكو دي جاما نحو الأضواء في الدوري البرازيلي، قاطع المراسل صوت طقطقة الرصاص قائلاً:

“نعتذر، سمعنا دوي إطلاق نارٍ خارج الكاميرا، سنعيد الاتصال بكم فورًا.”

ربما توقّع الجمهور تصرفًا دراميًا أو هربًا بين المقاعد، لكن لاعب الوسط صاحب الـ31 عامًا رفع حاجبيه وابتسم كمن يحيي صديقًا غائبًا. لم يرتجف صوته، بل ردّ على تساؤل المذيع الجديد مستطردًا:

“هذا جزء من حياتنا هنا. الأهم أننا بخير، والفريق يحتاج تركيزنا.”

ثم عاد البث مجددًا بعد دقائق، واستؤنفت الأسئلة حول أهدافه في “ماراكانا”، حيث يستعد لمباراة فلومينينسي يوم الأحد. وأكد:

“هدفنا الفوز. جسدي وعقلي هنا، والجمهور يستحق رؤية فاسكو أعلى جدول الترتيب.”

خلفية تاريخية للعنف وتأثيره على اللاعبين

كوتينيو

ليس هذا أول صدام بين الرياضة وأعيرة الواقع في ريو دي جانيرو. منطقة “سيداد دي ديوس” غالبًا ما تُسجل حوادث عنفٍ مُنذرة، وتقع على مشارف أحلام لاعبي فاسكو، الذين يجدون أنفسهم أحيانًا عابرين بين الأمان داخل الملعب والخطر خارجه. ومن المعروف أن النادي تحدث أكثر من مرة عن ضرورة حماية لاعبيه وطاقمه الإعلامي، لكنه هذه المرة وجد كوتينيو كرمزٍ للثبات.

“كوتينيو الأسطورة” في الإعارة التي لا تُنسى

انتقل نجم ليفربول الأسبق من أستون فيلا  في البريميرليج إلى فاسكو دي جاما في يوليو الماضي لمدة موسمٍ واحد، مع خيار العودة أو تمديد الإعارة بنهاية يونيو المقبل. خاض حتى الآن 23 مباراة في مختلف المسابقات، سجّل خلالها خمسة أهدافٍ وقدم تمريرتين حاسمتين، محققًا توازنًا بين صناعة اللعب وإيجاد المساحات داخل عمق الخصوم.

وبحسب إحصائيات موقع “سوفا” للتحليلات، فقد مرّر كوتينيو أكثر من 500 كرة دقيقة في “البرازيليو”، بدقة وصلت إلى 87%، وقطع عدة كرات حرّكت خط الوسط طوليًا وأفقيًا، مما أهّله لأن يُسمى “مايسترو فاسكو” في أروقة الصحف المحلية.

ردود فعل على مواقع التواصل

كوتينيو

لم تفوّت جماهير فاسكو وفانز كوتينيو هذه اللحظة التزلجية.

• غرد حساب “RioFootFans”: “عندما يواجه لاعبٌ عالميٌ صوت طلقاتٍ ولا يتزعزع، نعلم أن لدينا أسطورة حقيقية!”

• نشر آخرون فيديوهات قصيرة تحت وسم #ثبات_كوتينيو يُظهرون مشاركة اللحظة مع عبارات دعم: “بطل في الملعب وخارجه!”

كما وجّه بعض الإعلاميين انتقادًا للجهات الأمنية التي سمحت بحدوث مثل هذه الفوضى قرب منشآت الرياضة، مطالبين بمراجعة بروتوكولات السلامة.

المواجهة القادمة في “ماراكانا”

يعود فيليبي كوتينيو لملعب “ماراكانا” الشهير بقيادة فاسكو دي جاما أمام فلومينينسي في الجولة العاشرة من الدوري البرازيلي. النجم البرازيلي الدولي سيحاول تقديم أداءٍ مغاير ينسى فيه المتابعون صدى الأعيرة ويوجه الأنظار مرةً أخرى لإبداعاته الفنية، سواء بتسديداتٍ من خارج المنطقة أو بتمريراتٍ ساحرة تُربك دفاعات المنافسين.

ختامًا، ومن خلال ثباته الانفعالي الذي يقابله توقف المقابلة وجموح العيارات النارية، صنع فيليبي كوتينيو إحدى أجرأ اللحظات في مشواره الإعاري، مؤكّدًا مرةً جديدة أن الساحرة المستديرة قادرةٌ على جمع القلوب مهما تباعدت بين حلقات الرصاص والمدرجات المتقدة حماسًا.

المزيد من المقالات