بداية قوية وتسجيل مبكر
انطلق اللقاء بأداء سريع من أصحاب الأرض الذين أعطوا مؤشر رغبتهم في تقديم رد فعل قوي عقب خيبة الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي في ربع النهائي، ورغم محاولات هايدنهايم للعب بأسلوب دفاعي محكم والاعتماد على الهجمات المرتدة، نجح بايرن في افتتاح التسجيل مبكرًا عبر هدافه الإنجليزي هاري كين، الذي استغل تمريرة نموذجية أرسلها إليه الجناح الفرنسي ميشيل أوليزي ليفتتح باب التهديف في الدقيقة 13.
تعزيز التقدم قبل نهاية الشوط الأول
لم تكد فرحة الجماهير تهدأ حتى عاد بايرن ليعزز تقدمه مع حلول الدقيقة 19 بواسطة وسط الميدان النمساوي كونراد لايمر، الذي تابع كرة مرتدة من دفاع هايدنهايم بتسديدة أرضية زاحفة عانقت شباك الحارس الضيف، بعدما مرر له الجناح الألماني سيرج جنابري تمريرة سحرية داخل منطقة الجزاء.
اتسم الشوط الأول بالسيطرة المطلقة من جانب بايرن ميونخ، حيث امتلك الكرة بنسبة تجاوزت 65% وصنع أكثر من ثمانية فرص حقيقية على المرمى، فيما اقتصرت خطورة هايدنهايم على مرتدات قليلة لم تستغّل لتشكل أي تهديد يذكر. وعند الدقيقة 36، وقّع الجناح الفرنسي كينجسلي كومان على الهدف الثالث بعد اقتحامٍ مميز لمنطقة الجزاء وتصويبة صاروخية عجز الحارس عن التصدي لها، ليُسدل الستار على الشوط الأول بتفوق مريح لأصحاب الأرض.
إحكام القبضة في الشوط الثاني

مع انطلاقة الشوط الثاني، حافظ بايرن على اندفاعه الهجومي، وسعى لاستغلال الحالة المعنوية العالية بين لاعبيه من أجل تسجيل هدفٍ رابع يبعد الشكوك حول أي ظهور مفاجئ لفريق هايدنهايم. ولم ينتظر العملاق البافاري طويلًا حتى جاءت الدقيقة 56 حاملةً خبر توسعة الفارق عبر القائد جوشوا كيميتش، الذي انطلق من العمق ووجه قذيفة من خارج منطقة الجزاء بكعب قدمه لتسكن شباك الضيوف، قبل أن يتراجع قليلاً نسبيًّا لإدارة أداء اللقاء والحفاظ على نظافة شباك مانويل نيوفهين.
تألق الفريق في كل الخطوط
تألق بايرن في كل خطوطه، إذ شكل هاري كين محور الهجمات بفضل حركته الذكية داخل منطقة الجزاء، بينما نجح خط وسط الميدان بإخراج المباراة من بعدها التكتيكي وتوزيع الكرات بحنكة عالية. وعلى الجهة اليمنى، كان دور كيميتش بالغ الأهمية في الربط بين الدفاع والهجوم، أما الدفاع فقد وقفت الجدران الأربعة بقوة أمام محاولات هايدنهايم القليلة، خاصة عبر الثنائي نيكولاس فولر وسيباه فولف.
أهمية الفوز في سباق اللقب
بهذا الانتصار رفع بايرن ميونخ رصيده إلى 72 نقطة في المركز الأول، مبتعدًا بفارق 9 نقاط عن باير ليفركوزن صاحب الوصافة الذي ما يزال لديه مباراة مؤجلة، ما يجعل حسم اللقب قريبًا للغاية إن استمرت النتائج الإيجابية على هذا المنوال. ومع تبقي أربع جولات على نهاية الموسم، تبدو فرصة البافاريين مشرعةً أمام العودة لمنصة التتويج في البوندسليغا للمرة الحادية عشرة على التوالي.
تصريحات المدربين بعد المباراة

من جانبه، أكّد المدرب تشافي مارتيْنس بعد اللقاء أن فوز اليوم “لم يكن فقط من أجل النقاط، بل لتأكيد هوية الفريق وإظهار القدرة على الانتعاش بعد خيبة دوري الأبطال”، مشيرًا إلى أن العناصر الشابة مثل أوليزي ولايمر أثبتت قدرتها على حمل العبء الهجومي بجانب الخبرات الأمثال كين وكومان.
في المقابل، أقرّ جهاز هايدنهايم الفني بصعوبة المهمة أمام فريقٍ يعيش أفضل أيامه محليًا، مؤكدين أن النقاط الثلاثة ذهبت لمستحقّيها بفضل الكثافة الهجومية التي مَهّدت لكل الأهداف الأربعة.
نظرة مستقبلية
تتجه أنظار بايرن ميونخ بعد هذا الانتصار نحو مباراة الديربي المرتقبة أمام غريمه كولن الأسبوع المقبل، وهي مواجهة قد تمنح الفريق دفعة معنوية إضافية قبل الانخراط بشكل نهائي في سباق حصد البطولة. أما هايدنهايم فسيحاول تعويض خسارته هذه أمام هوفنهايم، من أجل تعزيز موقعه في وسط الترتيب وتفادي الضغط الذي يرافق النزول إلى الدرجة الثانية.