رانجنيك يكشف أسرار اجتماع القرن مع لابورتا قبل اختيار فليك وكلوب
كشف رالف رانجنيك مدرب منتخب النمسا الحالي عن التفاصيل الكاملة للقاء الحاسم الذي جمعه قبل أربع سنوات برئيس نادي برشلونة جوان لابورتا، وحمل معه الكثير من المفاجآت التي أسهمت في انتهاء مشوار بحث البارسا عن مدير فني قادر على دمج الشباب بخبرة اللاعبين الكبار، فما هي أبرز كواليس تلك الساعتين؟
رحلة الدعوة إلى برشلونة
تبدأ القصة بخبر وصل رانجنيك في عام 2021 عبر اتصال هاتفي تلقّاه من رافائيل يوستي المدير الرياضي السابق لبرشلونة، حيث عرّف رانجنيك بنفسه وأوضح له أن إدارة النادي تبحث عن خيار متميز لمنصب المدير الرياضي أو الفني في تلك الفترة الحرجة التي أعقبت رحيل المدرب. استجاب الألماني للطلب وسافر فوراً إلى العاصمة الكتالونية لمتابعة النقاشات التي امتدت يومين متواصلين.
بداية المحادثات ومناقشة الرؤية الاستراتيجية
خلال أولى جلسات النقاش شدّد لابورتا على ضرورة التعاقد مع شخص يمتلك رؤية قادرة على تطوير الأكاديمية، والاعتماد على لاعبين شباب مع الحفاظ على التوازن مع نجوم الصف الأول. هناك شدّد رانجنيك بدوره على أنه سبق له تطبيق هذه الفلسفة بنجاح في هوفنهايم ولايبزيج وسالزبورج، موضحاً أن المفتاح يكمن اليوم في إيجاد مدرب عصري يتمتع بقدرة فريدة على تحفيز المواهب الشابة، وإ instill ثقافة الجرأة على الملعب.
رؤى مختلفة واختيار الأسماء المُرشحة
عند سؤال لابورتا عن أبرز الأسماء التي يراها مناسبة لهذه المهمة، لم يتردد رانجنيك في ذكر المدرب الألماني هانز فليك الذي سبق له قيادة بايرن ميونيخ إلى تتويجات محلية وقارية، مستشهداً بكفاءته العالية في التعامل مع اللاعبين أصحاب الطاقة والأفكار الهجومية المرحة. وأشار أيضاً إلى المدرب يورغن كلوب الذي أثبت قدرة استثنائية على بناء مشروع ليفربول الناجح بالاعتماد على التحفيز النفسي والانضباط التكتيكي.
كيفية تقييم الاحتياجات وتضمين التطوير النفسي
استفاض رانجنيك في شرح أهمية الجانب النفسي، مؤكداً أن كلوب وفليك يشتركان في خاصية التعامل الإنساني مع اللاعبين، وتحفيزهم على المخاطرة داخل الملعب دون خوف من ارتكاب الأخطاء. وأضاف: “لابورتا كان مهتماً بكيفية دمج هذه الجوانب مع ثقافة برشلونة التي تحتفي بالكرة الجميلة وتمتلك ذاكرة تكتيكية عميقة، فكان لابد من اختيار مدرب قادر على تحقيق الاندماج بين الشغف والإبداع ومهارة السيطرة على إيقاع المباريات.”
النتائج التي أرادها برشلونة
توضح تصريحات رانجنيك أنه خلال الاجتماع قُدمت عدة مقترحات تتعلق بإصلاح الهيكل الرياضي بأكمله بدءاً من قطاع الشباب مروراً بالجهاز الفني وانتهاءً بالطريقة التي يجب أن يتعامل بها النادي مع الإعلام والأسواق. وقد لفت لابورتا إلى ضرورة إرساء خطة انتقالات تعتمد على قيم مالية متوازنة، وعدم التسرع في التعاقد مع نجوم مرموقين دون الاستفادة القصوى من المواهب الناشئة.
لماذا فليك وليس آخرون؟
على الرغم من تعدّد الأسماء التي رشّحها رانجنيك خلال الاجتماع، دافع الأخير بشدة عن فليك باعتباره الأنسب للفترة الانتقالية التي كان يمر بها برشلونة آنذاك. واستند في توصيته إلى قدرة فليك على فرض أسلوب تكتيكي واضح ومنظم، مع التحلي بالجرأة في اختيار التشكيلة وتدويرها وفق متطلبات المنافسات المتعددة.
جلسة اليوم الثاني وأخذ القرار
أما اليوم الثاني من اللقاء فقد شهد توقيع لابورتا على قائمة قصيرة ضمت فليك وكلوب وربما مدرب ثالث أقل شهرة ولكن صاحب سجل ملموس في تطوير لاعبين تحت سن الـ21. هنا قرر مجلس الإدارة بالموافقة المبدئية على التعاقد مع فليك، انطلاقاً من المقارنة التي قدمها رانجنيك بشأن المرونة التكتيكية والإدارية لدى كل مرشح.
ردود الفعل بعد التعيين
بعد أشهر من هذا الاجتماع، تم الإعلان رسمياً عن تولي هانز فليك مهمة المدير الفني لبرشلونة الموسم الماضي، وسط ترحيب كبير من الجماهير ووسائل الإعلام الإسبانية التي أجازت خطوة رئيسية في مسيرة النادي الكتالوني. وقد كان لابورتا واضحاً بعد التوقيع بأن توصية رانجنيك كانت لها اليد الطولى في هذا الاختيار.
ختاماً لقد كشف رانجنيك في حواره مع صحيفة سبورت عن “كواليس الساعتين” التي وضعت النقاط على الحروف في مشروع برشلونة الكبير، مسلطاً الضوء على أهمية التخطيط طويل الأمد والاعتماد على مدربين قادرين على الجمع بين الخبرة والتطوير الشاب لتحقيق أهداف النادي التاريخية.
