
في خطوة تهدف إلى إنهاء حالة عدم الاستقرار التي عانى منها فريق ريال مدريد في تنفيذ ركلات الجزاء هذا الموسم، أعلن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي عن قراره النهائي بشأن هوية مسددي ركلات الجزاء خلال المباريات القادمة. يأتي هذا القرار بعد سلسلة من الإخفاقات التي أثرت على الفريق الملكي في لحظات حاسمة.
أزمة إهدار ركلات الجزاء في ريال مدريد
شهد ريال مدريد هذا الموسم أزمة واضحة في تنفيذ ركلات الجزاء، حيث أضاع الفريق 3 ركلات حاسمة في مناسبات مختلفة. هذا الأمر دفع أنشيلوتي للتصريح علنًا الأسبوع الماضي، قائلًا: “إهدار ركلات الجزاء يزعجني كثيرًا. علينا أن نكون أكثر حسماً في مثل هذه المواقف. أتحمل المسؤولية الكاملة عن اختيار اللاعب الذي سيكلف بهذه المهمة.”
في السابق، كان أنشيلوتي يترك حرية اتخاذ القرار بشأن مسدد ركلات الجزاء للاعبين الموجودين على أرضية الملعب. لكن مع تزايد الأخطاء، قرر المدرب الإيطالي وضع نظام واضح لتجنب تكرار المشكلة.
فينيسيوس جونيور على رأس القائمة
وفقًا لما ذكرته إذاعة “كادينا كوبي” الإسبانية، أبلغ أنشيلوتي لاعبي الفريق خلال التدريبات الأخيرة بأن فينيسيوس جونيور سيكون الخيار الأول لتنفيذ ركلات الجزاء. ويبدو أن المدرب يرى في النجم البرازيلي الشاب القدرة على التعامل مع الضغط وتقديم الأداء المطلوب في اللحظات الحرجة.
بيلينغهام الخيار الثاني.. ومبابي في المرتبة الثالثة
الإذاعة أشارت أيضًا إلى أن النجم الإنجليزي جود بيلينغهام، الذي أظهر مهارة عالية في تنفيذ ركلات الجزاء بنسبة نجاح كبيرة، سيكون الخيار الثاني خلف فينيسيوس. أما المفاجأة الكبرى، فهي وضع كيليان مبابي في المرتبة الثالثة ضمن قائمة المسددين، بعد أن عانى اللاعب الفرنسي مؤخرًا من إهدار عدة ركلات جزاء، سواء مع منتخب فرنسا أو في المباريات الودية.
لماذا فينيسيوس؟
اختيار فينيسيوس جونيور يأتي في سياق التطور الكبير الذي يشهده اللاعب في مستواه الفني وثقته بنفسه. النجم البرازيلي أصبح أحد أبرز أعمدة الفريق الملكي، وأثبت قدرته على الظهور بمستوى عالٍ في المباريات الحاسمة. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع فينيسيوس بثبات انفعالي وقدرة على تحمل المسؤولية، وهي صفات أساسية لمسدد ركلات الجزاء.
ردود فعل الجماهير والخبراء
قرار أنشيلوتي أثار موجة من النقاش بين جماهير ريال مدريد والمحللين الرياضيين. البعض يرى أن فينيسيوس هو الخيار الأمثل نظرًا لتطور أدائه، بينما يرى آخرون أن بيلينغهام أو حتى مبابي، رغم تراجعه مؤخرًا، قد يكونان أكثر خبرة في تنفيذ مثل هذه الكرات.
من جهة أخرى، أشاد الخبراء بقرار أنشيلوتي بحسم الملف وإعطاء الأولوية للاعبين بعينهم، حيث يُعتقد أن غياب الوضوح في مثل هذه القرارات كان سببًا مباشرًا في الإهدارات السابقة.
مبابي.. خطوة للوراء
وجود مبابي في المرتبة الثالثة أثار تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على ثقة اللاعب بنفسه، خاصة أن النجم الفرنسي يعتبر من أفضل اللاعبين في العالم. ومع ذلك، يبدو أن أنشيلوتي يعتمد نهجًا عمليًا يعتمد على الأداء الحالي، بعيدًا عن الأسماء الكبيرة أو الألقاب.
تحديات ريال مدريد القادمة
ريال مدريد، الذي ينافس بشراسة هذا الموسم في جميع البطولات، يدرك أن ركلات الجزاء قد تكون العامل الحاسم في حسم الألقاب. مع اقتراب مباريات حاسمة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، يأمل الفريق في أن تؤتي هذه القرارات ثمارها وأن يستعيد ثقة الجماهير.
أنشيلوتي.. رجل القرارات الصعبة
مع اقتراب نهاية عقده مع ريال مدريد، يواصل أنشيلوتي اتخاذ قرارات جريئة تسهم في استقرار الفريق. هذه الخطوة، رغم ما قد تثيره من جدل، تُظهر إصراره على تحسين كل التفاصيل الصغيرة التي قد تؤثر على أداء الفريق.
خاتمة: نحو نظام أكثر انضباطًا
بإعلانه عن قائمة ثابتة لمسددي ركلات الجزاء، يضع أنشيلوتي الأسس لنظام أكثر انضباطًا في ريال مدريد. ومع وجود أسماء كبيرة مثل فينيسيوس، بيلينغهام، ومبابي، يبقى التحدي في ترجمة هذه القرارات إلى نجاح على أرض الملعب. فهل سينجح ريال مدريد في تجاوز أزمة ركلات الجزاء؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.