
شهدت أجواء مواجهة جريميو وسنترو سبورتيفو ألاجنو في إياب دور الـ32 من كأس البرازيل 2025 ما هو أكثر إثارةً من إصاباتٍ أو أهدافٍ درامية؛ إذ انتهى اللقاء 0-0 على أرض “أرينا دو جريميو” في بورتو أليجري، ليتأهل الفريق الألجنوي بفوزه ذهابًا 3-2، لكن الحدث الأبرز جاء بعدها في ممر غرف اللاعبين، حين استدعت المحكمة المحلية “صاحب القميص رقم 7” الأرجنتيني كريستيان بافون للتحقيق في تهمة البصق على ضابط شرطةٍ كان مكلفًا بتأمين المنطقة.
مسرحية التحكيم وتصاعد الاحتقان
قبل انطلاق المواجهة، اشتكى لاعبو جريميو أكثر من مرةٍ من القرارات التحكيمية وطريقة إدارة الحكم المكسيكي أليخاندرو راميريز، وكان ذروة التوتر حين ألغى الهدف المتأخر لجريميو بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو VAR، ما حرم الفريق من التأهل المباشر. وبعد صافرة النهاية، احتدم الاحتقان في ممرات الممر المؤدي إلى غرف تغيير الملابس بين لاعبي النادي المضيف والعناصر الأمنية.
الخطأ الفادح… هل كان الضابط هدفًا؟

وفقًا لما ورد في تقرير طاقم التحكيم، فإن الملازم رودريجيز من شرطة بورتو أليجري ابلغهم لاحقًا بما حدث في الممر:
“أفاد رودريجيز أن اللاعب كريستيان ديفيد بافون بصق باتجاهه عند باب غرفة التحكيم”.
لكن الرواية أكدت أن بافون، وهو يحاول اعتداءً لفظيًا على الحكم المكلف بإدارة اللقاء، أخطأ هدفه صوب الضابط الذي كان يقف بجوار الباب، فاتخذت الشرطة قرارًا بتوقيفه لحين الاستماع إلى أقواله في محكمةٍ خاصةٍ داخل الملعب، حيث بقي محتجزًا لنحو ساعتين قبل إطلاق سراحه بكفالةٍ بسيطةٍ بعد الإدلاء بشهادته.
من هو كريستيان بافون؟ مسيرةٌ كرويةٌ تحت المجهر
جاء انتقال الجناح الأرجنتيني المخضرم إلى جريميو في صيف 2024 على سبيل الإعارة من نادي كروزيرو بعد فتراتٍ قادها مع فرقٍ مثل بوكا جونيورز وتوتنهام هوتسبر وأتلانتا يونايتد. وسجل بافون 8 أهدافٍ وصنع 6 آخرين خلال موسمه الأول في “البيبيتا”، مما جعل مسؤولي النادي يعلنون رغبتهم في ضمه نهائيًا. لكن أخلاق الميدان لم تقف عند السرعة والاختراق، بل امتدت إلى خارج الخطوط في ليلةٍ تحول فيها الانفعال إلى تهمةٍ جنائيةٍ خطيرة.
ردود الأفعال بين الجمهور والإعلام

انقسمت ردود الفعل بين متعاطفٍ مع الضغوط التي عانى منها اللاعب بعد خيبات الأمل والتحكيم الصارم، وبين منتقدٍ صارمٍ لما اعتبروه تصرفًا مستهجنًا وغير مبررٍ لنجمه المحترف. علق العديد من الصحفيين الرياضيين في البرازيل بأن
“ما حدث يسلّط الضوء على مشكلة التعامل مع الاحتقان داخل الممرات، وردود الفعل السلبية قد تزيد من عزل الأوراق الرياضية عن الاحترافية المتوقعة”.
العواقب القانونية والرياضية المستقبلية
بعد سماع الشهادة، يواجه بافون احتمالًا لفرض غرامةٍ ماليةٍ تتراوح بين 500 إلى 1500 ريال برازيلي (75–225 دولارًا)، أو حتى عقوبة “العمل المجتمعي” التي يعاقب بها المخالفون من لاعبي كرة القدم أمام المحاكم الرياضية البرازيلية. إضافةً إلى ذلك، قد يُنظر إليه في لجنة الانضباط التابعة للاتحاد البرازيلي، حيث قد تُعاقب الأندية التي لا توفر لاحقًا بيئةً آمنةً للاعبين والحكام.
خاتمةٌ تُنبئ بخطورة الانفعال في ملاعبنا
إن ما بدا مجرد “لحظة غضبٍ عابرةٍ” في مواجهة جريميو وسنترو ألاجنو، تحوّل إلى قضيةٍ قانونيةٍ تُذكّر الجميع بضرورة إحكام السيطرة على الانفعالات، لا سيما حين تقف حرمة الجهاز الأمني في الملعب فوق أي انفعالٍ لاعبي. ومع انتظار كلماتٍ أخيرةٍ من بافون أمام القضاء، يُظلّل الشارع الرياضي البرازيلي جائزةً أخرى: ضبط النفس الذي يفصل بين الاحترافية والتجاوزات التي لا تغتفر