أسد الملاعب المصرية يترجل: أحمد فتحي يعلن اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة ذهبية لا تُنسى

10 months ago

أسد الملاعب المصرية يترجل: أحمد فتحي يعلن اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة ذهبية لا تُنسى
أحمد فتحي

الطفولة وبداية المسيرة: من شوارع الإسماعيلية إلى قمة المجد

ولد أحمد فتحي في 10 نوفمبر 1984 في محافظة الإسماعيلية، المدينة التي اشتهرت دائمًا بحبها لكرة القدم، وخاصة النادي الإسماعيلي الذي كان يُعد القاعدة الأساسية لإنتاج النجوم. منذ صغره، كانت الكرة جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية، حيث كان يلعب في شوارع وأحياء الإسماعيلية، مظهرًا موهبة طبيعية في التحكم بالكرة ورؤية الملعب بشكل مختلف عن أقرانه.

انضم فتحي إلى ناشئي النادي الإسماعيلي وهو في سن مبكرة، وسرعان ما أظهر قدرات استثنائية في خط الوسط. بفضل موهبته الواضحة واجتهاده في التدريبات، تم تصعيده إلى الفريق الأول للنادي وهو في سن الـ16 فقط، وهو إنجاز كبير في كرة القدم المصرية. ومع الإسماعيلي، بدأ فتحي رحلته الطويلة في عالم كرة القدم الاحترافية، حيث ساهم بشكل بارز في قيادة النادي نحو تحقيق البطولات المحلية والقارية.

الاحتراف الخارجي: خطوة نحو العالمية

بعد تألقه في صفوف الإسماعيلي ومع المنتخب المصري، قرر أحمد فتحي خوض تجربة الاحتراف الخارجي، وهو حلم يراود العديد من اللاعبين المصريين. في عام 2007، انضم إلى نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي، ليصبح بذلك أحد القلائل الذين حملوا لواء الكرة المصرية في الدوريات الأوروبية. ورغم أن تجربته في إنجلترا لم تدم طويلاً، إلا أنها أضافت إلى خبراته وأكدت على قدراته في اللعب في أقوى الدوريات.

تجربة فتحي في أوروبا، رغم قصرها، إلا أنها كانت فرصة ليختبر نفسه أمام أفضل اللاعبين في العالم، وأثبت للجميع أنه يمتلك المقومات التي تمكنه من اللعب على المستوى العالي. وفي تلك الفترة القصيرة مع شيفيلد يونايتد، أظهر فتحي مستوىً لافتًا في الدفاع والهجوم على حد سواء، مما جعله يحظى بتقدير واسع في وسائل الإعلام الإنجليزية.

ومع ذلك، لم يكن الاحتراف الخارجي هو النهاية بالنسبة لأحمد فتحي، بل كان مجرد بداية لمرحلة جديدة في مسيرته. فقد عاد إلى مصر، ليواصل مسيرته الرائعة ويكتب فصولاً جديدة من النجاحات والإنجازات.

العودة إلى الأهلي: بداية عهد أسطوري

بعد انتهاء تجربته في شيفيلد يونايتد، قرر أحمد فتحي العودة إلى مصر، لكن هذه المرة من بوابة النادي الأهلي، أكبر وأعرق الأندية في إفريقيا والشرق الأوسط. كان انتقاله إلى الأهلي في عام 2007 بمثابة بداية فصل جديد في مسيرته الكروية، فصل سيشهد تتويجًا بالعديد من الألقاب والبطولات.

مع الأهلي، تحول فتحي إلى لاعب لا غنى عنه في تشكيلة الفريق. فقد لعب في مراكز متعددة، بدءًا من الظهير الأيمن وصولاً إلى خط الوسط الدفاعي والهجومي، وكان دائمًا على مستوى التحدي. خلال مسيرته مع الأهلي، حقق فتحي العديد من الألقاب المحلية والدولية، بما في ذلك الدوري المصري الممتاز، وكأس مصر، ودوري أبطال إفريقيا.

لكن ليس فقط البطولات هي التي ميزت مسيرته مع الأهلي، بل روحه القتالية وعزيمته التي لا تنكسر. أحمد فتحي لم يكن مجرد لاعب جيد، بل كان قائدًا في الملعب، ورمزًا للجماهير الأهلاوية. إصراره على الفوز، ومهارته في الدفاع عن ألوان النادي، جعلاه أحد أعمدة الفريق في العقد الأخير.

كما برع فتحي في البطولات القارية مع الأهلي، حيث كان له دور حاسم في العديد من المباريات النهائية بدوري أبطال إفريقيا. مواقفه البطولية في تلك المباريات، سواء كان ذلك بتسجيل الأهداف أو صد الهجمات الخطيرة، جعلته محط إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء.

الإنجازات الدولية: "الجوكر" في خدمة الفراعنة

لم تكن مسيرة أحمد فتحي الاستثنائية مقتصرة على الأندية التي لعب لها، بل كانت ممتدة بقوة على المستوى الدولي مع المنتخب المصري. فقد كان فتحي جزءًا من الجيل الذهبي للكرة المصرية، الذي سيطر على البطولات الإفريقية لسنوات طويلة.

حقق فتحي مع المنتخب المصري إنجازات لا تُنسى، أبرزها الفوز بثلاث بطولات لكأس الأمم الإفريقية أعوام 2006، 2008، و2010. في هذه البطولات، كان فتحي لاعبًا رئيسيًا في خطط المديرين الفنيين للفراعنة، بفضل مرونته التكتيكية وقدرته على التكيف مع أي مركز يُطلب منه اللعب فيه.

أحمد فتحي لم يكن فقط جزءًا من الفريق الفائز بالبطولات، بل كان عنصرًا محوريًا في تحقيق هذه الانتصارات. فقد ساهم في إحكام سيطرة المنتخب المصري على القارة السمراء لعقد كامل، وجعل اسم مصر يتردد في أرجاء الكرة العالمية بفضل أدائه البطولي في المباريات الكبرى.

لم يكن أداء فتحي في المنتخب المصري مقتصرًا على البطولات الإفريقية فقط، فقد شارك في العديد من البطولات الكبرى الأخرى مثل كأس القارات وكأس العالم. ورغم أن المنتخب لم يحقق نجاحًا كبيرًا في بعض تلك البطولات، إلا أن فتحي كان دائمًا في الموعد، يقدم أفضل ما لديه في كل مباراة، ويقود المنتخب بروح قتالية عالية.

الانتقال إلى بيراميدز: تحدٍ جديد في نهاية المسيرة

بعد سنوات طويلة من المجد مع النادي الأهلي، قرر أحمد فتحي في عام 2020 خوض تجربة جديدة في مسيرته، وانتقل إلى نادي بيراميدز. هذا الانتقال كان مفاجأة للكثيرين، حيث اعتاد الجميع رؤية فتحي كواحد من أعمدة الأهلي. لكن، كعادته، أراد فتحي أن يثبت نفسه في تحدٍ جديد ويخوض مغامرة مختلفة في كرة القدم المصرية.

مع بيراميدز، أظهر فتحي نفس الروح القتالية والتفاني الذي عرف به طوال مسيرته. ورغم أن الفريق لم يحقق نفس النجاحات التي حققها مع الأهلي، إلا أن وجود فتحي في بيراميدز أضاف الكثير للفريق، سواء من حيث الأداء على أرض الملعب أو من حيث الخبرة التي نقلها إلى اللاعبين الشباب.

الاعتزال: نهاية حقبة ذهبية وبداية لمشوار جديد

جاء إعلان أحمد فتحي اعتزاله كرة القدم في سبتمبر 2024 بمثابة نهاية لحقبة ذهبية في تاريخ الكرة المصرية. حقبة تميزت بالعطاء اللامحدود والتفاني والإخلاص في كل دقيقة قضاها داخل الملعب. بعد أكثر من 20 عامًا في الملاعب، قرر "الجوكر" أنه حان الوقت ليترجل ويترك المجال للأجيال القادمة لتأخذ مكانها.

اعتزال فتحي لم يكن مجرد نهاية لمسيرة لاعب، بل هو نهاية لجزء كبير من تاريخ الكرة المصرية. فقد كان فتحي جزءًا من العديد من اللحظات التاريخية التي لن ينساها عشاق الكرة، سواء مع المنتخب أو مع الأندية التي مثلها.

الدوري المصري الممتازالدوري المصري الممتاز
المزيد من المقالات

الاتحاد السكندري يتعاقد رسميًا مع محمود “جنش” لموسم واحد

الدوري المصري الممتاز
الاتحاد السكندري
2025-07-02

مساعدو إنزاجي يتكشّفون مع وصوله للرياض لبدء رحلة الهلال نحو مونديال الأندية

الدوري المصري الممتاز
2025-06-08
Picture7.png

الفيفا يفرض «حظر توزيع» على الزمالك لثلاث فترات انتقالات متتالية بعد تأخره في تسوية مستحقات باتشيكو

الدوري المصري الممتاز
2025-05-07
Picture8.png

خمسة أهداف ولا جديد في سجل “الأهلي”.. انتصارٌ كبير وهدية “فاركو” تشعل المنافسة

الدوري المصري الممتاز
2025-05-06
Picture4.png

ربيعة يحسم موقفه من الأهلي وسط تكهنات الانتقال للزمالك أو بيراميدز وتصعيد في مفاوضات التجديد

الدوري المصري الممتاز
2025-05-05
Picture29.png