انتصار البراءة لماتانتونو يقلب الموازين بعد فضيحة العنصرية
منذ لحظة تداوُل شائعات التوجيه العنصري بحق جناح ريال مدريد الصاعد فرانكو ماتانتونو تفاعلت الأوساط الرياضية على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل حاد حيث انتشرت مقاطع مختصرة يُزعم فيها أنه وجه ألفاظاً تمييزية ضد المنافسين البرازيليين خلال مشاركته مع منتخب الأرجنتين تحت ١٧ عاماً إلا أن الحقيقة انكشفت سريعاً وأثبتت البراءة الكاملة للاعب الشاب
اندلاع الأزمة جاء بعد فوز منتخب البرازيل بلقب بطولة أمريكا الجنوبية تحت ١٧ عاماً بنتيجة ٣-٢ خلال المباراة النهائية أمام الأرجنتين غير أن ماتانتونو لم يكن أساسياً أو حتى احتياطياً في التشكيلة التي خاضت اللقاء إذ استُدعِي إلى القائمة وهو في الخامسة عشرة من عمره فقط ولم يحظَ بأي دقيقة مشاركة في البطولة مما أثار تساؤلات حول مدى صدقية الاتهامات
سرعان ما ظهر تسجيل آخر يكشف أن الكلمة التي تلفظ بها اللاعب كانت “muerto” وهي تعني بالإسبانية مجرد توصيف للشخص الضعيف أو العاجز ولا تندرج ضمن سياق الشتائم العرقية على الإطلاق وقد أكد أحد المشجعين البرازيليين على منصة إكس أن الصوت واضح من حركة الشفاه وأن ما جرى هو تحريف متعمد من بعض المشجعين المضطربين وأضاف المشجع البرازيلي “أنا مشجع للسامبا بنفسي وفهمت الكلمة تماماً وتأكدت أنها لا تحمل أي دلالة عنصرية” الأمر الذي أنهى الجدل وأعاد إلى الساحة الرياضية حدثاً جديداً يعكس قوة تأثير الإعلام الاجتماعي في تضخيم الأخبار دون تحقق
من جانبه رحّب المدرب بابلو أيمار بتوضيح الموقف وامتدح سلوك ماتانتونو المحترف حديثاً في صفوف ريال مدريد، مؤكداً أنه يتحلى بالانضباط والاحترام داخل وخارج الملعب كما أشاد بهدوئه وقدرته على تجاوز الضغوط النفسية التي صاحبت هذه الأزمة الصغيرة قبل أن تنتهي دون أي تبعات
على الصعيد الدولي شارك فرانكو ماتانتونو مع منتخب الأرجنتين تحت ١٧ عاماً في تسع مباريات مسجلاً هدفين وأكمل مسيرة واعدة مع منتخب تحت ٢٠ عاماً في عشر مباريات أظهر خلالها سرعة ملحوظة ومهارة عالية في اجتياز المدافعين كما سجل تجربته الأولى مع منتخب التانجو الأول في السادس من يونيو الماضي حين شارك لست دقائق في مواجهة تشيلي ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦ مما يعكس ثقة الجهاز الفني في قدراته رغم حداثة سنه
أما على مستوى الانتقالات فإن اللاعب من المقرر أن يرافق ريفر بلايت إلى كأس العالم للأندية هذا الشهر قبل أن ينضم رسمياً إلى صفوف ريال مدريد مع اقتراب انتهاء الصفقة وذلك وفقاً لتقارير الصحافة الإسبانية التي أوضحت أن النادي الأرجنتيني يسعى إلى استبقاء مواهبه الشابة للمشاركة في مسابقة كونه من العناصر المؤثرة في تشكيلة المدرب والمتوقع لها أن تخوض منافسات كأس ليبرتادوريس بقوة كبيرة
تُعد خطوة انتقال ماتانتونو إلى الريال بمثابة محطة جديدة في مسيرته الاحترافية حيث سينضم لديوانه الملكي الذي يبحث دوماً عن تجديد الدماء بوجه شاب قادر على منح الفريق مزيداً من العمق الهجومي والجناحي من الجهة اليمنى يتمتع هذا الشاب ببنية جسدية رشيقة وسرعة بالغة تمكنه من مجاراة أسرع المدافعين حول العالم كما يمتلك رؤية تمركزية عالية تساعده في إفساح المساحات لزملائه وصناعة الفرص بغض النظر عن ضغط المنافسين
يرى محللون أن تعامل الأرجنتين وبلدان أمريكا الجنوبية بموضوعية مع هذه الأزمة هو دلالة على نضج المنظومة الكروية في المنطقة وأن الاعتماد على المختصين في التحقق من صحة الفيديوهات قبل إطلاق الأحكام صار ضرورة ملحة في زمن تتصاعد فيه سرعة تداول الأخبار على المنصات الرقمية وقد يكون درساً مهماً للنشطاء والصحفيين على حد سواء
تبدو ورقة بريئة فرانكو ماتانتونو وقدرته على قلب الطاولة أمام الاتهامات الزائفة مؤشراً واضحاً على أن المستقبل ينتظره بحلول أكثر إشراقاً في عالم كرة القدم الأوروبية وسيكون أمامه تحدٍ حقيقي لإثبات جدارته داخل قلعة سانتياغو برنابيو من خلال منافسة بقية نجوم الأساطير التي مرّت على تاريخ النادي الأندلسي وكسب ثقة جماهيره الوفية التي لا ترضى إلا بالأداء الرفيع والاحترافية التامة.
