
قبل انضمامه إلى برشلونة في مايو الماضي، كان المدرب الألماني هانز فليك يعيش فترة مليئة بالتحديات والإنجازات في مسيرته، حيث انطلقت شهرته كأحد أفضل المدربين الألمان بعد نجاحاته مع فريق بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا. وفي وقت سعى فيه برشلونة لإعادة بناء فريقه بعد تقلبات عدة، جاءت خطوة فليك كخيار استراتيجي للبارسا، ولكن قبل أن يتخذ قراره بالانتقال، كان قد مر بمرحلة من التفكير والمراجعة لما يريد تحقيقه في مسيرته كمدرب.
إنجازات فليك مع بايرن ميونيخ
فليك، الذي حقق ثلاثية رائعة مع بايرن ميونيخ في موسم 2019-2020، حيث فاز بالدوري الألماني، وكأس ألمانيا، ودوري أبطال أوروبا، صنع لنفسه سمعة عالمية كمدرب يعرف كيفية التعامل مع الضغوط وتوجيه فريقه لتحقيق النجاحات. هذه الإنجازات جعلته مرشحاً قوياً لأي فريق كبير يسعى لإعادة بناء صفوفه واستعادة توازنه، لذا لم يكن من المستغرب أن يدخل برشلونة في مفاوضات معه، خصوصاً بعد فترة غير مستقرة تحت قيادة مدربين مختلفين.
التجربة مع منتخب ألمانيا
قبل انضمامه لبرشلونة، كان فليك يشغل منصب المدير الفني لمنتخب ألمانيا، إلا أن تجربته مع المنتخب لم تحقق النجاح المتوقع، حيث تعرض للعديد من الانتقادات بسبب الأداء الباهت للمنتخب الألماني وخروجه المبكر من البطولات الكبرى. ورغم محاولاته تحسين الفريق وإدخال عناصر شابة، إلا أن النتائج لم تكن على مستوى التطلعات، مما دفعه للتفكير في خيارات جديدة لمستقبله المهني.
مرحلة المراجعة والتفكير
أمضى فليك فترة مراجعة بعد انتهاء عقده مع المنتخب الألماني، حيث أخذ وقتاً للتفكير في توجهه القادم، مستعيناً بتجربته السابقة في تدريب الأندية واحتياجاته المهنية والشخصية. ويقال إن فليك قضى وقتاً مع عائلته، بعيداً عن الضغوط الإعلامية، للاستراحة والتفكير بعمق فيما يريد تحقيقه في المرحلة المقبلة. كان يرغب في العودة إلى بيئة تنافسية على مستوى الأندية، حيث يشعر بأنه يستطيع التأثير بشكل مباشر على الفريق من خلال تواجده الدائم مع اللاعبين.
مفاوضات برشلونة ومشروع رياضي طويل الأمد

وخلال فترة المفاوضات مع برشلونة، أجرى فليك تقييماً دقيقاً لاحتياجات الفريق الكتالوني، الذي يمر بمرحلة انتقالية ويواجه تحديات كبيرة على الصعيدين المحلي والأوروبي. وكان يبحث عن مشروع رياضي طويل الأمد يمكنه من بناء فريق قادر على المنافسة. وقد أبدى اهتماماً كبيراً بتطوير اللاعبين الشباب والاستفادة من أكاديمية “لاماسيا” الشهيرة، ليكون له دور أساسي في بناء جيل جديد من اللاعبين الموهوبين.
القرار النهائي بالانضمام إلى برشلونة
أما عن قراره النهائي بالانضمام إلى برشلونة، فقد جاء بعد جلسات متعددة مع إدارة النادي، حيث تم الاتفاق على رؤية مستقبلية لبناء فريق يستطيع تحقيق البطولات. وأشار المقربون منه إلى أن فليك كان متحمساً لتدريب فريق يمتلك إمكانيات شبابية كبيرة ويبحث عن استعادة هويته الكروية، حيث كان يرى في برشلونة فرصة لخلق تجربة جديدة له كمدرب بعيداً عن الضغوط الألمانية التقليدية، وفي بيئة تنافسية مختلفة مليئة بالتحديات.
أسلوب فليك في برشلونة
بعد انضمامه لبرشلونة، باشر فليك بتطبيق أسلوبه المعتمد على الضغط العالي والتمريرات القصيرة، مع تركيز خاص على الدفاع، وهو ما اعتبره الكثيرون بداية إيجابية لمشروعه. وأظهر في أولى تدريباته شغفاً كبيراً باللعب الجماعي والاستحواذ، مع تركيز على إعداد اللاعبين ذهنياً وبدنياً لتحقيق طموحات النادي وجماهيره.
المرحلة الجديدة في مسيرته
بهذا القرار، دخل فليك مرحلة جديدة في مسيرته، واضعاً نصب عينيه إعادة برشلونة إلى منصات التتويج، والعمل على مشروع طويل الأمد يعيد للنادي هويته المميزة.