
التدريب هو مفتاح النجاح
لم يكن من قبيل الصدفة أن يمتد مشوار كارمونا إلى 49 عامًا في عالم كرة القدم. فقد تحدث عن شغفه باللعبة منذ صغره، قائلاً: “منذ أن كنت صغيرًا، كنت أعلم أنني أملك المهارات اللازمة لأصبح لاعبًا عظيمًا في كرة القدم. ومن هنا بدأ الحلم، حيث كنت أقول دائمًا: أهم شيء للنجاح في كرة القدم هو التدريب المستمر”.
وأضاف كارمونا: “لتنمية المهارات والقدرات، كنت أخصص وقتًا يوميًا للتدريب، حيث كنت أتدرب لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا، ستة أيام في الأسبوع، دون أي أعذار”.
وكشف كارمونا عن تشابهه مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مسألة الاحترافية، قائلاً: “أنا وكريستيانو رونالدو نتشابه في جانب واحد وهو الاحتراف، حيث يتطلب النجاح في كرة القدم الالتزام الكامل، وأنا أحرص على هذا كما يفعل رونالدو”.
أكثر من 2200 مباراة: مسيرة استثنائية
بمعدل يتجاوز 2200 مباراة في مسيرته، لعب كارمونا لنحو 49 ناديًا حول العالم، ما يجعل مسيرته واحدة من أطول وأغرب المسيرات في تاريخ كرة القدم. ورغم تقدمه في السن، إلا أنه لا يزال يواصل مغامراته الكروية بحثًا عن تحديات جديدة. فهو لا يعتقد أن الاعتزال هو الخيار الأنسب له حتى الآن، حيث قال: “لا أفكر في الاعتزال، فأنا أبحث دائمًا عن خيارات جديدة في عالم كرة القدم. في نهاية العام الماضي، غادرت نويفو كاسابو في دوري الدرجة الرابعة في أوروغواي، لكنني ما زلت أبحث عن فرص جديدة للعب”.
مستقبل مفتوح دون عقود رسمية
ما يميز كارمونا عن الكثير من اللاعبين المحترفين هو طريقة لعبه في ظل غياب العقود الرسمية. حيث يفضل أن يتفق مع الأندية بشكل غير رسمي، ويُعلّق قائلًا: “ألعب كرة القدم دون عقد رسمي مع الأندية، بل يتم الاتفاق بيني وبين النادي على الشروط”. ورغم أن راتبه الأساسي لا يكفي لتغطية احتياجاته اليومية، إلا أن كارمونا يشير إلى أن لديه مصادر دخل أخرى مرتبطة بكرة القدم، مما يساعده على الاستمرار في ممارسة اللعبة التي يعشقها.
روح الشباب والتحدي المستمر
ربما يكون عمر كارمونا 62 عامًا، ولكن روحه الشبابية وطموحاته لم تتوقف عند هذا الحد. ويواصل البحث عن تحديات جديدة، حيث أضاف قائلاً: “أعيش كرة القدم بشغف، وعندما أرتدي الحذاء، أشعر أنني في أفضل حالاتي. طالما أنني أستطيع العطاء، سأستمر في اللعب”.
كارمونا هو مثال حي على الاستمرارية والطموح، ورغم تقدمه في السن، إلا أنه يعكس صورة مشرقة للاعب محترف مستمر في العطاء دون النظر إلى العمر أو الظروف.
مستقبل كارمونا: هل سيكون له دور في تدريب الأجيال القادمة؟
ومع استمرار كارمونا في البحث عن مغامرات جديدة داخل المستطيل الأخضر، قد يجد نفسه قريبًا في دور المدرب أو المستشار الفني، ليقوم بنقل خبراته للأجيال الشابة. وكونه صاحب أطول مسيرة كروية في العالم، يمتلك كارمونا الكثير ليقدمه ليس فقط في الملاعب، بل في بناء فرق رياضية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات.
خلاصة: مسيرة لم تنتهِ بعد
إن قصة روبرتو كارمونا هي مثال حي على العزيمة والإصرار في رياضة كرة القدم، ومصدر إلهام لجميع اللاعبين الذين يطمحون للاستمرار في اللعبة رغم تقدمهم في السن. ورغم أنه يملك لقب “أكبر لاعب في العالم”، إلا أن مشواره لا يزال مستمرًا، ورغم التحديات، فهو لا يزال يواصل شغفه بكرة القدم بنفس الحماسة التي بدأ بها مسيرته.