في تصريحات نارية ومؤلمة، تحدث ساندرو روسيل، الرئيس السابق لنادي برشلونة، عن معاناته الشخصية والعملية خلال فترة سجنه التي استمرت لمدة 22 شهرًا، مشيرًا إلى أنه لم يحصل على العدالة التي يستحقها. تلك الفترة كانت واحدة من أكثر الفترات القاسية في حياته، حيث تعرض للتهم الزائفة التي دمرت مسيرته وحياته بشكل غير متوقع.
الظلم الذي تعرض له
في حديثه عن فترة السجن، أوضح روسيل أنه "دمّر حياته في خمس دقائق"، في إشارة إلى ما اعتبره تأثيرًا مدمرًا لقرار حبسه. وكان ذلك في إطار قضايا تتعلق بالفساد المالي في نادي برشلونة، وهي التهم التي أُلصِقت به بعدما تولى رئاسة النادي في فترة كانت مليئة بالتحديات الكبرى. وكان الاعتقال بمثابة الصدمة التي قلبت حياته رأسًا على عقب، خاصة وأنه كان في منصب رئاسة نادي يعتبر واحدًا من أبرز الأندية في العالم.
قضية الفساد واتهاماته
تبدأ القصة من عام 2017، عندما ألقت السلطات الإسبانية القبض على روسيل في إطار التحقيقات التي تتعلق بعقود رعاية مشبوهة مع شركة نايكي. وقد تم اتهامه بتهريب الأموال والتلاعب بالصفقات المالية. وقد دافع روسيل عن نفسه بشدة، مؤكداً براءته من تلك التهم، ومشيرًا إلى أنه كان ضحية للظلم الإعلامي والقضائي الذي طالته في تلك الفترة.
السجن وتبرئة روسيل
بعد قضاء نحو عامين في السجن الاحتياطي، خرج روسيل في أبريل 2019 بتبرئة من التهم الموجهة إليه. وكانت المحكمة قد قضت بعدم وجود أدلة كافية تدينه في القضية، مما أثار غضبًا شديدًا لديه بعد ما مر به من معاناة. وأوضح في حديثه أن تلك السنوات كانت مليئة بالحزن، وأنه لا يستطيع نسيان الظلم الذي لحق به وبعائلته.
التأثير على مستقبله
وبينما تحدث عن فترة السجن، أكد روسيل أن تلك التجربة غيرت حياته بشكل جذري، وأثرت على علاقاته الشخصية والمهنية. وأضاف أنه لن يعود لرئاسة برشلونة مرة أخرى، بعد ما حدث له من دمار شخصي وسمعة كان قد عمل طوال حياته المهنية لبنائها. وقال: "لن أعود إلى رئاسة برشلونة، لقد دمروا حياتي بشكل لا يمكن إصلاحه". كما أضاف أن الإصلاحات التي كان ينوي تنفيذها في النادي قد تراجعت تمامًا بعد الحملة الإعلامية التي طالته.
السعي وراء العدالة
رغم تبرئته، أكد روسيل أنه لا يزال يبحث عن العدالة، ويأمل في أن يتم تقديم تعويضات عن السنوات التي ضاعت منه في السجن، وعن الضرر الكبير الذي تعرض له. وقال: "ما زلت أبحث عن العدالة. الحياة لا تعود كما كانت، وأنا متأكد من أنه لم يتم إنصافنا بالكامل بعد كل ما مررنا به".
دروس من الأزمة
وفي النهاية، كشف روسيل عن دروسه من هذه الأزمة، مؤكدًا أنه تعلم أن الحياة غير مضمونة وأنه يجب على الإنسان أن يكون قويًا في مواجهة التحديات. وأضاف: "الظروف قد تغيرت، وما مررت به جعلني أكثر صلابة. تعلمت الكثير من هذه التجربة، وأصبحت أكثر وعيًا بحجم المخاطر في الحياة".
يظل ساندرو روسيل واحدًا من الشخصيات المثيرة للجدل في عالم كرة القدم، ورغم تبرئته من التهم التي ألصقت به، إلا أن مسيرته السياسية داخل نادي برشلونة أصبحت ملوثة بما حدث. ومع ذلك، يبقى سعيه وراء العدالة وعدم العودة إلى منصب رئيس النادي، هو الفصل الأخير في تلك القصة التي شكلت جزءًا مهمًا من تاريخ النادي الكتالوني.