في تجربة قصيرة لكنها مليئة بالدروس، تحدث المهاجم المصري أحمد علي، لاعب الهلال السعودي السابق، عن موقف فريد عاشه خلال فترة إعارته إلى صفوف النادي العريق عام 2011. وفي مقابلة له ضمن برنامج “جول كاست”، استعرض علي كيف تعاملت إدارة الهلال بقيادة الأمير عبد الرحمن بن مساعد مع أزمة تأخر الرواتب، في خطوة تعكس الاحترافية والثقة المتبادلة داخل أسوار النادي.
البداية: أحمد علي وقصته مع الهلال
انضم أحمد علي إلى الهلال السعودي قادمًا من الإسماعيلي المصري على سبيل الإعارة في عام 2011. وعلى الرغم من أن فترة إقامته في الرياض لم تتجاوز الستة أشهر، إلا أنها كانت كافية ليشهد موقفًا يُبرز الروح الاحترافية لإدارة الهلال وتعاملها مع لاعبيها.
وقال علي: “كانت فترة قصيرة، لكنني تعلمت فيها الكثير عن الأجواء الاحترافية، والالتزام، والاحترام المتبادل بين الإدارة واللاعبين.”
موقف نادر: تأخر الراتب وصمت اللاعبين
كشف أحمد علي عن أحد المواقف التي أثرت فيه أثناء وجوده في الهلال. وأوضح: “في إحدى الفترات، تأخر صرف رواتبنا لمدة شهر، ولم يسأل أي لاعب عن الأمر. كان الجميع يثق تمامًا في إدارة النادي وفي الأمير عبد الرحمن بن مساعد.”
وتابع: “مر شهر كامل دون أن نتلقى أي راتب. لم يكن هناك أي تذمر أو شكاوى من اللاعبين، وهو ما يعكس مدى التزام واحترام الجميع للنادي وإدارته.”
اجتماع الأمير عبد الرحمن بن مساعد
أحمد علي استعاد تفاصيل ذلك الاجتماع الذي جمع اللاعبين مع الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس النادي آنذاك. وأوضح: “بعد مرور شهر على تأخر الراتب، عقد الأمير عبد الرحمن اجتماعًا مع اللاعبين. بدأ الاجتماع بالاعتذار عن تأخر الرواتب، وأكد أن السبب كان ظرفًا طارئًا خارج عن إرادة الإدارة.”
وأضاف علي: “لكن ما حدث بعدها كان مفاجئًا للجميع. قرر الأمير عبد الرحمن صرف راتب إضافي لجميع اللاعبين كمكافأة لهم على صبرهم وثقتهم في الإدارة. كان هذا القرار دليلًا على التقدير والاحترام الذي يتمتع به اللاعبون في الهلال.”
مكافأة الصمت: تقدير لا يُنسى
وأكد أحمد علي أن هذه المكافأة كانت تعبيرًا صادقًا من الإدارة عن تقديرها للاعبين. وصرح: “المكافأة لم تكن مجرد مبلغ مالي إضافي، بل كانت رسالة بأن الثقة والاحترافية داخل الهلال تُقابل دائمًا بالتقدير.”
وأشار إلى أن هذه الخطوة عززت روح الفريق وأظهرت كيف يمكن لإدارة حكيمة أن تحافظ على ولاء اللاعبين في أصعب الظروف.
أحمد علي والعودة إلى الإسماعيلي
لم تستمر رحلة أحمد علي مع الهلال سوى ستة أشهر، عاد بعدها إلى ناديه المصري الإسماعيلي. ورغم قصر الفترة، إلا أن المهاجم المصري أكد أن التجربة كانت مليئة بالدروس التي أفادته على الصعيدين الشخصي والاحترافي.
وقال: “الهلال نادي كبير، ومن اللحظة الأولى شعرت بالاحترافية في كل شيء. تلك الفترة القصيرة علمتني الكثير عن كيفية تعامل الأندية الكبيرة مع اللاعبين واحترامها لعقودها ووعودها.”
الهلال السعودي: مدرسة في الإدارة والاحترافية
ما رواه أحمد علي عن إدارة الهلال يعكس واحدة من السمات التي تميز هذا النادي، وهي الاحترافية في التعامل مع اللاعبين واحترام العقود. الهلال، الذي يُعد واحدًا من أعظم الأندية في آسيا، يثبت باستمرار أن النجاحات لا تأتي فقط من المهارة داخل الملعب، بل أيضًا من التزام إداري قوي وثقة متبادلة بين اللاعبين والإدارة.
دروس من التجربة
- الثقة المتبادلة تصنع الفارق: تصرف اللاعبين بعدم التذمر يعكس مدى احترامهم للإدارة وثقتهم بها.
- الإدارة الحكيمة تُكافئ الاحترافية: قرار الأمير عبد الرحمن بن مساعد بصرف راتب إضافي يؤكد أهمية التقدير في بناء فريق قوي.
- الاحترافية ليست زمنية: رغم قصر فترة أحمد علي مع الهلال، إلا أنها كانت كافية لتترك أثرًا كبيرًا في حياته المهنية.
ختامًا: الهلال نموذج يُحتذى به
ما حدث مع أحمد علي يُبرز جانبًا مشرقًا من الهلال السعودي ككيان رياضي وإداري يُدرك أهمية الثقة والاحترافية في تحقيق النجاح. قصة “مكافأة الصمت” ليست مجرد ذكرى شخصية للمهاجم المصري، بل هي شهادة على قيم الهلال التي تُرسخ مكانته كأحد أعرق الأندية في العالم العربي وآسيا.