لا شك أن زلاتان إبراهيموفيتش هو أحد أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم، بفضل موهبته الاستثنائية وشخصيته القوية التي جعلت منه أحد أكثر اللاعبين إثارة للجدل في العالم. على الرغم من مسيرته المليئة بالإنجازات والجوائز، إلا أنه لم يتمكن من الفوز بجائزة الكرة الذهبية، وهو ما دفع العديد من المتابعين إلى التساؤل عن السبب الحقيقي وراء ذلك.
مونتاري يكشف السر وراء غياب إبراهيموفيتش عن الكرة الذهبية
“لا يحبون سماع ذلك، لكن الحقيقة هي أن إبراهيموفيتش كان يفتقر إلى بعض من صفات القيادة التي كان من الممكن أن تقوده للفوز بالكرة الذهبية”، هكذا بدأ سولي مونتاري حديثه عن زميله السابق في أحد المقابلات الإعلامية. وأضاف أن إبراهيموفيتش كان يركز بشكل أكبر على إثبات نفسه كأفضل لاعب في العالم، بدلاً من المساهمة في خلق مناخ جماعي داخل الفرق التي لعب لها.
وأردف مونتاري: “إبراهيموفيتش لاعب موهوب جدًا، لكن بعض الأشخاص في الكرة العالمية كانوا يجدون صعوبة في التعامل مع شخصيته القوية وطريقته الصريحة في التعبير عن آرائه. البعض يعتقد أنه يمكن أن يكون أفضل لو كان يتصرف بشكل أكثر تواضعًا ويعمل بشكل جماعي أكثر من أجل الفريق”.
شخصية إبراهيموفيتش القوية وتأثيرها على مسيرته
من المعروف أن إبراهيموفيتش ليس شخصًا يتردد في التعبير عن نفسه، سواء داخل الملعب أو خارجه. طوال مسيرته، كان يتحدث عن نفسه بثقة كبيرة، بل وكان دائمًا ما يطلق تصريحات مثيرة للجدل، حيث يُشهر لسانه على الجميع. ومع ذلك، يرى البعض أن هذه الشخصية القوية قد ساهمت في تحجيم فرصه في الفوز بالجائزة المرموقة.
يرى مونتاري أن العديد من اللاعبين الذين حصلوا على الكرة الذهبية كانوا يتمتعون بتواضع أكبر واهتموا بإبراز مهاراتهم داخل الفريق وليس فقط الفردية. وهو ما جعلهم أكثر قبولًا من قبل الجماهير والإعلام على حد سواء.
إبراهيموفيتش وعلاقته بالزملاء والمدربين
وعلى الرغم من أن شخصية إبراهيموفيتش الصريحة قد تسببت في بعض الأحيان في توترات داخل غرف تغيير الملابس، إلا أن مونتاري أكد أن زملائه في فرق إنتر وميلان لم يعتبروا هذا بمشكلة. بل بالعكس، قال مونتاري: “على الرغم من لسانه الحاد، كان زملاؤه في الفريق يعرفون أنه يسعى لتحقيق النجاح للفريق أولًا وأخيرًا. كان دائمًا يتحفز ويدفع نفسه إلى أقصى الحدود”.
ويضيف: “إبراهيموفيتش لا يتقبل الهزيمة، وكان دائمًا ما يرفع من معنويات زملائه ليكونوا الأفضل. ولكن أحيانًا كان يتعامل مع الأمور بطريقته الخاصة، الأمر الذي كان يتسبب في قلة التفاهم مع بعض الأشخاص في المجال الإعلامي والإداري”.
إبراهيموفيتش: أسطورة لا تنسى رغم غيابه عن الكرة الذهبية
ورغم عدم فوز إبراهيموفيتش بالكرة الذهبية، يظل اسمه خالداً في تاريخ كرة القدم، نظرًا لما قدمه من إنجازات في مسيرته الاحترافية. من أياكس إلى يوفنتوس، ثم إلى إنتر ميلان وبرشلونة، وانتهاءً بـ باريس سان جيرمان و مانشستر يونايتد، ترك إبراهيموفيتش بصمة لا تُنسى في كل نادٍ لعب له.
حتى بدون التتويج بالكرة الذهبية، يُعتبر إبراهيموفيتش واحدًا من أفضل المهاجمين في تاريخ اللعبة، ولا شك أن مسيرته ستظل تلهم الأجيال القادمة من اللاعبين.
خلاصة القول
إبراهيموفيتش قد يكون فشل في التتويج بجائزة الكرة الذهبية بسبب شخصيته الصريحة والتمسك بأسلوبه الخاص في التعبير عن نفسه. لكن، كما كشف مونتاري، فإن تأثيره في الفرق التي لعب لها لا يمكن نكرانه، حيث كان دائمًا في طليعة النجوم الذين يُشعلون الحماس في فريقهم ويسعون للتفوق.